بعد اسدال الستار على المنافسات المحلية للموسم الرياضي المنصرم الذي شهد أحداثا دراماتيكية في نهايته.. وبعد فترة التوقف الاجباري التي كانت بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة والتي التقطت خلالها الأندية أنفاسها ورتبت أوراقها وراجعت حساباتها لتلافي أبرز سلبياتها شهدت الساحة الرياضية قبل شهرين من الآن وحتى هذه اللحظة سلسلة من التعاقدات مع عدد من المدربين الأجانب الذين ينتمون لعدة مدارس كروية يشهد لها بالكفاءة التدريبية وذلك بهدف تصحيح الأوضاع الفنية واعادة هيكلة الفرق على أمل ان تنافس على البطولات المحلية وتحسين الصورة أمام المنتمين لها من خلال تقديم المستويات القوية والنتائج الايجابية. وجاءت بداية التعاقدات عن طريق أهلي جدة الذي جلب المدرب البلجيكي ديمتري مقابل نصف مليون دولار شاملة مقدم العقد والرواتب الشهرية لمدة عام. ولم يأت تعاقد الاهلي مع هذا المدرب جزافا بل جاء بعد دراسة متأنية ومشاورات عديدة لاسيما وان المدرب سبق له الاشراف على فريق اتحاد جدة على فترتين متقطعتين وحقق معه سبع بطولات مابين محلية واقليمية وقارية. وحل المدرب ديمتري خلفا للمدرب الكرواتي لوكا بيروزوفيتش الذي تمت اقالته قبل نهاية الموسم المنصرم بمباراتين. في المقابل تعاقد فريق اتحاد جدة مؤخرا مع المدرب السعودي خالد القروني بعد سلسلة من المفاوضات مع عدد من المدربين الأجانب الذين يأتي في مقدمتهم الفرنسي فيليب تروسيه الذي أشرف على المنتخب الياباني في نهائيات كأس العالم الأخيرة وقاده لبلوغ الدور ربع النهائي ومواطنه هالوزيك والروماني بلاتشي ومواطنه يوردانيسكو والكولومبي جارسيا والكرواتي ميسلاف ايفيتش والألماني رايزهولمان والبرازيلي اوسكار الذي درب الفريق الاتحادي في الموسم المنصرم. وبعد عملية المد والجزر التي كانت شبيهة باقلام المطاردات الأمريكية استقر الرأي لدى الادارة الاتحادية في نهاية المطاف على المدرب الوطني خالد القروني الذي يعد من أبرز المدربين حاليا على الساحة السعودية بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع فريقي الرياض والشعلة. أما فريق الاتفاق فقد تعاقدت ادارته الجديدة التي يترأسها الرئيس الذهبي السابق عبدالعزيز الدوسري مع المدرب الهولندي بيرغن وتأمل الادارة الاتفاقية من بيرغن الذي حل بديلا للمدرب السعودي فيصل البدين اعادة الفريق إلى عصره الذهبي في الثمانينات عندما كان بطلا للخليج والعرب. بيرغن لم يسبق له التدريب في منطقة الشرق الأوسط لكنه يملك سجلا تدريبيا جيدا مع الفرق الاوروبية التي سبق له الاشراف عليها. أما فريق الشعلة (الحصان الاسود) الذي كان بعبعا مخيفا لجميع الفرق الموسم الماضي فقد تعاقد مع المدرب البرازيلي لويس البرتو خلفا للمدرب السعودي خالد القروني الذي انتقل للاتحاد وتعول ادارة النادي كثيرا على المدرب الذي يملك امكانيات تدريبية كبيرة لمواصلة التفوق الذي أبداه الفريق الموسم الماضي رغم حداثة عهده بالدوري الممتاز والذي استطاع خلاله ان يرسخ اقدامه بين الاندية الكبيرة بل وينافس بقوة على المراكز المتقدمة. أما فريق الطائي الذي نجا بأعجوبة من مغبة الهبوط إلى غياهب الدرجة الاولى فتعاقد مع جهاز فني متكامل بقيادة المدرب الروماني مالدوفان. ويأتي تعاقد النادي مع احدى المدارس الأوروبية بعد فشل المدرسة البرازيلية والعربية في تحقيق اي نتائج ايجابية مع الفريق طوال السنوات الماضية باستثناء موسم 1997م الذي صعد خلاله الفريق لنهائي مسابقة كأس ولي العهد البطولة الكبرى الثانية بعد الدوري أما في المواسم الباقية فكان الفريق يتأرجح تارة في الدرجة الاولى وتارة في الدوري الممتاز. ويأمل أنصار الفريق الشمالي ان تتحسن أوضاع فريقهم بقيادة المدرب مالدوفان الذي سبق له التدريب في الكويت وحقق نتائج جيدة. أما فريق النجمة الذي ثبت هو الآخر نفسه بصعوبة بالغة في دوري الاضواء فقد عاد من جديد للمدرسة العربية وتعاقد مع المدرب التونسي فتحي الجبالي الذي يحظى بسمعة طيبة وحل الجبالي بدلا عن المدرب البلغاري ميرجاتشاف الذي اخفق في مهمته. وتعتبر المدرسة العربية وتحديدا التونسية هي الأنسب لنجمة عنيزة حيث سبق التعاقد مع المدرب علي السلمي وخالد بن يحيى وغيرهما وحققوا نتائج ايجابية. الفريق النجماوي لا يطلب من مدربه احراز بطولة الدوري مع انها حق مشروع وكل ما يتمناه ان يحتل الفريق أحد مراكز الوسط بعيدا عن صراع الهبوط. اما فريق الرائد الصاعد حديثا للدوري الممتاز فقد استعان بالمدرب البرازيلي خوزيه فرنانديز خلفا لمواطنه لولا ويسعى الرائد لاستعادة مستوياته السابقة وحجز مقعد له ضمن دوري الاضواء. أما فرق النصر والهلال والقادسية والشباب فقد جددت عقود مدربيها للعام الثاني على التوالي عقب النتائج الايجابية التي حققوها في الموسم الرياضي المنصرم حيث أبقى النصر على مدربه الارجنتيني هيبكر والهلال على مدربه الكولومبي ماتورانا والقادسية على مدربه التونسي أحمد العجلاني والشباب على مدربه السعودي بندر الجعيثن. اما فريق الرياض فلم يعلن عن مدربه الجديد حتى الآن وان كانت ادارته تجري حاليا مفاوضات مع مدربين من البرتغال والبرازيل لاختيار احدهما ليحل مكان الوطني خالد القروني الذي اشرف على الفريق في دورة الصداقة الدولية السادسة التي اقيمت بأبها قبل الانتقال لاتحاد جدة. أما على صعيد اللاعبين الاجانب فمازالت الرؤية غير واضحة حتى هذه اللحظة وذلك بسبب قرار لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم القاضي باقتصار مسابقة الأمير فيصل بن فهد (اولى مسابقات الموسم) على اللاعبين تحت 23 سنة والاستعانة بثلاثة لاعبين فوق السن المسموح او لاعبين محليين وأجنبي وهذا ما جعل ادارات بعض الاندية تؤجل الاعلان عن لاعبيها الاجانب حتى اقتراب الدوري الممتاز من الانطلاق. أما البعض الآخر فقد جدد عقود لاعبيه لاقتناعه بمستواهم ومنهم من تعاقد مع لاعبين جدد. فالأهلي أبرم صفقة ناجحة بكل المقاييس تمثلت في التعاقد مع المدافع البحريني اللاعب الدولي محمد حسين ومازالت تفاوض لاعبين آخرين احدهما من غانا والآخر من نيجيريا وسيصلان خلال الايام المقبلة لخوض تجربة احترافية جديدة. اما الاتحاد فمازال عقد لاعبه البرازيلي سيرجيو ساري المفعول ولكن استمراره يبقى صعبا بعد ان اعلنت ادارة النادي عدم رغبتها في استمراره الى جانب تلقيه عرضين احترافيين من ناديي الاتحاد القطري والعين الاماراتي. اما فريق الرائد فقد جدد عقدي لاعبيه السنغاليين علي مال ومودي نجاي كما جدد الطائي عقدي لاعبيه السنغالي حماد جي والبرازيلي سيسلو في حين جدد فريق النجمة عقد لاعبه الغاني اسحاق كواكي وهذا ما ينطبق على فريق القادسية الذي جدد هو الآخر عقد لاعبه البرازيلي ماركينوس وفريق الشعلة الذي جدد عقدي لاعبيه البرازيليين كلاوديو مندس واوليفيرا. أما فريق الرياض فقد تعاقد مع المهاجم البرازيلي اميرسون الذي حقق لقب هداف الدوري المغربي الموسم الماضي ومازال ينتظر عودة اللاعب السنغالي عمر تراوري الذي مازال عقده ساري المفعول. أما ثالث اللاعبين الاجانب وهو البرازيلي هقز فقد فشل في الاختبار الاول اثناء مشاركته مع الفريق في دورة الصداقة الدولية الأمر الذي جعل الادارة تصرف النظر عنه وتبدأ رحلة البحث من جديد. في المقابل فان فرق النصر والهلال والاتفاق والشباب الى جانب بقية الفرق التي لم تكمل نصاب لاعبيها الاجانب تجري حاليا مفاوضات سرية مع عدد من اللاعبين الافارقة وبعض لاعبي امريكا الجنوبية وتسعى جاهدة الى اتمام تلك الصفقات قبل انطلاقة مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي ستبدأ في شهر اكتوبر المقبل.