صنعاء – الوئام – خالد محيي الدين : وصف احد علماء اليمن الجمعة 04/03/2011م أن من يقومون بالتظاهر هو اداء للأمانة ورفضا للظلم والقتل والطغيان وسلب الحقوق وقال أن ما يشاع عن هذا الحضور غير صحيح ولا يؤدي إلى فتنة لأنه يجمع الناس على المطالبة بالحقوق التي شرعها الله والمنددة بما يمارسه النظام “. وأشار الخطيب إلى أن خروج الشباب إلى ساحة التغيير من اجل رفض كل الأشكال التي تمارس بحق المواطنين كالقتل والتحكم بالناس من اجل أن يبقوا في السلطة ومن اجل أن تنصب الثروات إلى جيوبهم . ودعا الديلمي الشباب اليمني للخروج إلى إرادة الشعب الذي يريد التحرر من الظلم والاستبداد حتى يعملوا وفق نظام شرعي لتكون حياتهم متساوية لا ظلم فيها. وشهدت محافظات اليمن الجمعة اكبر تظاهرة شهدتها اليمن منذ انطلاق الاحتجاجات والمطالبات بسقوط نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الممتد منذ 33 عاماً. فقد احتشد في ميدان التغيير الكائن امام جامعة صنعاء نحو مليون ونصف تجمعوا منذ الصباح الباكر وسط اجراءات امنية مشددة ورغم المحاولات الرامية لمنع وصول الآلاف من الوصول إلى ساحة الاعتصام من قبل السلطة اليمنية إلا ان جميع المحاولات باءت بالفشل. وفي تعز الذي وصل المتحتشدون بها على ممر الطرقات وساحة ما سمي بساحة التغيير بنحو اثنين مليون متظاهر امتلأت بهم محافظة تعز من اقصاها إلى اقصاها وسط تدفق هائل وكبير للمتظاهرين من كافة مديريات محافظة تعز . وشهدت ساحة الحرية بوسط مدنية تعز منذ الصباح الباكر توافد عشرات الآلاف من المحتجين تقاطروا من مختلف مناطق ومديريات المحافظة لأداء صلاة ما أطلق عليها شباب ساحة الحرية “جمعة الإنذار والتلاحم , وتوافد أبناء المناطق الريفية إلى ساحة الاحتجاجات مساء أمس خشية الإجراءات التي تتخذها قوات الأمن اليوم وتمنعهم من الوصول للمشاركة .
و امتلأت ساحة ميدان الحرية و جميع الشوارع المؤدية إليها بالمتظاهرين بحيث لم يتبقى موضع قدم في الميدان فيما اكتظت أسطح البنايات المجاورة بالمحتجين في تظاهرة لم يسبق لها مثيل في مدنية تعز ، وسط رفع الجميع نفس الشعار، وهو الاستمرار حتى إسقاط النظام، كما أدوا صلاتهم في ذات الأماكن قبل أن يعودوا الى ترداد شعاراتهم،
خطبة الجمعة ركزت على دور شباب الثورة في المرحلة المقبلة لتحقيق الهدف الأسمى للثورة وهو بناء اليمن حرة متقدمة، ودورهم كذلك في مقاومة الفوضى التي يسعى فلول النظام إلى جرهم اليها لتعطيل مسار الثورة, كما ركز مفتي تعز سهل بن عقيل في خطبته على أهمية التلاحم ودلالاته على الثورة , مؤيدا بشكل واضح ومباشر مسعى الثورة شباب الثورة ، ومحذراً من عواقب استباحة دماء الشعب أو الثوار الذين حثهم على الثبات في ميدان ساحة الحرية حتى يذقوا فرحة النصر وتحقيق هدفهم .
و شارك في تظاهرة جمعة الانذار و التلاحم عددا كبيرا من الأكاديميين وأساتذة الجامعات والشخصيات الاجتماعية والرموز العامة والكتاب والصحفيين , بالإضافة الى ضباط بالأمن والجيش وأعلنوا انضمامهم إلى المجتجين وهتفوا باسقاط النظام ورحيل صالح .
الاحتجاجات في تعز دخلت اليوم اسبوعها الرابع ومن المتوقع ان تشهد في الأيام القادمة أكثر تنسيقا وتصعيدا فدلالات المشهد في ساحة الحرية اليوم تتجاوز بكثير حدود المكان بل حدود اليمن فإعداد المحتجين في تزايد مستمر ومئات الآلاف رجال ونساء يتوافدون الى ساحة الشباب ينشدون التغيير والحياة الأفضل . هذا وقد شهدت محافظات اليمن اكبر تظاهرات وصلت عددها بالآلاف في كلا من الحديدة والبيضاء وعدن وتعز وحضرموت وعمران وصعدة وإب يطالبون باسقاط النظام .
من جهة اخرى ذكرت مصادر محلية وشهود عيان بمحافظة صعدة شمال اليمن أن قوات الجيش اقدمت الجمعة على قصف عدد من المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام بقنابل الدبابات من احدى المعسكرات بحرف سفيان بمحافظة عمران سقط خلالها عدد من الجرحى والقتلى واصفين المظاهرات التي خرجت بأنها غير مرخص لها . وبحسب المصدر فإن عدد القتلى والجرحى لم يتم معرفتها حتى الآن غير ان المصادر رجحت وقوع اكثر من ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى . وكان مكتب جماعة الحوثي قد اتهم الجيش اليمني بقصف عدد من المتظاهرين بمحافظة صعدة شمال البلاد وقال البيان الصادر عن الحوثي أن قوات من الجيش في مديرية حرف سفيان قامت بقصف مدفعي وبالدبابات المتظاهرين في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران 60 كيلو متر شمال صنعاء . ونفى مصدر امني مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية أي قصف ونفى أن ما نقلته وسائل الاعلام غير صحيح وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) “إن ما ذكره الحوثيون بهذا الشأن لا أساس له من الصحة, ولا يعدو عن كونه مجرد افتراءات وتلفيقات مكشوفة”.
وأكد أنه لا يوجد أي تجمع سكاني قرب موقع التمثلة، ولم يكن هناك أي مسيرة في المنطقة، موضحا أن ما حدث هو أن مجموعة مسلحة من المتمردين قاموا بالاعتداء على أفراد نقطة التمثلة الأمنية بإطلاق النار عليهم وإصابة أربعة جنود, وقد وقع هذا الحادث قبل الساعة ال 11 ظهرا، وليس بعد صلاة الجمعة, كما ورد في بعض وسائل الإعلام.
واعتبر المصدر أن ما يكيله المتمردون من تهم إنما يندرج في إطار محاولاتهم للتضليل وركوب الموجة لتوجيه الاتهامات الباطلة, وإظهار أنفسهم بمظهر المسالمين والمظلومين, بهدف صرف الأنظار عما يرتكبونه من جرائم بشعة ويقومون به من اعتداءات وقتل للمواطنين الأبرياء من أبناء محافظة صعدة ونهب ممتلكاتهم ومواصلة تخريب المنشآت العامة والخاصة والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن, إضافة إلى عدم التزامهم بالاتفاقيات الموقعة لإحلال السلام في المحافظة ورفضهم تسليم الأسلحة التي بحوزتهم, وعدم التجاوب مع كل ما من شأنه تجنيب المحافظة إشعال نار فتنة جديدة على أيديهم.
ودعا المصدر وسائل الإعلام المختلفة إلى الحذر من الوقوع في شرك خداع الحوثيين من خلال ما يروجون له من معلومات كاذبة معروفة الأهداف وفي هذا الوقت بالذات.