واجه مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس الثلاثاء اتهامات بمحاولة تشويه سمعة خبير الاسلحة البريطاني المتوفى ديفيد كيلي الذي كان في صلب الخلاف حول قرار الحكومة البريطانية المشاركة في الحرب على العراق. وجاءت هذه الاتهامات بعد ان نقلت صحيفة "الاندبندنت" عن مصدر حكومي قوله ان كيلي الذي ستجري مراسم تشييعه اليوم الاربعاء، يشبه الشخصية الوهمية "وولتر ميتي" الذي كان يبالغ في اعتقاده باهميته. ويعرض التقرير الحكومة لاتهامات جديدة بالسعي الى محاولة تشويه سمعة خبير الاسلحة البيولوجية الذي اثارت وفاته الشهر الماضي نتيجة انتحاره على ما يبدو اكبر ازمة سياسية يواجهها بلير خلال عمله السياسي. وجاءت وفاة كيلي بعد وقت قصير من الكشف عن انه المصدر الذي استندت اليه هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) التي ذكرت ان الحكومة بالغت في الحديث عن خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية في تقريرها الذي اصدرته في ايلول/سبتمبر الماضي لتبرير حربها على العراق. وكان بلير نفى ما ذكرته الهيئة بشدة. واقرت الحكومة البريطانية ان احد المسؤولين تحدث "للاندبندنت" عن كيلي الا انها قالت ان المحادثة لا تعكس رأي الحكومة. وقالت متحدثة باسم الحكومة ان التصريحات التي ادلى بها المسؤول ربما "فهمت خطأ"، وذلك بعد ان ذكرت متحدثة باسم الحكومة اولا انها لا تعرف من اين جاء التعليق بتشبيه كيلي ب"وولتر ميتي" اصلا. الا انها اكدت ان "احدا لم يقل مثل هذا الامر بموافقة رئيس الوزراء او اي شخص آخر في الحكومة". لكن نائب المحرر السياسي لصحيفة "الاندبندنت" بول ووغ تمسك بالتصريحات التي نشرتها الصحيفة الاثنين. وقال ان الذي ادلى بها هو "مسؤول كبير في الحكومة البريطانية". وتحت عنوان "كيف ينحدرون الى هذا المستوى؟" كتبت صحيفة "ديلي ميل" على صفحتها الاولى امس الثلاثاء ان الحكومة البريطانية "اجبرت على الاعتراف بمحاولة تلطيخ سمعة" الخبير البريطاني. من جهتها، رأت صحيفة "ديلي ميرور" التي عارضت الحرب على العراق ان الحكومة البريطانية "غارقة في حملة تثير الاشمئزاز لتشويه اسم الدكتور كيلي". من جهة اخرى قال نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت الذي يتولى مهام رئيس الوزراء في غياب توني بلير الذي يمضي عطلة في باربادوس، الاثنين"انني واثق ان احدا في الحكومة لن يدلي باي تصريح حول الدكتور كيلي في هذا الوقت الحساس". ورفض مكتب بلير تاكيد انباء ذكرتها الصحف التي اشارت الى ان المسؤول الذي تحدث لصحيفة "الاندبندنت" هو توم كيلي احد متحدثين رسميين اثنين باسم بلير. وصرح مينزيز كامبل المتحدث باسم الحزب الليبرالي الديمقراطي المعارض لشؤون الخارجية، انه اذا كان توم كيلي هو الذي ادلى بتلك التصريحات فان موقفه "لا يمكن الدفاع عنه". وقال كامبل ان "صداقية رئيس الوزراء ستعتمد كليا على طريقة رده. من الصعب تصور تبرير مثل هذا الخطأ الفادح في التقدير. يجب تقديم اعتذار فوري وغير مشروط". من جهة اخرى اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "التايمز" امس الثلاثاء ان التأييد لحزب العمال الحاكم انخفض الى ادنى مستوى له منذ 16 عاما.واوضح الاستطلاع الذي شمل الف شخص في نهاية الاسبوع الماضي ان نسبة المؤيدين لبلير لم تعد تتجاوز 34% من البريطانيين بينما يتمتع المحافظون بتأييد 32% منهم.