لما أقر حظر قيادة سيارات الأجرة العامة على الأجانب وحصرها على المواطنين- عدا الموظفين الحكوميين الرسميين- لشغل ما يزيد على (20000) وظيفة "أجرة" وهي الوظائف المتاحة بعد الإفراغ من مرحلة الترحيل لهؤلاء السائقين الآسيويين التي تنتهي بانتهاء المهلة المحددة في قرار مجلس الوزراء والتي بدأ عدها التنازلي بدءا من 23من الشهر الجاري وحتى 23صفر العام المقبل فإن الأمر لم يقف عند محاولة وأد البطالة وتحجيم رقعتها وفتح فرص وظيفية على نطاق أوسع وتعميم السعودة في هذا الجانب الخدمي الحيوي بنسبة (100%) فحسب- وهو قرار شجاع يستحق التقدير- بل أن ثمة جوانب أخرى لاتقل أهمية وينتظر أن يسهم القرار في تصحيحها كالممارسات الخاطئة والمخالفات والتجاوزات التي ترتكب في حق أنظمة وقواعد المرور وكذلك الحوادث المرورية - بيت القصيد- والتي يذهب ضحيتها سنويا الكثير من الأبرياء دهسا أو في حوادث مؤلمة أخرى ويكون سائقو الليموزين الآسيويون تحديدا سببا مباشرا في الغالب منها كنتيجة حتمية للسرعة المجنونة التي اشتهر بها هؤلاء دون غيرهم حتى أن البعض اعتقد جازما أن وراء كل حادث عظيم ليموزين عطفا على مبدأهم السائد ( كلما أسرعت أكثر حققت ربحا أكثر) وهم بذلك يجولون الشوارع ذهابا وإيابا في رحلة سباق وتحدي مع الموت وبسرعة الرصاصة بحثا عن راكب ليس أكثر ليحافظوا مع هذا السعي المحموم على سقف ربحي يصل حد التخمة دون إعطاء اعتبارات أو أولويات للسيارات الأخرى أو الشارع أو النظام. بالأمس - أي قبل مولد شركات الليموزين- وبالتحديد قبل نحو 23 سنة لا اكثر كان الأمر ايسر حالا وقيادة سيارات الأجرة متزنة ونسبة الحوادث منخفضة لم تصل حد القتل الجماعي في أخطرها كما هو الحال في سيارات الليموزين اليوم .. لكن مع ظهور شمس هذه الشركات وانتشارها في كل مكان ودفعها بالسائقين الآسيويين نحو الموت لهم وبهم في سبيل تحصيل ربح أكبر أصبح مصطلح "الليموزين" وحده يمثل علامة فارقة في الكثير من الحوادث المؤلمة التي رملت ويتمت الكثير من الأسر.. وكانت مصدر غلق وإزعاج للجهاز المروري على الدوام. في إحدى مجمعات الخبر الفارهة التقيت بفهد الشمري ومتعب العتيبي واعتبر الشمري والعتيبي القرار أهم خطوة تخطوها البلاد في تعميم السعودة بشكلها الأشمل والتي احتوت قطاعا وظيفيا بأكمله. واضاف الشمري: سبق له العمل في إحدى شركات الليموزين- ان مؤسسات الأجرة في معظمها ترغم السائق على تحصيل مبلغ لايقل عن (200) ريال يوميا .. وهذا المبلغ - والكلام للشمري- لم يكن تحصيله بالأمر السهل مما يضع السائق في دوامه وسباق مع الزمن يكون غالبا سببا مباشرا في وقوع الكثير من التجاوزات والحوادث المرورية ويأمل أن تنتهي هذه العادة مع بدء تعميم السعودة في الفترة القادمة. وأكد الشمري ما قاله العتيبي : أن مواقف السائق السعودي أكثر رحمة وعطفا من السائق الأجنبي حيث السائق غير السعودي يحاول استغلال الزبائن خاصة في الأوقات المحرجة كساعات ما بعد منتصف الليل أو في منتصف طريق أو في المناسبات العامة. ويرى الشمري : أنه يجب على إدارة المرور التشديد عند اختبارات منح رخص القيادة وخاصة الرخص المتعلقة بسيارة الأجرة حيث أن سيارات الأجرة تحتاج إلى مهارات جيدة في التعامل وتفادي السيارات الأخرى. وتقول السيدة فاطمة بنت سعد الحمدان بالنسبة لها: أنها لايمكن أن تركب تلك السيارة المسماة بالليموزين ويرجع السبب إلى حادث مروري تعرضت له قبل أربعة أشهر تقريبا وأدى إلى كسر في ذراعها الأيسر حيث كان سائق الليموزين وهو باكستاني الجنسية يقود السيارة بسرعة فائقة وقام حينها بتجاوز الإشارة وهي حمراء مما أدى إلى اصطدامه بسيارة كانت في طريقها السليم .. لكنها مع التغيير الجديد وتعميم السعودة بشكلها الصحيح .. كما تقول: ستغير رأيها لثقتها بابن الوطن واتباعه انظمة المرور وقواعد السلامة.