ذكرت مصادر صحفية اسرائيلية ان وزير الحرب بنيامين بن اليعازر اصدر أوامره لجيش الاحتلال بالانسحاب شبه الكامل من مدينة الخليل المحتلة خلال عدة أيام دون تحديد موعد زمني لذلك.. جاء ذلك في أعقاب مشاورات أمنية أجراها مع قادة الأجهزة الأمنية وانه أمر الجيش بالتخفيف من عملياته العسكرية وقواته في الخليل. وادعت مصادر اسرائيلية أن هذا الانسحاب يأتي في اطار تطبيق اسرائيل لخطة الضفة أولا التي اعتمدها بن اليعازر والتي تنص على ان ينسحب جيش الاحتلال الاسرائيلي من مراكز المدن الفلسطينية والعودة الى المفاوضات السياسية. وأضافت ان ذلك يأتي تجاوبا مع ضغوطات الادارة الأمريكية التي طلبت من اسرائيل منح الفلسطينيين بعض التسهيلات لحشد المزيد من التأييد لضرب العراق. فى الوقت نفسه اغارت قوات اسرائيلية على منازل في الضفة الغربية أمس السبت واعتقلت ثمانية على الاقل يشتبه في كونهم من الناشطين مواصلة حملة القمع التي تشنها ضد الانتفاضة الفلسطينية وسط نداءات من واشنطن بالتزام الهدوء. وقال الجيش وشهود عيان فلسطينيون ان الغارات التي شنتها القوات الاسرائيلية قبيل الفجر ركزت على مدينة نابلس وان المعتقلين ينتمون لحركة فتح وحركة المقاومة الاسلامية حماس. وذكر شهود عيان ان القوات الاسرائيلية فتشت ستة منازل كان سكانها قد فروا بالفعل. واصيب اربعة جنود وهم يفجرون باب احد المنازل في مخيم بلاطة للاجئين بمدينة نابلس. وجاء الهجوم بعد يوم من اعلان اسرائيل انها ستخفف قبضتها على مدينتين بالضفة الغربية في الوقت الذي عاد فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من واشنطن بعد اجراء محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش وبعد سفر مبعوث امريكي الى الشرق الاوسط لعرض خطة سلام. وتحرص واشنطن الحليف الوثيق لاسرائيل على اقناع حليفتها بتخفيف حظر التجول والاغلاق الذي تفرضه في الوقت الذي تحاول فيه جذب تأييد العرب لاحتمال شن حرب ضد العراق. وقال الجيش الاسرائيلي ومصادر أمنية ان الجيش الاسرائيلي اوقف حظر التجول المفروض على جنين الى اجل غير مسمى كما سيقلل من تواجده العسكري في الخليل قبل محادثات محتملة بشأن الانسحاب. واضاف الجيش انه جرى تخفيف القيود المفروضة على الحركة أيضا في الخليل وطولكرم ونابلس وقلقيلية. لكن من غير المرجح ان تساعد هذه الاجراءات على تهدئة التوترات التي تزايدت جراء القصف الاسرائيلي الذي اسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين في قطاع غزة يوم الخميس. وطالبت الولاياتالمتحدة بتحقيق اسرائيلي في جرائم القتل. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية نشعر بالقلق البالغ من التقارير التي تفيد بوجود مدنيين واطفال بين القتلى والمصابين. وألقت اعمال العنف الجديدة بظلالها على جولة يقوم بها المبعوث الامريكي وليام بيرنز للشرق الاوسط وتستمر اسبوعين كما عرضت للخطر المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية التي من المقرر ان تجرى خلال الايام المقبلة للاعداد لاجتماع على مستوى عال يعقد يوم الاربعاء وهو الاول من نوعه منذ اسابيع. ووصل بيرنز الى القاهرة امس الاول الجمعة وسيزور اسرائيل والمناطق الفلسطينية خلال جولته ويعتزم تشجيع الجهود لانهاء العنف. ويحمل بيرنز جدول اعمال يتضمن خطة سلام تطبق على مراحل وتبدأ بالاصلاحات الفلسطينية وبذل المزيد من الجهود لكبح جماح الناشطين مع انسحاب القوات الاسرائيلية من مدن الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في يونيو بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية. ووضع بوش الخطوط العريضة للخطة في يونيو مطالبا باقامة دولة فلسطينية مؤقتة تعلن خلال 18 شهرا تقريبا بعد سريان الاصلاحات والتوصل لتسوية سلمية نهائية بين الجانبين خلال ثلاثة اعوام. وتؤكد الخطة على ان يبذل الفلسطينيون جهودا لتقليل العنف كما تطالب بالتزامات اسرائيلية بتخفيف القمع العسكري وتقليل المستوطنات المقامة في الاراضي المحتلة. ومن المقرر ان يعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تشكيل وزارته الجديدة اليوم الاحد والتي ستستمر في الحكم الى ان تجرى الانتخابات الفلسطينية في يناير ضمن الاصلاحات التي تجرى. واستقالت الوزارة الفلسطينية الشهر الماضي لتفادي اقتراع بسحب الثقة كان المجلس التشريعي الفلسطيني سيتخذه.