اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية امس الاثنين عبر الاذاعة الوطنية والتلفزيون التعبئة العامة لكل قواتها لمواجهة المتمردين بعد سقوط مدينة توريت الاستراتيجية في الجنوب بايدي قوات الجيش الشعبي بقيادة جون قرنق. واعلن الناطق باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان في المؤتمر الصحفي الذي اذيع من التليفزيون والاذاعة لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب". واستولى المتمردون في غفلة من الجيش السوداني كما يبدو على توريت، احد اهم المواقع في جنوب البلاد في الوقت ذاته الذي يفاوضون فيه الحكومة بشأن آلية اتفاق سلام دائم برعاية دولية في كينيا. واعلن الفريق سليمان ان الجيش السوداني عبر تعبئة كافة قواته سيكثف الحرب في كافة مناطق القتال مضيفا ان قواتنا ستقاتل حتى استعادة مدينة توريت. وجاء في بيان عسكري صدر في الخرطوم أن قوات الحكومة السودانية انسحبت يوم (الاحد) من إحدى البلدات الجنوبية في أعقاب القصف المستمر الذي قام به متمردو الجيش الشعبي لتحرير السودان. وقال المتحدث العسكري الفريق محمد بشير سليمان المتحدث باسم القوات السودانية ان الجيش يستعيد تنظيم صفوفه لاستعادة بلدة توريت من المتمردين. وجاء بيان الجيش بعد اعلان المتمردين اجتياحهم توريت والاستيلاء عليها. وتقع توريت على بعد 150 كيلومترا تقريبا شرق مدينة جوبا وتعتبر ثاني أكبر مدن جنوب السودان وأخر مدينة كبرى على الضفة الشرقية لنهر النيل في إقليم الاستوائية يستولي عليها الجيش الشعبي لتحرير السودان. وأشار بيان الحكومة إلى أن هجوم الجيش الشعبي لتحرير السودانية يظهر أنه لم يكن جادا بشأن تحقيق السلام في البلاد. ويقاتل الجيش الشعبي لتحرير السودان منذ عام 1983 الحكومات السودانية لاقامة ما يسميه سودان جديد لا يخضع للتشريع الاسلامي ويتقاسم الجنوبيون الذين يشكلون اقل من ربع السكان تقريبا الثروة والسلطة. ويعمل الاتحاد الافريقي ومنظمة ايجاد التي تضم دول شرق افريقيا بما فيها السودان والامم المتحدة والولايات المتحدة وغيرهم من أعضاء المجتمع الدولي مع المتمردين والحكومة السودانية للتوصل إلى اتفاق سلام. وكانت الحكومة والمفاوضون الدوليون قد أعربوا عن أملهم في التوصل إلى اتفاق هذا الشهر. من جهة اخرى وصل وزير خارجية السودان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مساء امس الى القاهرة فى زيارة لمصر تستمر أسبوعا يشارك خلالها فى اجتماعات وزراء الخارجية العرب التى تبدأ غدا الاربعاء فى مقر الجامعة العربية. ويجرى اسماعيل خلال الزيارة محادثات مع وزير الخارجية المصرى أحمد ماهر والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمستشار السياسى للرئيس المصرى الدكتور أسامة الباز يشرح خلالها تفاصيل اتفاق السلام الذى وقعته الخرطوم مع الحركة الشعبية وسير المفاوضات الجارية حاليا فى كينيا لاحلال السلام فى السودان.