نقل الرئيس الامريكي جورج بوش حملته من اجل الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين الى قلب المجتمع الامريكي محذرا من عواقب التقاعس عن المواجهة وواعدا بتقديم مزيد من المعلومات عن الخطر الذي يشكله العراق على البلاد وحلفائها.وقوبل بوش بتصفيق حماسي في اربع خطب القاها في ولايتين وهو يندد بمن سماه واحدا من اسوأ زعماء العالم . وقال الرئيس انه يأمل بناء اجماع دولي على توجيه ضربة وقائية تمنع دولا مثل العراق من استخدام اسلحة الدمار الشامل.وكثير من اعضاء الكونجرس غير مقتنعين بانه يوجد ما يبرر شن هجوم على العراق وبعض حلفاء الولاياتالمتحدة القدامي يعربون علانية عن تشككهم في حجج بوش لاستخدام القوة. @ لا أدلة ولم يقدم بوش الذي يقوم بجولة سياسية لجمع مليون دولار تبرعات في ولايتي كنتكي وانديانا ادلة جديدة على ان صدام يشكل خطرا قريبا. وقال المتحدث باسم البيت الابيض اري فلايتشر ان لدى الولاياتالمتحدة أدلة كافية تبرر الاطاحة بالرئيس العراقي مشيرا الى برامجه لامتلاك اسلحة الدمار الشامل. غير ان بوش ابلغ 300 من الانصار في ساوث بند انه سيشارك الشعب الامريكي واصدقاءنا وحلفاءنا في انحاء العالم المعلومات قدر استطاعتنا. واضاف قوله اريد ان يتفهم الشعب الامريكي تماما كل العواقب. @ اتصالات عاجلة وتحدث بوش هاتفيا مع زعماء فرنساوروسيا والصين . وسوف يلتقي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في منتجع الرئاسة في كامب ديفيد اليوم السبت ويلتقي ورئيس الوزراء الكندي يوم الاثنين ويشرح حججه ضد صدام في كلمة يلقيها في الاممالمتحدة في12من سبتمبر . وقال ان هذه المباحثات تستهدف جميعا بناء اجماع. وقال بوش: سوف ابدأ في الحديث عن ضرورة ان تواجه الدول المحبة للحرية المخاطر اليوم قبل ان تصبح غدا خطيرة الى درجة لا تصدق. ومع اقتراب انتخابات الكونجرس في الخامس من نوفمبر هاجم بوش ايضا الديمقراطيين قائلا انهم قد يدفعون الثمن في الانتخابات اذا عرقلوا الميزانية العسكرية او لم يمنحوه التشريع اللازم لايجاد وزارة لامن الوطن لها صلاحيات واسعة ومرونة واسعة في التوظيف والعزل. وفي كل محطة توقف فيها خلال جولته يوم الخميس وجه بوش اللوم الى صدام وذلك بعد يوم من وعده بالسعي للحصول على موافقة الكونجرس ومشاورة القوى الكبرى في العالم بشأن هجوم محتمل على العراق. ومضى بوش يقول: لا يمكننا ان ندع اسوأ الزعماء في العالم يبتزون ويهددون ويتخذون الامم المحبة للحرية رهينة بأسوأ انواع الاسلحة في العالم . في اشارة الى اعتقاد الولاياتالمتحدة ان العراق يطور اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. وقال بوش انه يحمل التهديد الذي يمثله صدام على محمل الجد واضاف: انا رجل صبور. لدي ادوات. لدينا ادوات تحت تصرفنا. @ تشكك ومعارضة غير ان بوش يواجه تشككا في الداخل والخارج. وتظهر استطلاعات الرأي ان نصف المواطنين الامريكيين يساندون استخدام قوات لخلع صدام لكن جمهوريين بارزين واعضاء كبارا في الكونجرس يشكون في جدوى شن هجوم. ويخشي حلفاء الولاياتالمتحدة والدول الاسلامية وكثير من الدول الاخرى عواقب اي عمل منفرد ويطالبون بدور للامم المتحدة في ايضاح قدرات العراق ونواياه وفي اجازة اي هجوم اذا فشلت تلك الجهود. وقال المستشار الالماني جيرهارد شرودر لصحيفة نيويورك تايمز انه يعتقد ان حكومة بوش ترتكب خطأ رهيبا بتخطيطها لشن هجوم على العراق. وقال السناتور روبرت بيرت الديمقراطي عن وست فرجينيا ورئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ: اين الدليل. وقال السناتور ارلن سبكتر الجمهوري عن بنسلفانيا: حتى الان لم نر المؤشرات على خطر واضح وحالي . غير ان فلايتشر قال انه يعتقد ان مشاعر الحزبين في الكونجرس تتجه نحو تأييد اقصاء صدام بسبب تاريخه المحب للحرب واهدافه لاستخدام اسلحة الدمار الشامل. وقال فلايتشر: يعتقد الرئيس ان الادلة التي لدينا كافية لتبرير تغيير النظام. والكونجرس يتفق معنا على ذلك . وقال جون هاوارد رئيس وزراء استراليا أمس ان استراليا ستحصل على كافة الادلة اللازمة التي تربط بين بغداد واسلحة الدمار الشامل قبل ان تشارك في اي هجوم تقوده الولاياتالمتحدة ضد العراق.ولكن هاوارد قال انه ليس هناك عمل وشيك ضد العراق في الوقت الذي مازالت فيه الجهود الدبلوماسية جارية لحل الازمة سلميا.واذا قررت واشنطن شن هجوم عسكري فان اي مشاركة استرالية ستناقش في البرلمان في محاولة للحصول على دعم سياسي حزبي وستعرض الحكومة وجهة نظرها اذا كانت هناك حاجة للانضمام لهذا العمل. وقال هاوارد لمحطة اذاعة ملبورن 3 ايه دبليو: من حق الشعب الاسترالي علي ان اقدم له تفسيرات ومبررات اذا تلقينا طلبا وكان هناك ما يدعو للمشاركة في عمل عسكري. ويقول مساعدون للرئيس الامريكي جورج بوش انه لم يتخذ قرارا بشأن استخدام القوة ضد العراق ولكن بوش اوضح انه لن يسمح للعراق بمواصلة ما يصفه بمحاولات تطوير اسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. ومن المقرر ان يلتقى بوش مع توني بلير رئيس وزراء بريطانيا في مطلع الاسبوع المقبل ويعتزم اجراء محادثات مع زعماء روسيا والصين وفرنسا وكندا قبل عرض قضيته ضد الرئيس العراقي صدام حسين في خطاب امام الاممالمتحدة في 12 سبتمبر. @ كلينتون يحذر بدوره حذر الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون من ان اي هجوم عسكري على العراق قد يدفع الرئيس صدام حسين لاستخدام الاسلحة الكيماوية او البيولوجية ضد المصالح الامريكية لانه لن يكون لديه شيء يخسره. وقال كلينتون لمجموعة من انصار الحزب الديمقراطي خلال حملة في مدينة سانتا انا بولاية كاليفورنيا لجمع تبرعات لصالح عضوة الكونجرس لوريتا سانشيز ان على الرئيس جورج بوش ان يفكر في رد فعل صدام على اي غزو قبل ان يقوم بعمل. واضاف: صدام حسين في عرفنا ليس رجلا طيبا .. مامن شك انه يملك مخزونات ضخمة من العناصر الكيماوية والبيولوجية. واعتقد ان علينا ان نفترض انه اذا عرف اننا قادمون.. فانه سيفعل كل ما في وسعه لاستخدامها. هذا هو الخطر الوحيد.. انها قضية على الرئيس ان يعالجها . وقال كلينتون انه يجب على بوش الانتهاء من اشاعة الاستقرار في افغانستان قبل التحول الى قضايا اخرى لان اسامة بن لادن مازال اكبر خطر على امننا. @ حاملة طائرات وتجوب الآن حاملة الطائرات الامريكية /يو اس اس جورج واشنطن/ مياه الخليج بعد ان لعبت دورا رئيسيا في حرب افغانستان. ويقول قائدها: اذا صدرت اوامر بالحرب سنؤدي المهمة . وجورج واشنطن بطائراتها التي يبلغ عددها 75 طائرة موجودة في مياه الخليج منذ يونيو الماضي ومكلفة بتنفيذ عقوبات الاممالمتحدة المفروضة على بغداد. لكنها جاهزة كذلك لمهاجمة العراق عندما يتخذ الرئيس الامريكي جورج بوش قرارا بالاطاحة بالرئيس صدام حسين. وقال الاميرال جوزيف سيستاك قائد الحاملة نعم.. نحن على اتم استعداد.. نحن جاهزون. واضاف: هناك قدر كبير من القوة في اطار القوات الامريكية وشارك اكثر من 68 بالمائة من طيارينا في القتال مؤخرا. واذا صدرت اوامر الحرب فسنؤدي المهمة. 0 وتحلق طائرات اف/ ايه 18 هورنيت الاحدث مرتين في اليوم على الاقل. تصاحبها وحدات من طائرات سيهوك الهليكوبتر وطائرة الاستطلاع هوكي اي 2 سي. ويوجد على متن حاملة الطائرات قوات خاصة تابعة لاحدى الدول الغربية الحليفة للولايات المتحدة واسلحتهم في وضع الاستعداد وفي عمق الحاملة يقوم افراد الطاقم المسؤول عن المعدات الحربية بتجهيز الصواريخ كما لو ان القتال يدور بالفعل.قال الليفتنانت بريان جريفز بينما كان يقف امام طائرة يقودها وهي من طراز براولر ومزودة برادار: نبلغ دائما بان نتدرب كما لو كنا في حرب ومن ثم فان الامر سيبدو كما لو كان توسيعا للتدريب اذا حدث شيء. وتابع قائلا: لا يريد احد الحرب لكن اذا صدرت الاوامر فسنؤدي العمل بأفضل ما في استطاعتنا. وقالت الليفتنانت ماجي فاستاك وهي واحدة من عدد قليل من النساء الطيارات على متن الحاملة جورج واشنطن انها جاهزة للقتال رغم ان الوحدة التي تعمل بها ترجو الا يكون هناك قتال. واضافت محذرة: صدام احذر... نحن جاهزون. . وفي هذا الاسبوع شارك جريفز وفاستاك وغيرهما من الطيارين على متن الحاملة في عملية المراقبة الجنوبية وهي عملية عمرها عشر سنوات تقوم خلالها طائرات امريكية وبريطانية بدوريات لفرض منطقة حظر الطيران على جنوبالعراق. وكانت هذه المرات هي الاولى منذ سنة التي يفعلون فيها ذلك مما يزيد التوقعات بأن الحرب وشيكة.وتشتبك الدوريات بشكل منتظم مع دفاعات جوية عراقية ويقول افراد الطاقم انهم يعتبرون بالفعل ان اجواء المنطقة ومياهها مليئة بالاعداء. وقال الكابتن مارتن اردوسي الذي يتولى قيادة حاملة الطائرات: هذا الجزء من العالم معاد.. واجهنا مشكلات هنا من قبل وعليه نجب ان نتحلى دائما بالانتباه والحذر ... مهمتنا هي ان نبحث عن الشر وان نجتثه . ولقي 17 بحارا امريكيا حتفهم في اكتوبر 2000 عندما شطر انفجار المدمرة الامريكية كول بينما كانت ترسو بالقرب من اليمن. وحملت واشنطن اسامة بن لادن مسؤولية هذا الهجوم مثلما حملته مسؤولية هجمات 11 سبتمبر. @ الكونجرس يعارض وقال زعماء الكونجرس الامريكي امس الجمعة انه يتعين على الرئيس جورج بوش تقديم مزيد من الادلة التي تدعم زعمه ان العراق يمثل تهديدا مباشرا للبلاد قبل ان يمكنهم الموافقة على توجيه ضربة اليه. وقال ديك ارمي زعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب ان الامر يتطلب (دراسة متعمقة ودقيقة للغاية للحقائق) اثناء بحث الكونجرس اصدار قرار يؤيد اي اجراء عسكري محتمل ضد الرئيس العراقي صدام حسين. وقال ارمي هاتفيا من نيويورك حيث يعقد الكونجرس جلسة خاصة بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول سنقضي الان وقتا طويلا في التركيز عليه.. ما التقييم الدقيق للتهديد الذي يمثله للعالم ثم سنحاول التوصل الى اجماع بشأن الرد على هذا التهديد. لكن ذلك سيكون دراسة متعمقة ودقيقة للحقائق. وقال توم داشل زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ اجيب عن بعض اسئلتنا لكن ما زال هناك كثير من الاسئلة التي يتعين الاجابة عنها قبل ان نتمكن من اتخاذ اي قرار نهائي بخصوص ما ينبغي عمله. وقال داشل في مقابلة مع محطة (ان. بي. سي) التلفزيونية في اعقاب مشاورات مغلقة اجريت هذا الاسبوع حيث يحاول بوش حشد التأييد في الكونجرس لاتخاذ اجراء للاطاحة بصدام "حقيقة الامر انني لم احسم رأيي."وذكر داشل انه لا يتوقع استعجال الكونجرس لاصدار قرار في هذا الشأن وقال ان الادارة لم تشر الى ان لديها اطارا زمنيا محددا واضاف الضربات الوقائية ليست شيئا نفعله. وخروجنا عن هذا النهج وقيامنا بهذه الخطوة يتطلب على ما اعتقد دراسة متأنية وهذا ما سنفعله. وقالت متحدثة باسم السناتور الديمقراطي كارل ليفين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الخميس ان ليفين يعتزم عقد جلسات استماع بشأن العراق في اواخر سبتمبر او اوائل اكتوبر. كما تعتزم لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب عقد جلسات استماع في وقت لاحق هذا الشهر ويحتمل ان تعقد لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جلسات استماع مع مسؤولين من الادارة بعد الجلسات التي عقدتها في يوليو بخصوص العراق مع عدد من المحللين ومراكز الابحاث. وظهر داشل وعديد من اعضاء الكونجرس البارزين في برامج اخبارية على شاشات التلفزيون قبل ان ينضموا الى زملائهم في جلسة خاصة مشتركة للكونجرس في نيويورك.