قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس تعقيبا على موافقة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون على الانسحاب الاسرائيلي من الخليل بالضفة الغربية ان الانسحاب من الخليل يجب ان تتبعه انسحابات اخرى من كافة المدن الفلسطينية. التى اعيد احتلالها حسب قرار مجلس الامن الاخير وحسب التفاهم الذى تم بين الوفد الفلسطيني ووزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر والمسمى بتفاهمات غزة بيت لحم . واوضح ابو ردينة ان المطلوب هو الانسحاب من كافة المدن الفلسطينية حسب قرار مجلس الامن الاخير رقم 1435. ودعا اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا) الى الاستمرار في بذل الجهود لوقف العدوان الاسرائيلي وانهاء الحصار واعادة الاموال المحتجزة للسلطة الفلسطينية لدى اسرائيل والعودة الى ما كانت عليه الامور قبل 28 سبتمبر 2000 تمهيدا لايجاد الاجواء المناسبة للعودة للمفاوضات. واعتبر ابو ردينة ما اعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر عن تفكيك الجيش لمستوطنات عشوائية محاولة لتجميل الوجه الاسرائيلي الحقيقي الذى يتمثل بالاحتلال والاستيطان والاغتيالات. وكانت الحكومة الاسرائيلية قد قررت امس سحب بعض قواتها من مدينة الخليل بالضفة الغربية في الوقت الذي يقوم فيه مبعوث امريكي بجولة في الشرق الاوسط حاملا مقترحات للسلام. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر للاذاعة الاسرائيلية انه يريد ان يفهم العالم كله اننا لسنا مهتمين فقط باجراءات حظر التجول والاغلاق ولكن ايضا بمغادرة الاراضي التي يسودها الهدوء والواقعة تحت السيطرة. وذكر المسؤولون ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أقر خطة الانسحاب التي قدمها بن اليعازر خلال اجتماع عقداه قبل بدء الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء. وقال المسؤولون ان اسرائيل ستعيد نشر قواتها بالمدينة في وقت لاحق لكن القوات ستبقى في منطقتين فلسطينيتين تطلان على جيوب استيطانية بالمدينة التي قسمت الى جزءين أحدهما تحت السيطرة الاسرائيلية والاخر تحت السيطرة الفلسطينية بموجب اتفاق سلام مؤقت أبرم عام 1997. وتتطلع الولاياتالمتحدة التي ارسلت مبعوثها وليام بيرنز الى الشرق الاوسط الاسبوع الماضي الى ان تخفف القوات الاسرائيلية قيودها على الفلسطينيين في وقت تسعى فيه واشنطن لحشد تأييد عربي لحرب محتملة ضد العراق. ووقعت مصادمات بين مستوطنين يهود وقوات امن ارسلت امس الاول السبت لاجلائهم من مستوطنة من بين 20 مستوطنة غير مصرح باقامتها امر بن اليعازر باخلائها. والقت المصادمات بظلالها على مهمة بيرنز التي يطرح خلالها خطة سلام تنفذ على مراحل. وقالت مصادر سياسية ان شارون وافق على خطة اخلاء المستوطنة والانسحاب الجزئي من الخليل لمساعدة بن اليعازر زعيم حزب العمل الذي يمثل تيار يسار الوسط على هزيمة منافسيه المعتدلين في الانتخابات التي ستجرى على زعامة الحزب الشهر المقبل والحفاظ على حكومته الائتلافية. وقال بن اليعارز الذي اتهمه اليمين المتشدد بانتهاك قدسية يوم السبت بتنفيذ عملية الاخلاء للاذاعة الاسرائيلية انه كانت هناك حالة عصيان للحكومة بين المستوطنين. وذكر بن اليعازر ان نحو 1500 مستوطن ما زالوا في الموقع وان اجلاءهم سيمضي قدما. واضاف انه يتعين ازالة مستوطنة هافات جلعاد ومواقع استيطانية اخرى اقيمت دون موافقة الحكومة نظرا لصعوبة حمايتها من هجمات الفلسطينيين ولضيق موارد الجيش الذي يواجه الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ اكثر من عامين. واقامت الحكومات الاسرائيلية 145 مستوطنة بالاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967. ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير مشروعة بموجب القانون الدولي وهو ما تعترض عليه اسرائيل. وبدأ بيرنز جولته في مصر ومن المقرر ان يزور اسرائيل والاراضي الفلسطينية خلال ايام لبحث خريطة طريق تبين مراحل اقامة دولة فلسطينية مؤقتة في غضون 18 شهرا عقب اجراء اصلاحات فلسطينية. ودعا وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات المبعوث الامريكي الى دعم مقترحات السلام بفرق مراقبة دولية. فى الوقت نفسه أصيب مواطنان فلسطينيان فجر امس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلى فى مخيم بلاطة والمساكن الشعبية فى مدينة نابلس فيما اعتقلت اربعة اخرين بتهمة انتمائهم للمقاومة الفلسطينية 0 وشددت قوات الاحتلال الاسرائيلى من حصارها المفروض على المدينة حيث أغلقت جميع المحاور والطرق الرئيسية والفرعية ومنعت المواطنين من الحركة0 وقصفت قوات الاحتلال الاسرائيلية بالرشاشات الثقيلة فجر امس منازل المواطنين فى بيت حانون شمال قطاع غزة ومفرق القرارة فى خانيونس مما اسفر عن اضرارفى الممتلكات والمنازل واثارة الرعب فى نفوس الاطفال والنساء0 كما قامت قوات الاحتلال فى ساعة متأخرة من ليلة أمس بتجريف مساحات واسعة من الاراضى المزروعة بأشجار الزيتون المثمرة فى منطقة المغراقة قرب مدينة غزة . من جانبه دعا الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات المشاركين فى القمة التاسعة للمنظمة الدولية الفرنكفونية التى عقدت فى بيروت الى ادانة وفضح الجرائم الاسرائيلية البشعة المستمرة ضد الشعب الفلسطينى والتى كان اخرها مجزرة رفح. واكد الرئيس عرفات فى رسالة بعث بها الى الرئيس اللبنانى اميل لحود والى الدكتور بطرس غالى الامين العام لمنظمة الفرانكفونية انه بالرغم من التصعيد والحصار والعدوان والاجرام الاسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الا ان القيادة الفلسطينية تجدد التزامها الثابت بالسلام العادل والمشرف الذى يحفظ ويصون حقوق الفلسطينيين العادلة. وطالب الرئيس الفلسطينى بايجاد الية دولية فاعلة للوصول الى السلام المنشود على اساس قرارات الشرعية الدولية. وقد ادانت السلطة الوطنية الفلسطينية قيام الحكومة الاسرائيلية والمستوطنين بطرد سكان قرية يانون بمنطقة نابلس من منازلهم ومزارعهم وترحيلهم الى قرية عقربة المجاورة. وأكد ابراهيم أبو دقة مستشار الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات لحقوق الانسان ان قرارات مجلس الامن الدولى هى الاساس فى أى اتفاق للسلام مع اسرائيل. وقال تعقيبا على المقترحات التى يحملها مساعد وزير الخارجية الامريكى وليام بيرنز فى جولته الحالية بالمنطقة ان اسرائيل تكرس الاحتلال وتفرض الحصار على الشعب الفلسطينى وترفض قرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام ..وطالب المجتمع الدولى بتوفير حماية للفلسطينيين وتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولى. واشار ابودقة فى حديث خاص لاذاعة القاهرة الى مذبحة رفح..وقال انها لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة معددا المجازر التى ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلى فى حق الفلسطينيين 0 مضيفا انها تنتقل من مجزرة الى مجزرة على مسمع ومرأى من العالم كله. وقال ان هناك قرارا صادرا عن مجلس الامن موخرا لم تطبقه اسرائيل فضلا عن الكم الهائل من القرارات الدولية الاخرى التى لم تنفذها اسرائيل 000 معتبرا ان زيارة بيرنز عبارة عن تطمينات للامة العربية والحكومات العربية تمهيدا لضرب العراق. ولفت الى ان القيادة الفلسطينية لم تتلق حتى الان أى خطة أمريكية ..مؤكدا ان الخطة تتمثل فى انسحاب اسرائيل والتوقف عن بناء المستوطنات والتوقف عن قتل المدنيين الابرياء. وتساءل قائلا لماذا لاتنفذ اسرائيل قرار مجلس الامن رقم 1435 وما قبله من قرارات مختلفة.. ولماذا لاتوافق امريكا على ارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطينى مما يرتكب ضده من مجازر. وأشار الى الفيتو الامريكى الدائم فى مجلس الامن بهذا الصدد.. واعتبر ان الخطط الامريكية تدور فى حلقة مفرغة وانها مضيعة للوقت مؤكدا ان اسرائيل تعرض المنطقة بأسرها للخطر وتريد تحويلها الى ساحة حرب مستمرة.