بعد اسدال الستار على المنافسات المحلية للموسم الرياضي الماضي الذي شهد احداثا دراماتيكية في نهايته وبعد فترة التوقف الاجباري الذي كان بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة والذي التقطت خلاله الاندية انفاسها ورتبت اوراقها وراجعت حساباتها لتلافي ابرز سلبياتها شهدت الساحة الرياضية قبل شهرين من الان وحتى هذه اللحظة سلسلة من التعاقدات مع عدد من المدربين الاجانب الذين ينتمون لعدة مدارس كروية يشهد لها بالكفاءة التدريبية وذلك بهدف تصحيح الاوضاع الفنية واعادة هيكلة الفرق على امل ان تنافس على البطولات المحلية وتحسين الصورة امام المنتمين لها من خلال تقديم المستويات القوية والنتائج الايجابية. وجاءت بداية التعاقدات عن طريق اهلي جدة الذي جلب المدرب البلجيكي ديمتري مقابل نصف مليون دولار شاملة مقدم العقد والرواتب الشهرية لمدة عام ولم يأت تعاقد الاهلي مع هذا المدرب جزافا بل جاء بعد دراسة متأنية ومشاورات عديدة لا سيما وان المدرب سبق له الاشراف على فريق اتحاد جدة على فترتين متقطعتين وحقق معه سبع بطولات مابين محلية واقليمية وقارية. وصل المدرب ديمتري خلفا للمدرب الكرواتي لوكا بيروز وفيتش الذي تمت اقالته قبل نهاية الموسم المنصرم بمباراتين. في المقابل تعاقد فريق اتحاد جدة مؤخرا مع المدرب الالماني سيلفستر تاكانش بعد سلسلة من المفاوضات مع مدربين معروفين اما فريق الاتفاق فقد تعاقدت ادارته الجديدة التي يترأسها الرئيس الذهبي السابق عبدالعزيز الدوسري مع المدرب الهولندي بيرغن وتأمل الادارة من بيرغن اعادة الفريق الى عصره الذهبي في الثمانينات عندما كان بطلا للخليج والعرب بيرغن لم يسبق له التدريب في منطقة الشرق الاوسط ولكنه يملك سجلا تدريبيا جيدا مع الفرق الاوروبية التي سبق له الاشراف عليها. اما فريق الشعلة "الحصان الاسود" الذي كان بعبعا مخيفا لجميع الفرق في الموسم الماضي فقد تعاقد مع المدرب البرازيلي لويس البرتو خلفا للمدرب السعودي خالد القروني الذي انتقل للرياض وتعول ادارة النادي كثيرا على المدرب الذي يملك امكانيات تدريبية كبيرة لمواصلة التفوق الذي ابداه الفريق في الموسم الماضي رغم حداثة عهده بالدوري الممتاز والذي استطاع خلاله ان يرسخ اقدامه بين الاندية الكبيرة بل وينافس بقوة على المراكز المتقدمة اما فريق الطائي الذي تجا بأعجوبه من مغبة الهبوط الى غياهب الدرجة الاولى فتعاقد مع جهاز فني متكامل بقيادة المدرب الروماني مالدوفان ويأتي تعاقد النادي مع احدى المدارس الاوروبية بعد فشل المدرسة البرازيلية والعربية في تحقيق اي نتائج ايجابية مع الفريق طوال السنوات الماضية باستثناء موسم 1997م الذي صعد خلاله الفريق لنهائي مسابقة كأس ولي العهد البطولة الكبرى الثانية بعد الدوري اما في المواسم الباقية فكان الفريق يتأرجح تارة في الدرجة الاولى وتارة في الدوري الممتاز. ويأمل انصار الفريق الشمالي ان تتحسن اوضاع فريقهم بقيادة المدرب مالدوفان الذي سبق له التدريب في الكويت وحقق نتائج جيدة. اما فريق النجمة الذي ثبت هو الاخر نفسه بصعوبة بالغة في دوري الاضواء فقد عاد من جديد للمدرسة العربية وتعاقد مع المدرب التونسي فتحي الجبالي الذي يحظى بسمعة طيبة وحل الجبالي بدلا من المدرب البلغاري ميرجاتشاف الذي اخفق في مهمته وتعتبر المدرسة العربية وتحديدا التونسية هي الانسب لنجمة عنيزة حيث سبق التعاقد مع المدرب علي السلمي وخالد بن يحيى وغيرهما وحققوا نتائج ايجابية. الفريق النجماوي لا يطلب من مدربه احراز بطولة الدوري مع انها حق مشروع وكل ما يتمناه ان يحتل الفريق احد مراكز الوسط بعيدا عن صراع الهبوط. اما فريق الرائد الصاعد حديثا للدوري الممتاز فقد استعان بالمدرب البرازيلي خوزيه فرنانديز خلفا لمواطنه لولا ويسعى الرائد لاستعادة مستوياته السابقة وحجز مقعدا له ضمن دوري الاضواء. اما فرق النصر والهلال والقادسية والشباب فقد جددت عقود مدربيها للعام الثاني على التوالي عقب النتائج الايجابية التي حققوها في الموسم الرياضي المنصرم حيث ابقى النصر على مدربه الارجنتيني هيبكر والهلال على مدربه الكولومبي ماتورانا والقادسية على مدربه التونسي احمد العجلاني والشباب على مدربه السعودي بندر الجعيثن. اما فريق الرياض فاعاد القروني مجددا لقيادة الفريق. اما على صعيد اللاعبين الاجانب فمازالت الرؤية غير واضحة حتى هذه اللحظة وذلك بسبب قرار لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم القاضي باقتصار مسابقة الامير فيصل بن فهد "اولى مسابقات الموسم" على اللاعبين تحت 23 سنة والاستعانة بثلاثة لاعبين فوق السن المسموح او لاعبين محليين واجنبي وهذاما جعل ادارات بعض الاندية تؤجل الاعلان عن لاعبيها الاجانب حتى اقتراب الدوري الممتاز من الانطلاق اما البعض الاخر فقد جدد عقود لاعبيه لاقتناعه بمستواهم ومنهم من تعاقد مع لاعبين جدد فالاهلي ابرم صفقة ناجحة بكل المقاييس تمثلت في التعاقد مع المدافع البحريني اللاعب الدولي محمد حسين وما زالت تفاوض لاعبين اخرين احدهما من غانا والاخر من نيجيريا وسيصلان خلال الايام المقبلة لخوض تجربة احترافية جديدة. اما الاتحاد فما زال عقد لاعبه البرازيلي سيرجيو ساري المفعول ولكن استمراره يبقى صعبا بعد ان اعلنت ادارة النادي عدم رغبتها في استمراره الى جانب تلقيه لعرضين احترافيين من نادي الاتحاد القطري والعين الاماراتي. اما فريق الرائد فقد جدد عقود لاعبيه السنغاليين علي مال ومودي نجاي كما جدد الطائي عقود لاعبيه السنغالي حماد جي والبرازيلي سيسلو في حين جدد فريق النجمة عقد لاعبه الغاني اسحاق كواكي وهذا ما ينطبق على فريق القادسية الذي جدد هو الاخر عقد لاعبه البرازيلي ماركينوس وفريق الشعلة الذي جدد عقود لاعبه البرازيليين كلاوديو مندس واوليفيرا. اما فريق الرياض فقد تعاقد مع المهاجم البرازيلي اميرسون الذي حقق لقب هداف الدوري المغربي في الموسم الماضي وما زال ينتظر عودة اللاعب السنغالي عمر تراوري الذي مازال عقده ساري المفعول اما ثالث اللاعبين الاجانب وهو البرازيلي هقنر فقد فشل في الاختبار الاول اثناء مشاركته مع الفريق في دورة الصداقة الدولية الامر الذي جعل الادرة تصرف النظر عنه وتبدأ رحلة البحث من جديد. في المقابل فان فرق النصر والهلال والاتفاق والشباب الى جانب بقية الفرق التي لم تكمل نصاب لاعبيها الاجانب تجري حاليا مفاوضات سرية مع عدد من اللاعبين الافارقة وبعض لاعبي امريكا الجنوبية وتسعى جاهده الى اتمام تلك الصفقات قبل انطلاقة مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين التي ستبدأ في شهر اكتوبر المقبل.