تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم التراجع عن العراق وذلك في اطار دفاعه عن الاحتلال الأمريكي للعراق وسط انتقادات متزايدة وارتفاع في عدد القتلى الأمريكيين بعد الحرب ليتجاوز الان الخسائر خلال الغزو نفسه. وقال بوش في كلمة امام المؤتمر السنوي للفيلق الامريكي وهو جماعة لقدامى المحاربين التراجع في وجه الارهاب لن يؤدي الا الى التشجيع على مزيد من الهجمات الاكثر جرأة. متعهدا بان لا تراجع. اننا في وضع الهجوم على الموالين لصدام والمقاتلين الاجانب والعصابات الإجرامية التي تهاجم العراقيين وقوات التحالف. وكان بوش يتحدث بينما رفع مقتل جنديين أمريكيين في العراق يوم أمس الأول عدد الوفيات بين الأمريكيين في العراق الى 140 منذ الأول من مايو حينما أعلن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية. وهذا العدد اكبر من عدد القتلى الأمريكيين خلال الحرب نفسها التي بدأت في 20 من مارس اذار وهو 138 . وكان تفجير مقر الأممالمتحدة في بغداد الذي سقط فيه 23 قتيلا الأسبوع الماضي قد اذكى شكوكا جديدة بشأن مهمة القوات الأمريكية في العراق وتكهنات بتدفق المقاتلين الاجانب على البلاد. واشار الي إن تقدم العراق نحو تقرير المصير والديمقراطية يجلب الامل للشعوب المقهورة في المنطقة وفي العالم وإن الذين يتوقون إلى الحرية والفرصة في بلاد مثل إيران ودول الشرق الاوسط يراقبون ويصلون لنجاحنا في العراق. وأشار إلى أن بناء عراق مستقر يتطلب التزام حقيقي من حيث الوقت والموارد وقال إن ذلك سوف يسفر عن ولايات متحدة وعالم أكثر أمنا وإلى أنه سيعمل مع الكونجرس للتأكد من توفير التمويل اللازم للعمل من أجل الحرية والامن. وربط بوش مجددا بين النظام العراقي المخلوع والقاعدة والعمليات الانتحارية وقال إن القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى تعترف بان هزيمة صدام هزيمة لهم ويعلمون أن عراقا ديموقراطيا في قلب الشرق الاوسط سوف يكون هزيمة أخرى لايديولوجيتهم الارهابية. وشدد على أنه بعد سقوط النظام العراقي لم تعد دول الشرق الاوسط تخشى دمار وهجوم صدام حسين ولن يكون العراق بعد مصدر تمويل العمليات الانتحارية في الشرق الاوسط مؤكدا على أن الشعب العراقي يستطيع أن يتأكد من أن نظام حسين مضى إلى غير رجعة. ووصف الهجوم على مقر الاممالمتحدة في العراق بأنه يظهر الطبيعة الحقيقية للارهاب من حيث كونه هجوم على رمز العالم المتحضر. وقال إن الارهابيين يهدفون إلى نشر الفوضى والذعر ويحاولون خدمة قضيتهم بالتضحية بالابرياء لانهم يحملون ضغينة عميقة لقيم العالم المتحضر ويكرهون الحرية و التسامح ويكرهون المسيحيين واليهود وكل مسلم لا يشاركهم رؤيتهم العنيفة الضيقة. وجدد طرحه بأنه لا يمكن أن تقف أمة على الحياد في الصراع بين التحضر والفوضى وكل أمة تقف إلى جانب الحرية وقيم الحياة الانسانية يجب أن تدين الارهاب وتعمل ضده القلة التي تدمر آمال العديدين. ودعا بوش دول العالم إلى الانضمام لمهمة بناء قوات الامن العراقية وقال إن 31 دولة تسهم في هذه المهمة سوف استمر بدعوة دول أخرى للانضمام لها. و قال عضوان بمجلس الشيوخ الامريكي عقب كلمة بوش أن الرئيس لم يتطرق بالقدر الكافي الى الامور المثيرة للقلق. وقال السناتور الجمهوري تشوك هاجل عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا لبرنامج تلفزيوني أذاعته شبكة (بي.بي.اس) ان هذا الامر سيستغرق سنوات وسيتكلف مئات المليارات من الدولارات. وسيتطلب مئات الالاف من الجنود. وأضاف يتعين على الرئيس أن يعلن ذلك أمام الشعب الامريكي. أما السناتور الديمقراطي جو بيدن عضو المجلس عن ولاية ديلاوير قال ان اخفاق الاحتلال سيوفر أرضا خصبة للارهاب مما قد يؤدي الى انهيار دول الخليج وربما مصر. وقال بوش في كلمته ان اعمار العراق بعد الاطاحة بصدام حسين يتطلب وقتا وموارد كبيرة. وفي مواجهة دعوات من مشرعين من الحزبين لزيادة حجم القوات في العراق زيادة كبيرة قال بوش انه سيسعى الى اقناع مزيد من الدول بالانضمام الى قوات التحالف التي تقودها واشنطن في العراق. وكانت محاولة استصدار تفويض جديد من الأممالمتحدة بشأن تجنيد قوات قد تعثرت أمام اعتراض الولاياتالمتحدة على إعطاء المنظمة الدولية مزيدا من سلطة صنع القرار في العراق. وذكر أيضا انه سيعمل مع الكونجرس لتوفير الموارد التي يتطلبها الاحتلال. وقالت مصادر بالكونجرس ان البيت الأبيض يدرس طلب تخصيص ما بين ملياري دولار وثلاثة مليارات دولار إضافية لدعم جهود الأعمار في المستقبل القريب. وابلغ بوش الفيلق الأمريكي ان عراق ما بعد صدام اصبح ساحة قتال لمكافحة شبكات المتشددين وانه بمقاتلة تلك الجماعات في العراق ودول اجنبية اخرى فان القوات الامريكية تساعد في الحيلولة دون وقوع هجمات داخل الولاياتالمتحدة. وقال الارهابيون يتجمعون في العراق لتقويض تقدم الحرية، وكلما حققنا تقدما في العراق اصبح الارهابيون اكثر يأسا. مضيفا قواتنا تواجه الارهابيين في العراق وافغانستان وفي اماكن اخرى حتى لا يضطر اهلنا الى مواجهة العنف الارهابي في نيويورك او سانت لويس او لوس انجليس. غير ان البعض يرى ان حرب العراق دفعت جماعات المتشددين لتجنيد المزيد وقالوا ان العملية الامريكية في العراق اصبحت في مأزق. وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية يوم امس الاول كتب السناتور روبرت بيرد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية وست فرجينيا ان الاحتلال الأمريكي للعراق يفرخ المزيد من الخصوم الذين يلجأون للعنف وان الوضع بالعراق مستمر في الخروج من نطاق السيطرة. واكد عملنا العسكري في العراق اوجد قدرا من الاحتقار لامريكا وخميرة خطرة قد تسمم جهود السلام في كل انحاء الشرق الاوسط وتؤدي الى الانتعاش السريع للارهاب العالمي. وحث السناتور الديمقراطي بوش على التخلي عما سماه سياسة العمل المنفرد في العراق واعطاء دول أخرى فرصة المشاركة الحقيقية في اعادة اعمار العراق.