تعثرت (خارطة الطريق) التي وضعتها الدول الاربع راعية السلام برعاية امريكية لحث خطى عملية السلام في الشرق الاوسط بعد اعلان زعماء فلسطينيين ومسئولين اسرائيلين اعتراضهم عليها واجتمع بيرنز في اليوم الثاني من زيارته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في القدس ومع وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر في تل ابيب. كما التقى في اريحا بالضفة الغربية مع مسؤولين فلسطينيين.وهذه اول جهود دبلوماسية امريكية على مستوى عال في المنطقة منذ عدة اشهر لكن كثيرين يرون انها محاولة غير جادة هدفها تهدئة اعمال العنف وشراء تأييد العرب لشن حرب محتملة على العراق اكثر منها مهمة سلام مبشرة بالخير. وحظ الخطة الامريكية من النجاح ضئيل ان لم يكن معدوما بعد عامين من الانحياز الامريكي السافر الى جانب اسرائيل وسكوت واشنطن عن اراقة دماء الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وحشرهم في السجون خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعد عدة مهام سلام دولية افشلتها اسرائيل بدعم امريكي معروف. و(خارطة الطريق) صاغها رباعي الوساطة وترعاها الولاياتالمتحدة حيث قال مسؤولون اسرائيليون انها تفتقر الى ضمانات امنية وقال الفلسطينيون انها لا تتضمن جدولا زمنيا أو آليات للتنفيذ. وتدعو الخطة الى وقف العنف واجراء اصلاحات فلسطينية وانسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية التي اعاد احتلالها على ان يتم التوصل الى تسوية نهائية وقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحلول عام 2005 . ورفض بيرنز الاجتماع مع عرفات تمشيا مع السياسة الامريكية التي تستهدف تهميش الرئيس الفلسطيني لاعتقاد واشنطن انه لم يفعل ما يكفي لوقف العنف ضد المدنيين الاسرائيليين. ولمح رئيس المجلس الوطني الفلسطيني احمد قريع بعد اجتماع مع المسئول الامريكي ان الخطة مبهمة بدرجة تثير الشك في احتمالات نجاحها. وقال قريع ان الفلسطينيين يريدون (خارطة طريق) حقيقية تنقلهم الى المحطة النهائية وهي اقامة دولة فلسطينية مستقلة يمكنها العيش في سلام الى جانب اسرائيل. واضاف انهم يريديون طريقا واضح المعالم بلا عقبات او نقاط تفتيش. وقال مسؤول فلسطيني (ابلغنا بيرنز اننا متشككون في هذه الخطة. وتساءلنا عن مدى جدية الولاياتالمتحدة). واضاف (نريد ان نعرف ان كانت هذه /الجهود/ مجرد محاولة لكسب الوقت فيما تنهي الولاياتالمتحدة استعداداتها لضرب العراق). وقال بيرنز ان البيت الابيض عازم على التحرك باتباع (سبل واقعية) للتوصل الى حل للصراع يقوم على اساس وجود دولتين. من جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي بن اليعازر مرددا وجهة نظر شارون التي سربها مساعدوه قبل وصول بيرنز ان الخطة بها عناصر ايجابية لكنها لا تحتوي على ضمانات لعدم استئناف العنف اذا انسحبت القوات الاسرائيلية من مدن الضفة الغربية. وقال مكتب بن اليعازر في بيان انه (شدد كذلك على ان اسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن نفسها ولن تقبل ان تقيدها في ذلك اي /خارطة طريق/ معينة). ورغم ان مكتب شارون لم يصدر بيانا بعد اجتماعه مع بيرنز فان راديو الجيش الاسرائيلي قال ان رئيس الوزراء رحب بالخطة لكنه عارض بعض عناصرها. وقال شمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلي وأحد ابرز الوجوه الاسرائيلية التي تؤيد التوصل الى حل وسط مع الفلسطينيين تحقيقا للسلام ان الخطة بها أوجه قصور فيما يتعلق بامن الدولة اليهودية.