خرج نحو مليوني متظاهر في مختلف مناطق اليمن معظمهم من المطالبين بإسقاط النظام في كل من العاصمة صنعاء وتعز وعدن وحضرموت والبيضاء والضالع وحجة وصعدة وإب والحديدة. وفيما غلبت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام على كافة المحافظات، كانت صنعاء تشهد تظاهرات قدر عدد المتظاهرين فيها بعشرات الآلاف مؤيدة للنظام وللرئيس علي عبدالله صالح .وطالب المعتصمون في العاصمة الذين أدوا صلاة الجمعة-في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء الرئيس علي عبدالله صالح بالرحيل قبل الجمعة المقبلة؛ التي أعلنوا أنها ستكون جمعة الزحف إلى القصر الجمهوري. وقال الشيخ عبدالله صعتر الذي خطب في المصلين إن "على النظام أن يرحل عاجلاً سلمياً وترك الحرية للشعب في أن يختار ممثله" مضيفا أن "دماء الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الماضية في صنعاء وعدن وتعز لن تذهب سدى وستكون وقوداً للثورة" على حد تعبيره . وفي ميدان التحرير تظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم للمطالبة بالحوار الوطني وتأييداً للرئيس صالح . وردد المشاركون هتافات مناوئة للمعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء وأنهم "يعملون ضمن أجندة خارجية". ودعا مدير الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف والإرشاد في العاصمة جبري إبراهيم في خطبته أبناء اليمن إلى الاصطفاف وحماية الممتلكات والحفاظ على الأمن. وفي عدن خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة رغم الحصار الذي فرضته قوات الأمن على مداخل ومخارج المدن. وفي محافظة تعز قالت مصادر محلية إن نحو مليون متظاهر كانوا على موعد مع تجمع حاشد في ساحة الحرية بمنطقة عصيفرة. وأشارت أن التظاهرة كانت الأضخم منذ بدء التظاهرات قبل نحو أسبوعين. وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت فرقت قوات الأمن بالقوة الآلاف من المواطنين الذين خرجوا بعد صلاة الجمعة للمطالبة برحيل. وفي صعدة شارك نحو 200 ألف شخص في تظاهرة نظمها الحوثيون. كذلك احتشد الآلاف في شوارع مدينة البيضاء في مسيرة هي الأكبر في تاريخ المحافظة، فيما تواصلت مسيرات مماثلة في مديرية مريس ودمت بمحافظة الضالع لليوم السادس على التوالي. وتزامن ذلك مع تحركات سياسية لاحتواء الوضع ، حيث وجه الرئيس علي عبد الله صالح بتشكيل لجنة خاصة تتولى فتح حوار مع الشباب المعتصمين في مناطق البلاد، خاصة ساحات التحرير في كل من صنعاء وتعز وعدن. وكلف الرئيس صالح خلال ترؤسه اجتماعا موسعا ضم عدداً من قيادات الدولة، رئيس الحكومة علي محمد مجور بترؤس لجنة مكونة من خمسة أعضاء من بينهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم ووزير الشباب والرياضة "لإجراء حوار بناء ومفتوح مع الشباب ومنهم المعتصمون في عدد من الساحات والاستماع منهم إلى قضاياهم وتطلعاتهم وبما يكفل معالجة قضاياهم وإعطائها الأولوية في المعالجات الحكومية والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم في مسيرة البناء الوطني".