رفض نجل الزعيم التاريخي المؤسس للحركة الشعبية لتحرير السودان «الحزب الحاكم في جوبا» مبيور جون قرنق اعتبار الأحداث الدامية بالجنوب انقلاباً عسكرياً. واصفاً أياها بتصفية الحسابات بين الرئيس سلفا كير مع مَنْ يتطلعون لممارسسة حقوقهم المدنية. وأضاف أن ما يحدث في جوبا الآن نتيجة صراع بين الرئيس سلفا كير ونائبه المقال رياك مشار حول الانتخابات الداخلية للحركة الشعبية. وقال إن استقلال الجنوب مازال ناقصاً، وأن البشير وسلفا كير يعملان مع بعض. متهماً الرئيس كير ببيع حق تقرير مصير جنوب السودان. وقال «نحن لم نكمل الحرب العنصرية ضد الشمال، كيف نكون آمنيين ونظام الفصل العنصري مستمر في الخرطوم؟ إلى ذلك، قال نائب الرئيس الجنوبي السابق رياك مشار فى تصريحات صحفية نسبت إليه الأسبوع الماضي إن ما يقوم به الرئيس الجنوبي سلفا كير من عمليات إحلال وإبدال وحل لأجهزة الحركة الشعبية إنما يجري في إطار سعيه لإصلاح علاقاته مع المؤتمر الوطني الحاكم في السودان. وأضاف مشار إلى أن الرئيس كير يسعى لإصلاح علاقاته مع السودان بإقالة بعض مساعديه من أجل بناء علاقة جيدة مع الخرطوم. واعترف مشار بتخريب العلاقات مع الخرطوم أبان توليه منصب نائب الرئيس في دولة الجنوب. ميدانياً هدد مشار بإيقاف تصدير النفط من ولاية الوحدة بعد إعلان سيطرته عليها. وفيما تضاربت المعلومات عن مدينة توريت شرقي البلاد، تابع الوسطاء الدوليون والأفارقة بذل الجهود لتجنيب الدولة الوليدة حرباً أهلية. وكررت حكومة جنوب السودان، أنها على استعداد للحوار مع مشار وجميع المتمردين دون شروط مسبقة لوقف أعمال العنف، التي اندلعت الأحد الماضي، في وقت أعلن مشار، أن القوات الموالية له استولت على ولاية الوحدة النفطية، وتسيطر الآن على معظم أنحاء البلاد، واضعاً شروطاً جديدة لبدء الحوار مع رئيسه السابق. من جانبه، أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير أن قائد الجيش في ولاية الوحدة الغنية بالنفط شمال البلاد انشق وانضم إلى المتمردين التابعين لمشار، وأعلن نفسه حاكماً على الولاية. وأضاف أن الوالي الحالي لولاية الوحدة جوزيف مانتلوغان لا يزال على ولائه للحكومة في جوبا، لكنه فر إلى منطقة مايوم المجاورة ، وذكر شهود عيان، أن ما لا يقل عن ثلاث طائرات من سلاح الجو الأوغندي قصفت مواقع الجنرال بيتر قاديت ياك الموالي لمشار في بور عاصمة ولاية جونقلي. وأعلن قائد الفرقة الرابعة للجيش جنوب السودان في ولاية الوحدة المنتجة للنفط أن قواته لم تعد موالية للرئيس سلفا كير. وقال اللواء جميس كوانغ شول في خطاب بثه على الإذاعة الحكومية المحلية إنه خلع حاكم الولاية المعين من قبل سلفا كير، ودعا وزراء الحكومة الولائية البقاء في منازلهم مطالباً في الوقت ذاته الموظفين بمزاولة أعمالهم. فيما نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي فيليب أغوير بشدة سيطرة قوات مشار على ولاية الوحدة التي تضم غالبية حقول النفط، وتنقسم إلى تسع مقاطعات، مؤكداً أن كل ولايات الجنوب العشر تحت السيطرة، ما عدا ثلاث مناطق في ولاية جونقلي هي بور وأكوبو والبيبور. من جهته، قال لوكا بيونق الوزير المقال من حكومة سلفا كير السابقة إن تركيز مشار للسيطرة على مناطق النفط في ولايتي أعالي النيل والوحدة، سيشل تدفق النفط، وسينعكس ذلك سلباً على الخرطوموجوبا، وأضاف بيونق أن مشار يملك قوات في ولاية شرق الاستوائية، وتفيد الأنباء الواردة من هناك أنها استولت على توريت عاصمة الولاية. ورأى أن «هذا يعني قطع جميع الإمدادات التي يمكن أن تأتي من أوغندا، كما أن القوات الموجودة في شمال العاصمة جوبا كلها في يده». وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد عبر عن القلق تجاه الأحداث الجارية حالياً في جوبا وبانقي وطرابلس، وقال إن بلاده ستتعامل إيجابياً مع ما يجري في دول الجوار، خصوصاً في جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا، حتى يتحقق السلام والاستقرار.