ينطلق اليوم الأربعاء قطار الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم للعام الرياضي 2002/2003م. وسيكون دوري هذا العام الذي يطلق عليه مسمى (كأس دوري خادم الحرمين الشريفين) محط أنظار الجميع لاسيما في اعقاب الكبوة التي يتعرض لها المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم الأخيرة التي اقيمت بكوريا واليابان وتجرع خلالها ثلاث خسائر مؤلمة كان أقساها أمام المنتخب الألماني الذي انتصر بنتيجة كبيرة قوامها ثمانية أهداف نظيفة. كما انه سيكون مختلفا هذا العام عن الأعوام السابقة حيث ستتسع خلاله دائرة المنافسة على اللقب بعد ان اقتصرت في السابق على أربعة بفرق هي الاتحاد والهلال والأهلي والنصر التي استطاعت فرض هيمنتها على اضلاع المربع الذهبي في الأعوام الأربعة الأخيرة بصرف النظر عن الفريق المتوج باللقب. ويأتي اتساع المنافسة بين الفرق المشاركة نتيجة تدعيم صفوفها بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب الى جانب تعاقداتها مع أجهزة فنية تحظى بسمعة طيبة ولها تاريخ مشرف مع الفرق التي اشرفت عليها في السابق فضلا عن تكثيف الاستعدادات لهذه المسابقة. ومن هذا المنطلق فان الفرق المتأهلة للمربع الذهبي لا يمكن التعرف عليها إلا مع اقتراب الدوري من نهايته وهذا ما يأمله المسؤولون عن الرياضة السعودية الذين يتطلعون لبروز أكثر من نجم يمكن الاعتماد عليه مع المنتخب في مشاركته المقبلة التي يأملون ان تكون مغايرة عن المشاركة السابقة وبالتالي مسح الاخفاق الذي حدث في كأس العالم. وقد استعانت الفرق بأسماء لامعة في عالم الكرة المستديرة. يأتي أبرزها نجم المنتخب البرازيلي السابق وفاسكودجاما ببيتو والنيجيري بابا نجيدا والبرازيلي سيرجيو الذي يستمر مع الاتحاد للموسم الثالث على التوالي والسنغالي ماما ديالو ومواطنه مأمون ديوب والمصري محمد بركات والبوليفي خوليو سيزار والبرازيلي صوماليا وغيرهم من اللاعبين أمثال عمر تراوري واسحاق كواكي وسليمان سيسي. وقد انفقت الأندية السعودية أموالا طائلة لاتمام تلك الصفقات التي بلا شك ستعزز من قوتها وتعطي للدوري نكهة خاصة.. فالبرازيلي ببيتو بلغت قيمة انتقاله مليونا ومائة ألف دولار لمدة موسم رياضي. كما ان صفقة الخماسي صوماليا ومحمد بركات وبابا نجيدا وماما ديالو وليناردو بلغت كل واحدة ستمائة ألف دولار لموسم رياضي. اما بالنسبة لصفقات المدربين فقد استنزفت من خزائن الأندية مئات الألوف من الدولارات. ومع ان دائرة المنافسة لن تقتصر على فرق معينة كما كان في السابق إلا ان الاتحاد وصيف البطولة السابقة والبطل المتوج عامي 2000 و2001 يظل الأكثر تكاملا في جميع خطوطه ويليه مباشرة منافسه التقليدي الأهلي الذي لا يقل قوة عنه وذلك بفضل اللاعبين الدوليين الذين يشكلون نواة المنتخب. فبالاضافة الى الاتحاد والأهلي المرشحين بقوة للقب هذا العام يأتي الهلال بطل الموسم المنصرم والنصر والاتفاق والشباب والرياض ولكن تبقى المنافسة بين الفرق بنسب متفاوتة من فريق لآخر. وقد استعدت الفرق جيدا من خلال المعسكرات الداخلية واقامة المباريات الودية مع فرق محلية وخليجية وعربية ويبقى الأهلى أكثر الفرق جهوزية حيث شارك في دورة الصداقة الدولية السادسة التي اقيمت بأبها واحرز لقبها عقب فوزه على فريق مرتيمو البرتغالي بالهدف الذهبي 2/1. ويعتبر الاتحاد الذي فقد لقب الدوري والكأس في الموسم الماضي واكتفى بالوصافة أكثر الفرق تكاملا لوجود نخبة من اللاعبين الدوليين أمثال الحسن اليامي ومحمد نور وخميس العويران وصالح الصقري ومبروك زايد وباسم اليامي اضافة الى الثلاثي الأجنبي المكون من البرازيليين ببيتو وسيرجيو والنيجيري بابا نجيدا. وهذه العناصر البارزة يقودها المدرب البرازيلي جوزيه اوسكار الذي اعادته الإدارة لقيادة الفريق بعد فشل الألماني سيلفستر تاكاتش الذي أكد عدم جدوى بقائه بعد اشرافه على الفريق في عدد من المباريات الودية. ويعتبر اوسكار أفضل من يقود الفريق خلال المرحلة المقبلة خصوصا انه يعرف امكانيات لاعبيه جيدا وسبق له قيادة الفريق لاحراز ثلاث بطولات في موسم واحد فضلا عن نجاحه مع الهلال في وقت سابق. أما الأهلي بطل الرباعية في الموسم المنصرم فما زال يبحث عن لقب الدوري الذي لم يعرف طريقه منذ عام 1983م ولا شك في انه عاقد العزم لتحقيقه بعد ان وفق كثيرا في التعاقدات التي أبرمها هذا الموسم والتي بدأها بالتعاقد مع المدافع البحريني الدولي محمد حسين ثم تعاقد مع المدرب البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش الملقب ب(الداهية) والذي سبق ان حقق مع الاتحاد سبع بطولات متنوعة فضلا عن اشرافه على فريقي الوحدة والشارقة بالامارات وحقق معها نتائج ايجابية. وقد ظهرت بصمات ديمتري مع الفريق مبكرا واستطاع ان يساهم في احراز لقب دورة الصداقة دون خسارة. وبعد ذلك توالت الصفقات الأهلاوية وسط هدوء منقطع النظير حيث تمكنت الإدارة من إبرام ثلاث صفقات خلال أسبوعين بدأتها بالتعاقد مع اللاعب السنغالي ماما ديالو الذي كان لاعبا بالدوري الأمريكي مرورا بالتعاقد مع نجم وسط المنتخب السعودي وفريق الشباب عبدالله الواكد بنظام الاعارة وأخيرا التعاقد مع نجم المنتخب المصري وفريق الاسماعيلي محمد بركات. وهذا الرباعي الجديد مع بقية اللاعبين الدوليين أمثال طلال المشعل وابراهيم السويد وفوزي الشهري وحسين عبدالغني ومحمد شلية وخالد قهوجي سيكون لهم دور كبير في صعود فريقهم لمنصات الذهب. أما الهلال الذي يمر بظروف إدارية صعبة تتمثل في استقالة رئيسه السابق الأمير سعود بن تركي فانه يسعى بكل قوة للمحافظة على لقبه. بعد ان استطاعت الإدارة المكلفة تجديد عقود اللاعبين الدوليين أمثال سامي الجابر والتعاقد مع لاعبين برازيليين هما المهاجم صوماليا وصانع الألعاب ليناردو. ورغم ان المدرب الكولومبي ماتورانا يواجه حاليا موجة من الانتقادات بعد اخفاق الفريق في بلوغ الدور نصف النهائي لمسابقة الأمير فيصل بن فهد إلا ان الإدارة جددت الثقة فيه لاسيما انه من أبرز المدربين في العالم. في المقابل فان النصر الذي جدد عقد مدربه الأرجنتيني هيبكر وكذلك عقد نجم منتخب بوليفا اللاعب خوليو سيزار تمكن قبل اعلان فترة التسجيل الأولى من تسجيل اللاعبين المهاجم الأرجنتيني كريستان والكنغولي بوساكا. ويعتمد الفريق كليا على نجومه ابراهيم ماطر ومحمد الخوجلي والداؤود وعبدالرحمن البيشي الى جانب بقية اللاعبين الذين قدموا مستويات كبيرة ورائعة في أواخر الموسم المنقضي وكادوا ان يصعدوا بفريقهم للمباراة النهائية لولا نقص الخبرة لدى أغلب اللاعبين. وستبقى فرق الاتفاق والشباب والرياضي قريبة من المنافسة من بلوغ المربع الذهبي فالاتفاق الذي احرز نهاية الأسبوع المنصرم كأس مسابقة الأمير فيصل بن فهد عقب فوزه على الأهلي حامل اللقب في الموسمين الأخيرين تعاقد مع المدرب الهولندي وليم بيرغن وأبرم صفقتين ناجحتين مع السنغاليين مأمون ديوب الهداف المعروف في منطقة الخليج وسليمان سيسي. كما وفق كثيرا في جلب اللاعب يسري الباشا من فريق العدالة (أحد فرق الدرجة الثانية) فهذا اللاعب اثبت انه مهاجم هداف من طراز فريد حيث سجل 6 أهداف في ثلاث مباريات ساهم من خلالها في تتويج فريقه بطلا لأولى مسابقات الموسم. أما الشباب فقد جدد الثقة في مدربه الوطني بندر الجعيثن في حين لم يجر أي صفقات مع لاعبين أجانب رغم احضاره أكثر من لاعب بهدف التجربة. ويملك الفريق مجموعة متجانسة من اللاعيبن الشباب الذين تدعمهم بعض عناصر الخبرة أمثال عبدالله الشيحان وسعود القنات وفهد السبيعي ورضا تكر. أما فريق الرياض فقد تعاقد مع المدرب المصري فاروق جعفر بعد اقالة المدرب الوطني خالد القروني وتعاقد مع السنغالي عمر تراوري والبرازيلي اميرسون. كما ضم حارس الأهلي سلطان الظاهري وزميله المهاجم موسى السفياني بنظام الإعارة لموسم واحد وهذه التعاقدات المختلفة تؤكد عزم ادارة نادي الرياض الجديدة على اعداد الفريق بشكل جيد لينافس على بطولات الموسم. أما فرق الطائي والشعلة والنجمة فقد تعاقدت مع أجهزة فنية جديدة على أمل المنافسة ولو من بعيد على أحد المراكز المتقدمة فالطائي تعاقد مع المدرب الروماني مالدوفان في حين ابقى على لاعبيه الأجنبيين وهما السنغاليان حمادجي وسوماري والبرازيلي كوستا سيسلو أما الشعلة الحصان الأسود في دوري العام الماضي فقد تعاقد مع جهاز فني جديد يقوده البرازيلي لويس البرتو ويحاول الفريق مواصلة عروضه القوية خصوصا في ظل محافظته على لاعبيه الأجانب البرازيليين كلاوديو مندس واوليفيرا. أما النجمة فاستعان بالمدرب التونسي فتحي الجبالي وابقى نجم الوسط الغاني اسحاق كواكي للعام العاشر على التوالي في حين مازال يبحث عن لاعبين آخرين في خط المقدمة وقلب الدفاع لتقوية صفوف الفريق الذي نجا باعجوبة من الهبوط لدوري المظاليم. أما الوافدان الجديدان للدوري وهما القادسية والرائد فقد أكدا عزمهما على المنافسة والتخلي عن المراكز الخلفية. فالقادسية جدد عقد مدربه التونسي أحمد العجلاني. كما جدد عقد مدافعه البرازيلي ماركوس وما زال يبحث عن لاعبين آخرين في ابرام صفقة ناجحة محليا عندما تعاقد مع المهاجم هاني السالم هداف الدرجة الأولى ولاعب نادي الخليج. اما الرائد فقد تعاقد مع المدرب البرازيلي جانيتي بعد اقالة مواطنه خوزيه فرنانديز وجدد عقود لاعبيه المحترفين لموسم رابع على التوالي وهما السنغاليان علي مال ومودي نجاي في حين يجري حاليا اختبارات فنية للسنغالي الآخر احمد نان. وستكون أبرز مواجهات الأسبوع الأول مباراة الاتحاد والقادسية أما بقية المباريات فهي الهلال والرائد والطائي والنصر والنجمة والرياض والشعلة والاتفاق في حين تأجلت مباراة الأهلي والشباب بسبب مشاركة الأهلي الآسيوية. بيبيتو بندر الجعيثن