بدأت الاجراءات التنفيذية لمد أول خط غاز يربط بين الدول العربية وبعضها من خلال مد أنبوب نقل الغاز الطبيعي من مصر الى الأردن كمرحلة أولى تبدأ من العريش وتنتهي بالمنطقة الصناعية بالعقبة الأردنية. وقال وزير البترول المصرى المهندس سامح فهمى للصحافيين إن المرحلة الأولى والتي انتهت الدراسات الخاصة بها تمثل اول خطوة في مشروع ربط الغاز العربي الذي يبدأ من مصر مارا بالأردن ثم سوريا ولبنان ويتولى نقل نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا وهي الطاقة الاستيعابية للأنبوب عند اكتماله . ويصل طول المرحلة الاولى الى نحو 264 كيلومترا تتضمن 16 كيلومترا أسفل سطح المياه في خليج العقبة وبعمق 850 مترا ويمر الخط بمحاذاة الحدود المصرية مع الاراضي المحتلة لمسافة 82 كيلومترا تبدأ من القسيمة وحتى طابا. وتصل تكاليف انشاء الخط الى 220 مليون دولار منها 70 مليون دولار تمويلا ذاتيا و150 مليون دولار تم توفيرها من خلال قرض تمويلي مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي . وأكد فهمى أنه لا تفكير مطلقا فى امداد اسرائيل بالغاز خاصة فى ظل الممارسات الوحشية التى ترتكبها ضد الفلسطينيين نافيا أن تكون هناك شركات مصرية اسرائيلية لتصدير الغاز . ويتكون خط الشرق من 3 مراحل تتضمن المرحلة الأولى والتي سوف يتم الانتهاء منها في الربع الثاني من عام 2003 والمرحلة الثانية وتبدأ من العقبة مرورا بعمان وسمرا والرحاب ثم الحدود الأردنية السورية ويقع عبء تنفيذها على الاردن والتي سوف تحصل على مقابل نقل الغاز المار من اراضيها الى سوريا ولبنان. اما المرحلة الثالثة فهى تبدأ من الحدود الاردنية السورية متجهة شمالا الى حمص بسوريا ثم غربا الى طرابلس بلبنان ثم شمالا الى الحدود السورية التركية. وقال فهمى إن وصول خط الغاز الطبيعي من مصر الى الدول العربية يحقق العديد من المكاسب ابرزها تحقيق عائد من النقد الاجنبي للدول المصدرة للغاز ومنها مصر وسوريا بالاضافة لحصول كل دولة من الدول التي يمر بها الخط على عائد مقابل نقل الغاز للدول المستهلكة. وأضاف إن الخط يدعم التعاون العربي في مجال الصناعة وذلك بتوفير الطاقة اللازمة لحاجة النمو الاقتصادي في الدول العربية التي يتراجع فيها انتاج الطاقة ومنها الاردن. واكد ان انشاء الخط يمثل طفرة اقتصادية لدي الاردن ولبنان وسوريا خاصة ان المناطق الصناعية في تلك الدول تحتاج الى وجود طاقة لمواجهة النمو في الاستهلاك سواء للمجال الصناعي او الزراعي او الاستهلاك المنزلي. واشار الى ان رغبة بلاده في حدوث تكامل مع الدول العربية جعلتها تصر على مرور خط نقل الغاز عبر خليج العقبة واسفل سطح المياه بعمق 850 مترا وذلك رغبة في الابتعاد عن دخوله من الاراضي الفلسطينية المحتلة . وقال إن ذلك ادى الى رفع التكاليف الخاصة بالجزء البحري الممتد بطول 16 كيلو مترا الى 4 أضعاف تكاليفه في حالة مروره بريا ويؤكد الوزير ان الاهتمام بالغاز الطبيعي يأتي ضمن الاهتمام بتوفير البنية الاساسية للصناعة في الدول العربية.