تشعب الحديث ذات يوم في مجلس من مجالس النساء حول مرض الحمى المالطية وسبب الإصابة به بعد أن ذكرت إحدى الحاضرات خبر إصابة قريب لها بهذا المرض إثر شربه من حليب النوق في إحدى الدول الخليجية .. مما أثار تساؤلات عريضة لا نهاية لها في أذهان الجميع .. ومن هنا أحببت أن أتطرق إلى هذا الموضوع خاصة وأنه تكثر الاصابة به في فصل الصيف . @ ما الحمى المالطية ؟ هي احد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والتي تهدد الصحة العامة والثروة الحيوانية، كما تسمى ب (الحمى المتموجة) لما تسببه من ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة بصورة متقطعة . ومع أن الحمى المالطية غير مميتة عادة إلا أنها أحد الأمراض التي قد تسبب إعاقة دائمة للإنسان، وينتقل هذا المرض للإنسان عن طريق الحيوانات التالية : الأبقار والأغنام والماعز والجمال وهي الحيوانات الحاضنة لجرثومة البروسيلوسز . @ ما جرثومة البروسيلا ؟ هي بكتريا عضوية من فصائل عدة أهمها : فصيلة البروسيلا ميليتنسز وهي المسببة لأكثر الإصابات في الإنسان وفصيلة بروسيلا أبورتس وهي تصيب الإنسان وتسبب الإجهاض للحيوانات . @ ما مضاعفات المرض ؟ قد يسبب المرض للإنسان الالتهابات في العظام والعمود الفقري والمفاصل كما يسبب إلتهاب الخصيتين والكيس الزلالي لمفصل الركبة ويسبب للحيوانات الإجهاض والعقم . @ كيف ينتقل المرض من الحيوان للإنسان؟ أولاً عن طريق الفم: خاصة الأشخاص الذين يشربون الحليب غير المغلي أو غير المبستر، والذين يأكلون اللحم النيء كالكبد. ثانياً: عن طريق الجهاوز التنفسي باستنشاق الجرثومة من الهواء الملوث كما في الاسطبلات والحظائر. ثالثاُ: عن طريق جرح أو حلق أو خدش في الجلد وذلك باللمس المباشر لأنسجة الحيوانات المصابة كالأجنة أو مشيمة الحيوانات الوالدة أو السائل الأميوني المحيط بالجنين، أو خلال عملية ذبح الحيوانات وسلخ جلودها وتقطيعها . رابعاً: تعرض العين لرذاذ اللقاح الحي كما يحدث مع البيطريين خلال عملية تلقيح الحيوانات . أما العدوى من إنسان لإنسان فهو أمر نادر . اعراض المرض عند الإنسان في الطور الحاد : حمى متقطعة حيث ترتفع في الليل وتنخفض في النهار . ارتعاش وقشعريرة مصاحبان للحرارة المرتفعة . عرق غزير حيث يبتل ثياب المريض وفراشه . آلام عامة في الجسم والعضلات وآلام في الظهر والمفاصل . ويدخل المرض في الطور (المزمن) إذا استمر أو عاود الظهور بعد سنة أو أكثر نتيجة عدم علاجه أو عدم إكمال العلاج وتكون الأعراض كالتالي: آلام عامة في الجسم، النوم بكثرة أو الشعور بالأنهاك ، الكآبة، القلق. @ كم مدة حضانة هذا المرض ؟ الفترة الممتدة من وقت التعرض للمرض إلى وقت ظهور الأعراض المرضية من (10 أيام) إلى (30 يوما) وقد تصل إلى عدة شهور . التشخيص : للتشخيص المبكر أثر هام في سرعة الشفاء من المرض، ويجب على المريض ذكر المعلومات اللازمة للطبيب من احتمال تعرضه لحيوانات مصابة بالمرض أو لمنتجاتها كما أن فحص الدم يستخدم للتأكد من وجود المرض . كيفية العلاج: بالمضادات الحيوية لمدة طويلة نسبياً قد تصل إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر ومن المهم جداً أن يواظب المريض على تناول العلاج طول المدة المطلوبة وليس فقط حتى تخف الأعراض مما قد تؤدي إلى انتكاسة أو دخول المرض في الطور المزمن حيث يصبح الشفاء صعباً جداً . كيفية انتقال العدوى بين الحيوانات : تناول أعلاف أو شرب مياه ملوثة وقد يكون مصدرا لتلوث الأجنة المجهضة أو المشيمات والسؤائل الجنينية والأفرازات المهبلية. رضاعة الحليب من حيوانات مصابة . استنشاق الغبار الملوث في المزارع حيث توجد حيوانات مصابة عملية التكاثر بين الحيوانات . عن طريق الجلد والأغشية المخاطية كملتحمة العين . أما انتقال المرض من منطقة لأخرى فيكون عن طريق دخول حيوانات مصابة على قطيع سليم أو استهلاك علف من مصادر ملوثة . @ كيف نقي أنفسنا من مرض الحمى المالطية ؟ عدم تناول الحليب الطازج غير المغلي أو غير المبستر ومشتقاته كاللبن والقشطة والجبن والسمن . وتتم بسترة الحليب بتسخينة حتى (66) درجة مئوية لمدة ثلاث دقائق أو غليه لمدة دقيقة وهذا يكفي بالقضاء على جرثومة المرض . طبخ اللحوم جيداً قبل تناولها والامتناع عن أكل اللحم النيء . على المزارعين والعاملين في المسالخ الحذر من المخاطر المتمثلة في لمس أنسجة الحيوانات المصابة والوقاية أثناء العمل والغسل والتظهير بارتداء القفازات المخصصة للاستخدام مرة واحدة فقط أو المصنوعة من المطاط، واستخدام المحلول المطهر للمكان والأدوات المستخدمة وارتداء الملابس البلاستيكية الواقية التي يمكن غسلها وغليها وتعقيمها. تحديد الحيوانات المصابة بواسطة فحص أمصالها وإجراء اختبار الحلقة الزرقاء أو فحص (رينغ) لحليب الحيوانات وإبعاد الحيوانات المصابة أو التخلص منها بالذبح . عدم نقل وبيع الحيوانات المصابة.