تحت رعاية الدكتور اسامة الباز المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية المصري، وبحضور نخبة من المثقفين والفنانين العرب افتتح في قاعة بيكاسو، وهي من اهم قاعات العرض في مصر اهتماما بالتشكيلي العربي، معرض "مقتنيات جماعية". اليوم خلال جولة في المعرض كان هذا اللقاء، بالفنان التشكيلي الدكتور مصطفى يحيى استاذ ورئيس قسم النقد التشكيلي باكاديمية الفنون بمعهد النقد الفني واستاذ زائر بكلية اعداد المعلمين بالمملكة العربية السعودية ومن خلال قراءة نقدية لمعرض المقتنيات الجماعية اكد ان هذا المعرض هو سفر داخل الزمن الجميل من خلال عرض اجمل مقتنيات "الطيار" وهم من الرعيل او الصف الاول في حركة الفن التشكيلي العربي بالاضافة إلى عرض مقتنيات جيل الوسط حيث العرض المتنوع والمميز لعدد من المذاهب والمدارس الفنية فالمعرض كما يعرض لاعمال راغب عياد وانجي افلاطون وتحية حليم يعرض ايضاً لمقتنيات جورج البهجوري وعلي الدسوقي وحسين بيكار والبناني وهؤلاء لكل منهم مدرسة فنية متميزة ومختلفة عن الاخر. وبسؤاله عن رؤيته في حركة الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية اكد ان حركة الفن التشكيلي المعاصر تشهد تطوراً ملموساً يمكن قراءته من خلال عدد من النقاط منها: @ انتهاء فترة المراهقة الفنية والتي كان من اهم ملامحها التأثر بالتيارات الغربية في الفن حيث نشاهد في الفترة الاخيرة اعمالا كثيرة لشباب استطاعوا ان يؤصلوا الهوية السعودية الثقافية في الفن مثل الفنان مهدي الجريبي وناصر الموسي وصالح الزير، وزمان جاسم، وعبدالله الشيخ، وعبدالجبار اليحيا، والسليمان، والصفار، وادريس، وحماس.. وغيرهم. المكان هو البطل المحوري هذا ولان حركة الفن التشكيلي في السعودية، لها ما يميزها خاصة ان الاتجاهات الفنية ترفض مبدأ تصوير الاشخاص والبورتريهات حيث كان تأكيد الفنان الدكتور مصطفى يحيى على انه من خلال هذا الاتجاه استطاع الفنان السعودي ان يحوله إلى النواحي الايجابية في الفن حيث استطاع ان يحتفل بالمكان والتراث السعودي اكثر من احتفائه بالانسان وهذا هو سر من اسرار تميز الفن السعودي فالمكان هو البطل المحوري لاعماله. الفن والتواصل وعن الانطلاق والتواصل اللذين تشهدهما حركة الفن التشكيلي، اكد الدكتور مصطفى يحيى انه سعيد كل السعادة بكم المشاركة السعودية في حركة الفن التشكيلي في الساحة العربية وهذا التواصل يعطي انطلاقة مختلفة ومتميزة للفنان السعودي اذ ان العرض خارج حدود الوطن دائماً يعطي ويضيف احساسا ما مغايرا تماماً عن العرض الداخلي وهذا هو سر احتفاء الاوساط الثقافية بالمشاركات الخارجية فمنذ البدايات الاولى للفن السعودي عام 1957م على ايدي جيل الرواد الذين شقوا طريقهم عبر مدارس ومعاهد التربية في المملكة العربية السعودية مثل محمد السليم وعبد الحليم الرضوى واحمد الدشاش وجميل مرزا وعبد الرشيد سلطان وغيرهم بعد عودتهم من بعثات دراسية خارجية تتواصل كشوف منابع الابداع عبر الاجيال المتوالية بايقاع اسرع كل عام وهذا ما تعكسه صورة تواصل الفنان السعودي خارج حدود المملكة وهذا ما يمكن قراءته ورصده للحركة الفنية التشكيلية. ولابد من اضافة ان الاجيال الحالية في السعودية تعتبر محظوظة جداً عن جيل الرواد وذلك لانها مدعومة على اعلى المستويات الرسمية بالدولة وهذا ما يلمسه المتابع لحركة الفن التشكيلي السعودي خارج نطاق المملكة. نون وفنون عربية المعرض القادم لبيكاسو ومن خلال جولتنا ومعرض بيكاسو الجمالي لاشهر المقتنيات الفنية كان التساؤل عن وجود الفنان العربي وسط هذا الزخم من الاسماء الفنية. حيث اكد الاستاذ ابراهيم عبد الرحمن "فنان تشكيلي" ومسئول عن لقاء ان يرحب دوماً بالتواصل مع الفنان السعودي والعربي شرط ان يحصل على بطاقة "الابداع" في الفن تلك البطاقة التي يمنحها الجمهور للفنان فلا توجد جهة رسمية تمنح تلك البطاقة. واكد ان تلك البطاقة يمتلكها ولله الحمد الكثير من الفنانين والفنانات التشكيليين في المملكة العربية السعودية وافصح عن اهتمامه بدراسة فكرة تنظيم معرض فني يجمع كل الفنانات التشكيليات السعوديات اللاتي يتابع اعمالهن خارج حدود المملكة العربية السعودية وقد قدم اقتراح ان يكون هذا المعرض تحت مسمى "نون وفنون سعودية" أي يخصص فقط للفنانات التشكيليات السعوديات من خلال عرض اعمال نخبة منهن في قاعة بيكاسو بالزمالك بالقاهرة على ان يتم تنظيمه وافتتاحه التي يجمعها دعم الحركة التشكيلية العربية وذلك على غرار مصر في "نون وفنون" السابعة تنظيمه وعرضه في قاعة بيكاسو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة حيث اكد ان من يتابع دوماً عطاء وتميز المرأة التشكيلية السعودية مثل السديري العمد والناصر وغيرهن.