تنفتح الحركة التشكيلية في السعودية، على الفن التشكيلي المصري، بصورة لا مثيل لها. فالمعرض الذي نظمه «أتيليه جدة للفنون الجميلة» وترعاه الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبدالعزيز، وأخذ عنوان: «إبداعات مصرية» وافتتح أمس أكد عودة التواصل مع الفن في الوطن العربي، بعد أن شهد خفوتاً في السنوات الماضية. وربما كانت المرة الأولى التي يتلاحم فيها فنانو رواد الحركة الفنية الحديثة في مصر، مع فناني جيل الوسط جنباً إلى جنب مع رموز الفن التشكيلي في العصر الراهن، في معرض واحد. فاجتماع أسماء لها ثقلها الفني في الحركة التشكيلية المصرية أمثال: فاروق حسني، راغب عيّاد، محمد ناجي، سيف وانلي، أدهم وانلي، صلاح طاهر، بيكار، كامل مصطفى، حافظ الراعي، محمد صبري، تحية حليم، صبري راغب، كامل غندر، جاذبية سري، حسن سليمان وآدم حنين وثريا عبدالرسول ومريم عبدالعليم وعبدالوهاب مرسي وعمر النجدي، حسين الجبالي، عبدالمنعم مطاوع، عطيات سيد أحمد، نبيل درويش، الدسوقي فهمي، جميل شفيق، مكرم حنين وسواهم، يعد نقلاً لنماذج من اتجاهات الفن الحديث في مصر بما يعطي المهتم السعودي، سواء الفنان أم المتلقي، نظرة بانورامية شاملة. غير أن انتماء الفنانين إلى مدارس فنية متنوعة، يحقق ثراء واسعاً وعمقاً شاملاً لرصد التجربة المصرية، بحيث يكون تلخيصاً حقيقياً لمسيرة أكثر من مئة عام من الفن المصري، منذ البدايات الأولى مع راغب عياد 1982-1982، مروراً بالفنانين الأوائل أمثال محمد ناجي وجاذبية سري وعبوراً على مرحلة تألقت فيها أسماء سيف وأدهم وانلي، بيكار وصلاح طاهر. وتأتي أهمية المعرض من كونه نافذة يطل منها المتلقي السعودي على أقدم التجارب التشكيلية العربية، فضلاً عن احتكاك الفنان السعودي بما يثري تجربته. ومن زاوية أخرى يعكس المعرض بشكل عام العلاقات الثقافية المميزة التي تربط الوسطين التشكيليين في كلا البلدين، وهو ما يؤكد مشاركة وزير الثقافة المصري الفنان فاروق حسني بأحد أعماله. كما أن مشاركة رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر الفنان محسن شعلان تدعم هذا التواصل. وكان شعلان أعرب عن سعادته الكبيرة بمشاركته في المعرض، «لا سيما أن الحركة التشكيلية السعودية تعيش أزهى عصورها»، مشيراً إلى أن القاهرة «ستسضيف قريباً معرضاً ل15 فناناً سعودياً في دار الاوبرا المصرية، بالتعاون مع أتيليه جدة». من جهته، قال الفنان السعودي فهد الحجيلان إن حلمه بمشاهدة أعمال هؤلاء الفنانين العظماء العمالقة «أصبح واقعاً»، وأنه لم يكن يتخيل أنه سيشاهد أعمال سيف وأدهم وانلي، اللذين تأثر بأعمالهما كثيراً.