الرياض - الوئام صفعة جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جزيرة تكريت، للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في جولتها السادسة، في إطار آلية التعاون الثلاثي التى انطلقت بالقاهرة في نوفمبر 2014. التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان يثير قلق أنقرة، أعقاب عقد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، والتي عصفت بطموحات أردوغان الاقتصادية الواسعة في مجال الطاقة والتنقيب عن الغاز. لم تخف تركيا رفضها لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، والذي يسمح باستكشاف الغاز في المنطقة، وأشارت تقارير عن مسؤولين أتراك بارزين إلى قلق دوائر صنع القرار من عمليات سيطرة على المنطقة الخاصة بشرق البحر المتوسط، وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تعتبر اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص “ملغيًا وباطلًا”. فيما ظهرت ادعاءات تركية تناقلاتها أذرع إعلامية مقربة من الرئيس التركي، أن جزءًا من المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية باعتبارها الجرف القاري الخاص بها، وواصل وزير الخارجية التركي، تصريحاته، قائًلا: “إنه لا يجوز لأي بلد أجنبي أو شركة أو سفينة أن تجري أي نشاط بحثي هيدروكربوني أو بحث علمي غير مصرح به على الجرف القاري التركي”. ويشير رفض تركيا لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص بطريقة مباشرة، إلى نوايا أنقرة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، خاصة بعد اكتشاف حقول جديدة ومكاسب اقتصادية في المنطقة للجانبين المصري والقبرصي. وبلغة الأرقام فقد بلغت الاستثمارات اليونانية في مصر في عام 2014 3 مليارات دولار، ما يجعلها تحتل المركز الخامس بين دول الاتحاد الأوروبي التي تستثمر في مصر، ومن المتوقع زيادة حجم الاستثمارات إلي عدة أضعاف. ويبلغ عدد المشروعات الاستثمارية اليونانية في مصر 104 مشروعاً، في عدد عدة قطاعات منها: الصناعات الكيماوية و مواد البناء و صناعة الأغذية والخدمات المالية والتجارية والاستشارية و مشروعات النقل . ويبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو 500 مليون دولار، وبلغت الصادرات منها نحو 20% حيث ارتفع حجم التجارة البينية خلال النصف الأول من عام 2013 يقيمة 221 مليون يورو. وفي أغسطس 2015 اكتشفت شركة الطاقة الإيطالية “إيني” حقل “ظهر”، وأكدت أنه “الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح أحد أكبر اكتشافات الغاز في العالم“، وأشار السيسي وقتها إلى أن ترسيم الحدود مع قبرص ساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الاكتشاف. وتقدر احتياطات الغاز في الحقل ومساحته مئة كلم مربع “بحوالي 30 تريليون قدم مكعب أو ما يعادل 5,5 مليار برميل زيت مكافئ“، بحسب ما صرح به وزير البترول طارق الملا خلال الافتتاح.