تقرير البنك الدولي الذي صدر في نهاية هذا العام 2002م، اشار الى تراجع حاد في معدلات النمو الاقتصادي العالمي خلال عام 2002م والعام القادم 2003م.. النتيجة المباشرة لهذا الانخفاض هي بقاء حالة الفقر منتشرة - ان لم تزدد بالتدريج - في الدول الفقيرة (النامية) في آسيا وامريكا الجنوبية وافريقيا..؟! لقد شهدت منطقة الشرق الاوسط ودول شمال افريقيا بالذات، تدهورا اقتصاديا متفاقما عام 2002م، بسبب انخفاض صادراتها للخارج، وتذبذب اسعار صرف بعض عملاتها، وقلة دخول الافراد بشكل ظاهر وانتشار البطالة بين فئات خريجي الجامعات سواء الشباب او الشابات، فلقد هبط معدل نمو اجمالي الناتج المحلي الى 2ر2% من 2ر4% عام 2001م. @ اسباب هذا التدهور الاقتصادي تعود الى: 1 تدهور معدلات نمو أسواق الصادرات لكل من مصر، المغرب وتونس، الى جانب النقص الكبير في قطاع السياحة في دول شمال افريقيا بعد احداث 11 سبتمبر عام 2001م.. 2 اثر سوء الأحوال الجوية على المنتجات الزراعية، في معظم دول الشرق الاوسط عام 2001م . 3 الزيادة في تطبيق وتنفيذ القوانين الرقابية والمحاسبية الصارمة، مع التشدد في تطبيق السياسات الماليةوالنقدية، من قبل السلطات الحاكمة في بعض الدول النامية في آسيا وافريقيا، الامر الذي أدى الى افلاس مئات الشركات المساهمة وعدد كبير من المؤسسات التجارية وبعض التجار والصناع..! 4 عدم استقرار نظام الصرف النقدي في بعض بلدان الشرق الاوسط، دفع بتفاقم مشكلة النمو الاقتصادي وتدهور الحالة الاقتصادية بشكل ظاهر وملموس.. @ توقعات خبراء الاقتصاد العالميين تشير الى ان تحقق الدول الغنية معدل نمو اقتصادي يبلغ 1ر2% عام 2003م اما الدول النامية فسيكون معدل نموها اكبر اذ سيحقق هذا المعدل في متوسطة 9ر3%. @ وعلى المستوى العالمي ستشمل العوامل المثبطة للنمو، على المدى القصير 1 انخفاض ثقة المستهلكين للسلع والخدمات. 2 ارتفاع مستويات المديونية، وخاصة مجال الاستثمار في اسواق الاسهم.. 3 ازدياد حدة الفضائح المالية في اوساط الشركات المساهمة الضخمة الامريكية.. 4 استمرار قلق المستثمرين بشأن اختلالات توازن النظام المصرفي الياباني.. 5 توسع حالة التوتر في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية والتقنية المتقدمة الاخرى، خاصة في اوروبا.. 6 ازدياد حالة القلق بشأن مشاكل المديونية في دول امريكا الجنوبية اللاتينية.. 7 اما منطقة الشرق الاوسط، فيمكن ان تؤدي نتائج الحرب المتوقعة، على الثقة في اسواق رؤوس الاموال الضعيفة اصلا الى زيادة هوامش اسعار الفائدة، مع هروب رؤوس الاموال الى اسواق كبرى جيدة النوعية في اوروبا وامريكا.. @ ويتوقع ريتشارد نيوفارمر كبير كتاب هذا التقرير الدولي (ما نشاهده هو اطول فترة هبوط في الاستثمارات الاجنبية المباشرة في الدول النامية، منذ الركود الاقتصادي العالمي عام 1981 - 1983م).. فهل يحدث هذا الذي توقعه نيوفارمر..؟! محاسب قانوني