طالب الحسن وتارة، رئيس تجمع الجمهوريين (ابرز احزاب المعارضة في ساحل العاج) من ملجئه في الغابون الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة والى وضع دستور جديد في ساحل العاج. متجاهلا دعم مجلس الامن العلني الذي اعلنه في نفس اليوم للحكومة الحالية رفض المجتمع الدولي اطاحة حكومة منتخبة بالقوة العسكرية وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في احد فنادق ليبرفيل "من اجل عودة السلام والاستقرار الى ساحل العاج يجب اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة". واضاف ان "انتخابات مزورة لن تكون مصدر استقرار" في البلاد. واعتبر بالاضافة الى ذلك ان الدستور في ساحل العاج "كان موضع تلاعب". وقال لا يمكننا ان نقبل مواطنين بفئات مختلفة. نحن بحاجة الى دستور جديد. وأشار وتارة مع ذلك الى عزمه واستعداده للمشاركة في اي مبادرة تهدف الى اعادة السلام واطلاق عملية البناء في ساحل العاج. وكانت مصادر عسكرية قد ذكرت يوم الخميس ان المتمردين استعادوا بلدة مان الرئيسية في شمال غرب ساحل العاج مما القى بظلاله على المساعي الاقليمية والفرنسية التي تهدف لانهاء ثلاثة اشهر من القتال في البلاد. وأضافت المصادر العسكرية ان جماعة الحركة الشعبية الساحلية للغرب الاقصى المنشقة استعادت بلدة مان وهي من المراكز المهمة لزراعة البن في وقت متأخر من يوم الاربعاء بعد يوم من القتال المكثف.وأكد مسؤولون مدنيون في البلدة الرئيسية الواقعة بالغرب ان المتمردين أصبحوا يسيطرون على البلدة اليوم. وقال جيلاومي بروسبر جباتو المتخدث باسم الحركة "الوضع في مان اصبح تحت سيطرتنا". وكانت مان التي تقع على بعد نحو 650 كيلومترا شمال غربي مدينة ابيدجان الرئيسية قد شهدت قتالا عنيفا في وقت سابق هذا الشهر عندما دفعت القوات الموالية للرئيس المتمردين خارج البلدة. ويخيم القتال الدائر في مان على مساعي السلام التي يبذلها زعماء دول غرب افريقيا الذين اتفقوا يوم الاربعاء على ارسال قوة الى ساحل العاج بحلول نهاية العام.كما تدخلت فرنسا لمحاولة وقف القتال وأرسلت اكبر قوة تدخل لها في أفريقا منذ الثمانينات. فارسلت سفينة تحمل 300 جندي وكذلك عربات مدرعة وطائرات نقل هليكوبتر مما سيجعل حجم قوتها في ساحل العاج يتراوح بين 2300 و2500 فرد. وصدرت اوامر للقوات الفرنسية باطلاق النار على اي احد ينتهك وقف اطلاق النار بين الحكومة وجماعة المتمردين الرئيسية ومقرها في الشمال والتي بدأت التمرد قبل ثلاثة أشهر.الا ان جماعتين متمردتين جديدتين في الغرب تقولان انهما ليستا ملتزمتين بوقف اطلاق النار وتعهدتا بمواصلة القتال. ويوم الخميس قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو ان فرنسا "تؤيد" سعي السنغال باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا لعرض ازمة ساحل العاجل على مجلس الامن الدولي. وقال لممثلي وسائل الاعلام "نتفهم انه باسم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا يتوجب على السنغال عرض قضية ساحل العاج على مجلس الامن. نؤيد هذا المطلب ونعتبر ان التوصل الى حل سياسي يمكن من ايجاد مخرج دائم لهذا النزاع يقتضي تضافر الجهود وتحلي الجميع بروح المسؤولية". واضاف ريفاسو "سجلنا باهتمام نتائج القمة الاستثنائية لبلدان المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي انعقدت يوم (الاربعاء) في داكار ونحيي تكثف الوساطات في الايام الاخيرة خصوصا بعد اجتماع كارا في التوغو يوم الاثنين". وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الفرنسية ان باريس ستقدم "كل الدعم اللوجستي اللازم لتسهيل انتشار قوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا المنتظر وصولها قبل يوم 31 كانون الاول/ديسمبر". من جهة اخرى، اعلنت قيادة الاركان الفرنسية ان قائد الاركان للجيش الفرنسي الجنرال هنري بنتاجيت سيتحول في نهاية الاسبوع الى ساحل العاج. على صعيد آخر قال شهود عيان ان عشرات الالاف من الاشخاص تظاهروا في مدينة بواكيه (وسط) التي يسيطر عليها المتمردون للمطالبة بحياد فرنسا في الازمة التي تمر بها البلاد منذ ثلاثة اشهر. وجمعت هذه المسيرة التي نظمها "ممثلون عن المجتمع المدني" سكان بواكيه وكذلك سكان عديد مدن الشمال العاجية التي يسيطر عليها المتمردون من الحركة الوطنية لساحل العاج.ووصل المتظاهرون الى المدينة في الصباح الباكر بواسطة الحافلات. وواكب متمردو الحركة الوطنية لساحل العاج الذين قاموا بتمشيط المدينة هذه المسيرة التي ترمي حسب منظميها الى التنديد بسلبية الجنود الفرنسيين تجاه التجاوزات التي يرتكبها جيش ساحل العاج. من جهة اخرى ادان مجلس الامن الدولي مساء الجمعة "استعمال القوة للاطاحة بحكومة منتخبة" في ساحل العاج مقدما "دعمه التام" لهذه الحكومة. واشار المجلس في اعلان تبناه في جلسة مغلقة الى ان الازمة في ساحل العاج لا يمكن ان تحل الا في اطار حل سياسي يتم التفاوض بشأنه ودعا "جميع الاطراف الضالعة في الازمة الى العمل بنشاط من اجل التوصل الى مثل هذا الحل". واعرب المجلس في الاعلان الذي تلاه رئيسه الحالي سفير كولومبيا الفونسو فالديفيسو عن"دعمه المطلق للجهود التي تبذلها المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا من اجل التوصل الى تسوية سلمية للصراع". واضاف البيان ان المجلس "شكر ايضا فرنسا على الجهود التي بذلتها من اجل الحؤول دون وقوع معارك جديدة بشكل موقت وبانتظار نشر قوة افريقية" في ساحل العاج.