بدأت سفينة تركية عمليات مسح جيولوجي للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في محيط جزيرة قبرص شرق البحر الابيض المتوسط، ما يزيد التوتر بين تركيا وقبرص وإسرائيل التي تبادلت الاتهامات والتهديدات حول الشروع في التنقيب قبل الاتفاق على الحدود البحرية والجرف القاري فيها لتحديد مناطق تنقيب كل دولة. لكن رئيس الوزراء اليوناني يورغو باباندريو دعا في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الى ضبط النفس والهدوء وتجنب الخطوات الأحادية أو اطلاق تصريحات تزيد التوتر. وأوضح الناطق باسم الحكومة اليونانية الياس موسيالوس ان الاتصال ركز على القضايا الأمنية المرتبطة بقبرص من دون مناقشة التنقيب عن النفط تحديداً. وكان أردوغان صرح بأن «بلاده سترد بحزم على اي محاولة للتنقيب عن الغاز في المناطق موضع الخلاف، وأن سفناً حربية سترافق السفن التركية التي ستنقب على البترول». وكانت الجمهورية القبرصية عملت منذ عام 2003 على توقيع اتفاقات ثنائية مع كل من لبنان ومصر وسورية وإسرائيل لرسم الحدود البحرية التجارية بينها، ثم أعلنت انها ستبدأ في التنقيب عن الغاز في المناطق التابعة لها بدعم من شركة «نوبيل» الاميركية. وحذت اسرائيل حذوها بالتنسيق مع قبرص، في نوع من الرد العملي على توتر العلاقات بين تل أبيب وأنقرة. وترفض أنقرة استخراج النفط والغاز في شرق المتوسط إلا بعد الاتفاق بالكامل على تحديد الحدود البحرية بين دول السواحل، وهو امر غير ممكن بسبب معارضة اسرائيل واعتبار قبرص الأمر حجة تركية لعرقلة جهودها. كما تعارض انقرة انفراد جمهورية قبرص في التنقيب عن الغاز لأنها لا تمثل القبارصة الاتراك. ورداً على ذلك وقعت أنقرة اتفاق تعاون وترسيم حدود بحرية مع جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها الا تركيا، وأرسلت سفينة للتنقيب عن الغاز في مناطق تعتبرها تركيا ملكاً للقبارصة الاتراك، والقبارصة اليونانيون ملكاً لجمهوريتهم. وتقول مصادر الخارجية التركية إن المنطقة المختلف عليها والتي بدأ القبارصة التنقيب فيها عن الغاز والبترول تحتوي على احتياطات من الغاز تقدر ب 15 ترليون متر مكعب من الغاز تزيد قيمتها عن 7 ترليون دولار. وعلى رغم أن الخلاف يبدو على مصالح اقتصادية، لكن خلفيته سياسية بامتياز بسبب تقسيم الجزيرة القبرصية، وعدم اعتراف سورية ولبنان بإسرائيل.