أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في ائتلاف «اللقاء المشترك» امس أن الرئيس علي عبد الله صالح رفض خطة انتقالية طرحتها عليه وتنص على تنحيه بنهاية العام الحالي، في وقت شهدت العاصمة صنعاء ومدن رئيسية أخرى تظاهرات شارك فيها مئات الآلاف للمطالبة بإسقاط النظام، وقتل اثنان من الحوثيين على الأقل وجرح 9 آخرون في محافظة عمران الشمالية. وقال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب المعارضة محمد المتوكل امس (رويترز) إن الرئيس رفض الاقتراح ويتمسك بالعرض الذي طرحه هو وحمله إلى لجنة من علماء الدين كلفها نقله إلى «المشترك»، والذي يقضي بإكمال ولايته الدستورية حتى العام 2013، لكنه وافق على إصلاحات تشمل تعديل قوانين الانتخابات والتمثيل البرلماني والنظام القضائي. وفي تطور لافت، أكدت أحزاب «المشترك» رفضها المطلق أي حديث عن اتفاقات انفرادية، واعتبرت أن أي أفكار تطرح في سياق العمل السياسي المساند لانتفاضة الشعب السلمية يجب أن تكون مطروحة للنقاش مع كل شركاء الحياة السياسية. وجددت في بيان امس استمرارها في دعم انتفاضة الشباب اليمني ومطالبته بالتغيير، وعلى مواصلة عملها السياسي الداعم والمعزز للنضال السلمي للشعب في سبيل التغيير وتقرير المستقبل الذي طالما حلم به وتطلع إليه أبناء اليمن. وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة في الساحات والشوارع المحيطة بها، وحض الخطباء المحتجين والمعتصمين على الصمود ومواصلة التظاهر والاحتجاجات للمطالبة بحقوقهم المشروعة حتى يتم تحقيقها، في حين دعا بعض الخطباء الرئيس صالح إلى التنازل حقناً للدماء. ودعا هؤلاء كل أبناء الشعب اليمني بالانضمام إلى الاعتصامات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح عن الحكم، ونصح الخطباء شباب التغيير بعدم الاستسلام حتى زوال النظام. وقال الشيخ يحيى الدليمي وهو يخطب في المصلين المحتشدين في ساحة قبالة جامعة صنعاء «لن نترك هذه الساحة حتى يسقط المفسدون والطغاة»، وذلك في إطار ما اطلق عليه ناشطون «جمعة التلاحم» رداً على إشاعات عن انشقاقات في صفوفهم. في المقابل وعلى مسافة قريبة من جامعة صنعاء، أدى العديد من مؤيدي النظام الصلاة في ساحة التحرير، مرددين هتافات «لا للفوضى، نعم للحوار». واحتشد عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس في ساحات بمدن أخرى، ولا سيما تعز، معلنين رفضهم مطالب المعارضين، وداعين إلى الحوار لإخراج البلد من ازمته وإحداث التغيير المنشود عبر الطرق السلمية الدستورية وليس من طريق الفوضى. وشارك عشرات الآلاف في عدن (جنوب البلاد) في تشييع ثلاثة أشخاص قتلوا بنيران القوات الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة. وسارت في حي المنصورة حشود خلف نعشي متظاهرين قتلا في 16 شباط (فبراير) وهم يهتفون «ارحل يا علي»، و»الشعب يريد إسقاط النظام». كما شيع أهالي المعلا التي شهدت مواجهات عدة بين المتظاهرين وقوات الأمن، قتيلاً سقط بنيران قوات الأمن. وفي صعدة، أعلن ناطق باسم المتمردين «الحوثيين» مقتل شخصين على الأقل وجرح تسعة آخرين في مديرية حرف سفيان التي شهدت في السنوات الماضية أشرس مواجهات بينهم وبين القوات الحكومية. وقال إن القتلى والجرحى سقطوا برصاص قوات من الجيش أثناء تظاهرات تطالب بإسقاط النظام. لكن مصدراً أمنياً أوضح أن مجموعات مسلحة حاولت عبور نقطة عسكرية عنوة بأسلحتها الخفيفة، فاشتبكت مع عناصرها، ما أسفر عن جرح أربعة جنود اثنان منهم في حال الخطر، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة من المسلحين بجروح. وفي باريس (الحياة)، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تطبيق الاقتراحات التي تقدم بها الرئيس اليمني استناداً إلى خريطة طريق ملموسة وذات صدقية. وقال ناطق باسمها إن فرنسا تتابع باهتمام وقلق الوضع في اليمن وتعلق أهمية كبيرة على استقرار هذا البلد الصديق الذي تربطها به علاقات وثيقة.