أكد صندوق رعاية الامومة والطفولة (اليونيسيف) في تقرير شامل له عن حالة الاطفال في العالم نشر في العاصمة المكسيكية أن الاطفال يعرفون تماما ما يريدون ومن حقهم الانصات إليهم، وأن إسهامهم في مستقبل البشرية حيوي. وركز التقرير الذي يغطي فترة زمينة قدرها ثلاثة أعوام على أهمية مشاركة الاطفال في مناقشة قضايا مثل سوء التغذية والافتقار إلى سبل التعليم وانتشار الايدز. وأوضح التقرير أن إشراك الأطفال في الحوار وتبادل الرأي يسهم أيضا في تعزيز الديمقراطية. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسيف كارول بيلامي التي سافرت إلى المكسيك لنشر هذا التقرير في عالم مثخن بجراح الحرب ومنقسم على نفسه بسبب الفقر يجب احتواء الاطفال والانصات إليهم ومنحهم دورا في صنع مستقبل أفضل لأنفسهم. وأكد التقرير أن 150 مليون طفل لا يزالون يعانون سوء التغذية وأن 120 مليون طفل معظمهم بنات لا يذهبون إلى المدارس وأن صغار الشباب يصابون بفيروس نقص المناعة الايدز يوميا. وحضر الرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس وقرينته مارتا ساهاجون الاحتفال بنشر التقرير الذي قدم نتائج عمليات مسح واستطلاع واسعة النطاق شملت 40 ألف طفل في أربع قارات على مدى ثلاثة أعوام. وأكد التقرير أن ملايين الأطفال يشكّون في جدوى الانتخاب من أجل تحسين حياتهم ومساءلة زعمائهم بقوة. وعند استطلاع وجهات نظرهم قالوا: انه يمكن القيام بخطوات لتحسين الأوضاع. وقال التقرير أيضا: ان الاطفال والشباب عندما يكونون شركاء يمكن أن يحدثوا تغييرات ملحوظة في الحياة من حولهم. لديهم أفكار وتجارب ورؤى تثري مفاهيم البالغين وتسهم بصورة إيجابية في أعمال البالغين. وأضاف أن من خلال اشتراك الاطفال منذ صغرهم في أمور تهمهم .. نرى جيلا من الشباب أكثر احتراما واهتماما بحقوقه وحقوق الآخرين. ولكن تقرير اليونيسيف حذر من أنه إذا أهمل الاطفال فهم يعجزون عن تنمية مهارات حيوية مثل التعبير عن الذات وحس المسئولية والاسرة والمجتمع. وقالت كارول بيلامي "أعتقد أن المجتمع يجني فائدة من مشاركة الاطفال والشباب بسبب القوة والحيوية التي يضفيها الاطفال والشباب على أمور الحياة". وأضافت "قد لا يكون لديهم أفضل الحلول طول الوقت ولكنهم نادرا ما يفترضون أن الأمور تسير بشكل عادي دائما". وشددت على ضرورة الاستثمار في الأطفال لتحقيق أهداف التنمية في الالفية الجديدة التي تتعلق ستة منها بالاطفال. وقد حدد عام 2015 لتحقيق معظم الاهداف في حين حدد عام 2005 لتحقيق هدف زيادة عدد البنات اللاتي يذهبن إلى المدارس. وقالت إن نشر تقرير اليونيسيف في مكسيكو له دلالة لأن أمريكا اللاتينية "برهنت على زعامة واضحة فيما يتعلق بالانصات إلى الأطفال واحترام وجهات نظرهم". وأوضحت "إنى ممتنة بصفة خاصة للرئيس فوكس لالتزامه بحقوق الاطفال". وحضر الاحتفال الذي أقيم في المركز الوطني للفنون في مكسيكو سيتي أطفال من المكسيك وبوليفيا وجمهورية الدومينيكان. ونقل التقرير كلمات صبي في الخامسة عشرة من العمر من بيرو يدعى مانويل دي خيسوس أكوستا دلجادو في اجتماع للاطفال عقد مؤخرا: "إن وجهة نظر الطفل أعمق من وجهة نظر رئيس، لأن الرئيس ينظر لكل شيء على مستوى متسع للغاية، بينما الأطفال قادرون على أن يلحظوا بشكل مباشر ما يجب عمله، فهم يرون الاشياء على حقيقتها ويعبّرون عن شعورهم بها".