استشهد11 فلسطينيا واصيب اكثر من مئة آخرون بجروح صباح امس (بينهم 30 في حالة خطرة) اثر عملية توغل اسرائيلية في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين بشمال قطاع غزة. ولقي ثمانية منهم مصرعهم عندما اطلقت دبابة اسرائيلية قذائف عدة على تجمع للصحافيين ورجال الاطفاء ورجال الاسعاف والمدنيين في بلدة جباليا بشمال قطاع غزة اثناء انسحاب القوات الاسرائيلية، بينما قتل الثلاثة الآخرون اثناء الليل ، وبين الجرحى اربعة صحافيين فلسطينيين يعملون لحساب وكالة رويترز للانباء وقد اصيبوا بقذيفة دبابة بحسب المصادر نفسها. وجاءت العملية الاسرائيلية الغادرة وسط معارك ضارية مع مسلحين بعد عملية انتحارية اسفرت عن سقوط 15 قتيلا ونحو 30 جريحا عدا منفذها بعد ظهر يوم امس الاول في حيفا بشمال اسرائيل . كما تأتي هذه التحركات المضادة من جانب إسرائيل ضربة للجهود في احتواء العنف في الشرق الأوسط . وافادت مصادر امنية فلسطينية ان ناشطا من حركة الجهاد الإسلامي (اسامة محمد العصعص 26عاما) استشهد اثناء تبادل إطلاق النار مع جنود اسرائيليين اتوا لاعتقاله في بيت لحم بجنوب الضفة الغربية وقال مسعفون فلسطينيون في حي مخيم جباليا للاجئين ان رجلا عمره (60 ) عاما قتل بأحد سبعة صواريخ أطلقتها طائرات هليكوبتر حربية إسرائيلية كانت تدعم عشرات الدبابات التي أغارت على غزة. وأضافوا ان رجلا فلسطينيا آخر لم يذكر اسمه قتله الجنود بالرصاص وان 20 شخصا آخرين أصيبوا بجراح ثلاثة منهم حالتهم خطرة. وتم التعرف على هوية ثلاثة فلسطينيين استشهدوا خلال الليل وهم محمد البياري (60 عاما) استشهد في منزله في مخيم جباليا بقذيفة اطلقتها مروحية ،ومحمود الزيناتي الذي يناهز العشرين من العمر قتل برصاص جنود الاحتلال وتعذر التأكيد على الفور ما اذا كان مسلحا ، بالاضافة الى محسن عوض ابو عودة (30 عاما) اصيب بجروح بالغة اثناء تبادل اطلاق نار ثم توفي متأثرا بجروحه في الشارع حيث تركه الجيش الاسرائيلي ينزف ساعات بدون ان تتمكن سيارات الاسعاف من الوصول اليه كما اكدت مصادر طبية فلسطينية. ووقعت تراشقات ضارية بالنيران وهزت انفجارات قوية ارجاء المخيم. كما شاركت نحو اربعين دبابة وآلية مصفحة اسرائيلية في عملية التوغل في مخيم جباليا بمؤازرة مروحيات هجومية اطلقت ثلاث قذائف بحسب مصادر امنية فلسطينية. وبدأت القوات الاسرائيلية بالانسحاب فجر امس بعد ان اصطدمت بمقاومة شديدة بحسب مصادر متطابقة فلسطينية وعسكرية اسرائيلية. وقال شهود عيان ان رجالا مسلحين يزرعون ألغاما لمقاومة المدرعات الاسرائيلية وان آخرين قاتلوا القوات الاسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات قرب مجمع الاممالمتحدة للاغاثة في جباليا وهو مركز للنشطاء الذين يقودون انتفاضة عمرها 29 شهرا على الاحتلال الاسرائيلي. وتضم الحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة التي تولت السلطة منذ اسبوع بعد الانتخابات وزراء يؤيدون اتخاذ موقف اكثر تشددا من الانتفاضة من الحكومة السابقة ومن ذلك طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية ان بطاقة هوية فلسطيني من مدينة الخليل بالضفة الغربية عثر عليها في حطام الحافلة وان جنودا ذهبوا الى منزل عائلة الرجل هناك مساء امس الاول واعتقلوا والده وشقيقيه. وقال شهود فلسطينيون ان مفجر الحافلة يدعى عمران سالم القواسمة وانه نشط عمره 21 عاما من حركة المقاومة الاسلامية حماس وانه مفقود منذ بضعة ايام. واوضحت مصادر طبية فلسطينية ان العدوان نجم عن قصف دبابة اسرائيلية لتجمع فلسطينى كان يطفي حريقا فى المخيم اثر قصف ورشة حداده بقذائف قوات الاحتلال خلال عدوانها على المخيم. وادى ايضا الى دمار واسع فى المنازل وشبكات الكهرباء والمياه والهاتف والبنية التحتية فى المخيم. واعترفت مصادر عسكرية اسرائيلية بأن قوات الاحتلال وجدت مقاومة عنيفة من قبل المقاتلين الفلسطينين وتم تفجير عبوات ناسفة فى طريق الدبابات والمجنزرات مع تبادل كثيف لاطلاق النار. وقالت مصادر فلسطينية انه تم اعطاب وتدمير عدد من الدبابات والمجنزرات واصابة من فيها. وكانت عملية التوغل الاسرائيلية الى مخيم جباليا الاكثر اكتظاظا بالسكان في الاراضي الفلسطينية بدأت بعد منتصف الليلة قبل الماضية واستمرت حتى صباح الامس. وقطع الجيش الاسرائيلي التيار الكهربائي في شمال قطاع غزة خصوصا في جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون القريبتين من الاراضي الاسرائيلية. وفي الاشهر الاخيرة ضاعف الجيش الاسرائيلي عمليات التوغل في قطاع غزة واسفرت احداها يوم الاحد الماضي في مخيم البريج (وسط) عن سقوط ثمانية قتلى بينهم سيدة في الثالثة والثلاثين من العمر حامل في شهرها التاسع وطفل في الثالثة عشرة، مما اثار حملة انتقادات دولية شديدة. طبيب فلسطيني يفحص جثة احد الشهداء في هجوم جباليا سحب احد المصابين في محاولة لاسعافه