انتخب نواب البرلمان اللبناني ظهر اليوم الاثنين، الزعيم الماروني، ميشال عون، رئيساً للجمهورية بعد عامين ونصف العام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة، وبعد تسوية سياسية وافق عليها معظم الأطراف السياسيين في البلاد. أسفرت الجولة الأولى من التصويت عن نتيجة لم تحسم الانتخاب مباشرة إذ حصل المرشح ميشال عون على 82 صوتا بينما كان بحاجة إلى 86 صوتا ليفوز من الجولة الأولى. وكانت نتيجة التصويت في الجولة الأولى أسفرت عن 36 ورقة بيضاء و6 أصوات لاغية كان أصحابها قد كتبوا عليها "ثورة الأرز في خدمة لبنان" وتم العثور على ظرف يحتوي على اسم النجمة اللبنانية المعروفة ميريام كلينك وظرف آخر كان يحمل اسم النائبة المارونية جيلبرت زوين. وعليه فد اضطر رئيس البرلمان نبيه بري للإعلان عن الجولة الثانية من التصويت التي كان يكفي أن يفوز المرشح ميشال عون ب 65 صوتا ليكون رئيسا للجمهورية، وبالفعل فقد فاز بأكثر من هذا العدد بكثير. وكان البرلمان قد عقد جلسة انتخاب الرئيس ظهر اليوم الاثنين في مقره في وسط بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة. واغلقت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى البرلمان حتى موعد انتهاء الجلسة. وانتشرت في مناطق عديدة من بيروت وخارجها الأعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون وبصور الرئيس العتيد مع شعارات "لبنان القوي" و"عماد الجمهورية". وأعد التيار لاحتفالات ستقام في تجمع ضخم في ساحة الشهداء في وسط العاصمة مساء اليوم الاثنين. وكان أنصار عون ينتظرون منذ سنوات وصوله إلى سدة الرئاسة، الأمر الذي لم يحصل إلا بعد تغييرات جذرية في المواقف السياسية لخصومه. وأملى الطريق المسدود الذي وصلت إليه أزمة الرئاسة هذه التغييرات. ويرأس عون منذ عام 2009 كتلة من 20 نائبا، هي أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني. وهو كان يحظى منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله (13 نائبا)، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يتقاسم معه الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري.