رأت الصحف البريطانية أمس ان استقالة اليستر كامبل مدير الاتصالات في مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تشكل فرصة للحكومة للتخلص من ثقافة (التلاعب بالمعلومات) التي تتسم بها وتثير جدلا كبيرا. وذكرت صحيفة (ديلي ميرور) الشعبية التي كان كامبل رئيس القسم السياسي فيها قبل ان ينتقل الى العمل السياسي منذ اكثر من عشرة أعوام ان الرجل الأقوى في بريطانيا يقدم استقالته. وكان كامبل الملقب ب (النائب الثاني غير الرسمي) لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعلن يوم امس الاول استقالته من منصبه في مكتب رئيس الوزراء البريطاني الذي يعمل معه منذ تسعة اعوام. واوضحت الصحيفة ان رحيل كامبل يشكل فرصة حقيقية لبلير يثبت للبلاد انه تعلم من دروس الأشهر الأخيرة وانه لن يلتفت بعد اليوم لهاجس التلاعب بالمعلومات. من جهتها رأت صحيفة (التايمز) ان استقالة كامبل يمكن ان تكون نهاية عصر التلاعب بالمعلومات لحزب العمال. اما صحيفة (ذي صن) الاكثر انتشارا في بريطانيا فقد رأت ان بلير بدون كامبل امر لا يمكن تصور حدوثه. وكتبت صحيفة (فايننشال تايمز) ان رحيل كامبل يثير الفضول. فيما وصفت صحيفة (ديلي ميل) المعارضة للحكومة منذ فترة طويلة كامبل بانه (كذاب) و(رجل يتلاعب بالعلومات). وكان كامبل اثار استياء الكثيرين خلال عمله الصحافي وفي مقر رئاسة الحكومة بسبب اسلوب عمله القاسي الذي انتقده عدد كبير من الصحافيين المعتمدين لدى رئيس الوزراء مدينين الضغوط التي كان يمارسها وتبلغ في بعض الأحيان حد التهديد. وشن كامبل بنفسه في يوليو الماضي هجوما لا سابق له على هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) التي اتهمت الحكومة بتضخيم ملف أسلحة الدمار الشامل العراقية. من جانبه اشاد بلير بكامبل معتبرا انه شجاع ويتمتع بقدرات هائلة ومخلص للقضايا التي يؤمن بها ووفي لقضاياه وبلاده. واضاف ان وسائل الاعلام رسمت في اغلب الاحيان صورة كاريكاتورية لكامبل لكنه رجل يتمتع بشخصية قوية يمكن ان تسبب عداوات لنفسها. مؤكدا ان الذين يعرفون كامبل يقدرونه اكثر. واثارت استقالة كامبل ردود فعل متفاوتة في بريطانيا. حيث رأى وزير الداخلية ديفيد بلانكيت ان كامبل اثار في اغلب الأحيان جدلا وفي بعض الأحيان سخطا لكنه كان الناطق الأكثر فاعلية وموهبة واخلاصا لرئيس الوزراء وحزب العمال. واضاف ان هذا هو السبب الذي أدى إلى ظهور الكثير من خصومه السياسيين ودفع وسائل الإعلام إلى انتقاده بحدة. اما النائب العمالي السابق توني بين فقد رأى ان كامبل كان يقوم بمهام نائب رئيس الوزراء وهذا امر غير مقبول. واكد الرئيس السابق لحزب العمال نيل كينوك الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس المفوضية الاوروبية ان كامبل مخلص وشجاع وجرى، مؤكدا ان التلاعب بالمعلومات امر اخترعته الصحافة وليس الحكومة. واعلنت رئاسة الحكومة البريطانية تعيين ديفيد هيل المسؤول السابق عن الاتصالات في حزب العمال في منصب كامبل. وكان هيل المسؤول الاعلامي لحزب العمال عندما فاز الحزب في انتخابات 1997. كما تولى ادارة المكتب الصحافي لحزب العمال خلال عملية اصلاح الحزب التي قام بها بلير بين 1991 و1998.