أعلن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أن الرئيس ياسر عرفات سيلقى خطابا سياسيا هاما عندما يؤدي أعضاء مجلس الوزراء الفلسطيني الجديد اليمين الدستورية أمامه. وقالت صحيفة القدس أن قريع دعا إسرائيل إلى السماح لجميع النواب الفلسطينيين المنتخبين ديمقراطيا بحضور اجتماع البرلمان والمشاركة في المناقشات الخاصة بالاصلاحات والعملية الديمقراطية. وقد نشرت هذه التصريحات في الوقت الذي عاودت فيه أكثر من 70 دبابة إسرائيلية احتلال معظم مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة. كما وضعت الشرطة في اسرائيل في حالة تأهب قصوى بسبب ما قالت الصحف انه (هجوم ضخم) محتمل اثناء عطلة رأس السنة اليهودية بعد ان احبطت محاولة لتهريب سيارة تحمل 600 كيلوجرام من المتفجرات من الضفة الغربية الى اسرائيل. وفي الوقت نفسه أعلن رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون أنه لن يتم السماح للنواب الفلسطينيين المتورطين في الارهاب بحضور الاجتماع. كما صرح شارون عبر شبكة الاذاعة الاسرائيلية أن عرفات لم يعد موجودا بالنسبة لاسرائيل والولاياتالمتحدة. ودعا نبيل أبو ردينة مساعد عرفاتالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، وروسيا والامم المتحدة إلى المساعدة في مواجهة (طغيان وظلم) الاحتلال الاسرائيلي. كما اتهم أبو ردينة إسرائيل بمواصلة مصادرة الاراضي الفلسطينية لبناء سياج أمني، وبالتالي يتم القضاء على الزراعة التي يعتمد عليها الفلسطينيون. وقال شهود العيان أن الدبابات توقفت خارج مخيم اللاجئين في دير البلح، حيث يعيش حوالي30 ألف فلسطيني. وقال سكان المنطقة أن الجنود احتلوا مركزين للشرطة الفلسطينية. وذكرت قوات الامن الفلسطينية أن أكثر من 70 دبابة وعربة مدرعة شاركت في العملية الاسرائيلية، وتم فرض حظر التجول على المدينة. وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه تم إلقاء القبض على أربعة أشخاص من بينهم ماهر بشير وهو قائد محلي لجماعة الجهاد الاسلامي. وقال الجيش أنه تم تدمير مكاتب حركة فتح التي يتزعمها عرفات بعد العثور على متفجرات فيها. واتهم شارون الفلسطينيين بعدم القدرة على الحفاظ على النظام والهدوء في قطاع غزة رغم امتلاكهم لعدد كبير من قوات الامن. وصرح مسئولون فلسطينيون أن الدبابات والعربات المدرعة الاسرائيلية اقتحمت أيضا الانحاء الشرقية من مخيمي المغازى والبريج للاجئين في وسط قطاع غزة. كما واصلت القوات الاسرائيلية إغلاق المعابر الرئيسية في المنطقة وبالتالي قسمت قطاع غزة فعليا إلى ثلاثة أجزاء، وهى خطوة تهدف إلى منع نقل الاسلحة كما يقول الجيش الاسرائيلي. واكد بيان للجيش الاسرائيلي الاعتقالات وقال ان القوات فجرت عبوة ناسفة كبيرة وجدت في مبنى محلي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال شهود عيان ان المبنى الخالي نسف بعد ذلك. وقال الجيش ان القوات الاسرائيلية فجرت ايضا اربع ورش بزعم انها تستخدم لتصنيع قذائف مورتر وصواريخ القسام التي تطلق من حين لآخر على مستوطنات في غزة واعتقلت اثنين من الفلسطينيين يشتبه انهما كانا يديران هذه المنشآت. واوضحت مصادر امنية فلسطينية ان المباني التي فجرها الجيش الاسرائيلي كانت تضم مسبكا ومكاتب تابعة للشرطة وخدمات الطواريء المدنية. وانسحبت القوات الاسرائيلية من دير البلح بعد نحو ثلاث ساعات.وقال الجيش ان التوغل جاء ردا على هجمات قتل فيها نشطاء جنديين اسرائيليين يوم الخميس في قطاع غزة . ووصف احد مستشاري عرفات الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة بانه (تصعيد خطير) وانه يستهزيء باتفاق (غزة أريحا اولا) الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي والذي يدعو الجيش الاسرائيلي لتخفيف قبضته على البلدات الفلسطينية مقابل ان تكبح الشرطة الفلسطينية النشطاء.