رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس خطة للمعارضة لنقل السلطة بنهاية 2011، في حين ارتفع عدد المحتجين على حكمه إلى مئات الآلاف. ويتمسك صالح الذي يحكم اليمن منذ 32 عاماً بعرضه السابق بالتنحي عند انتهاء فترته الرئاسية في 2013 . لكنه وافق على خطة إصلاحية اقترحها زعماء دينيون في وقت سابق لتعديل قوانين الانتخابات والتمثيل البرلماني والنظام القضائي. وقال الزعيم الدوري للمعارضة محمد المتوكل أمس إن الرئيس رفض الاقتراح ومتمسك بعرضه السابق. وكان مئات الآلاف من أنصار المعارضة وشباب التغيير خرجوا بعد صلاة الجمعة أمس في العديد من المدن اليمنية، في إطار "جمعة التلاحم" للمطالبة بإسقاط النظام وإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية. وشملت التظاهرات مدن صنعاء، عدن، تعز، عمران، إب، الحديدة، حضرموت، لحج، وشبوة، وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس صالح بالتنحي عن الحكم. وأدى الآلاف من المتظاهرين في صنعاء صلاة الظهر والعصر جمعاً، وصلاة الغائب على أرواح القتلى في المحافظات المختلفة. ودعا العلامة يحي الديلمي، وهو قاض تم العفو عنه بعد حكم قضائي بسجنه بتهمة الانتماء إلى حركة الحوثي، في خطبة الجمعة كل اليمنيين للالتحاق بساحات التغيير. وفي تعز شارك أكثر من نصف مليون متظاهر مرددين شعارات وهتافات تطالب برحيل صالح. وقالت مصادر إن الأطفال والنساء والشيوخ والشباب رسموا العلم الوطني فوق وجوههم. كما غطت الساحة الإعلام الوطنية التي امتدت عشرات الأمتار، فيما حث خطيب الجمعة على التغيير. وفي عدن خرج الآلاف لتشييع جثامين 3 من قتلى الأحداث التي دارت بالمدينة خلال الاحتجاجات الشعبية الأخيرة. كما تظاهر في مدينة البريقة الآلاف من الأهالي للتنديد بمقتل عدد من أبناء عدن ومطالبة الرئيس صالح بالتنحي عن الحكم. وكانت عدن شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً بعدما نشر الجيش والأمن عدداً من الوحدات بينها مصفحات عسكرية في تقاطعات المدينة ومنعت حركة السير بين عدد من الأحياء. وفي عمران، قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون برصاص قوات الأمن التي تصدت لتظاهرة شملت عشرات الآلاف من الحوثيين تطالب بإسقاط النظام. واتهم الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام قوات الجيش بقصف التظاهرة في موقع التمثلة العسكري بسفيان، إلا أن مصدراً أمنياً نفى ذلك. في المقابل، خرج عشرات الآلاف من أنصار النظام لإعلان تأييدهم للرئيس صالح، حيث شهدت ساحة ميدان التحرير وسط صنعاء والشوارع والأحياء المحيطة بها عقب صلاة الجمعة مهرجاناً جماهيرياً حاشداً شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين الذين توافدوا على الساحة للتعبير عن تأييدهم ومباركتهم لمبادرة صالح المدعومة من علماء اليمن. وعبر المحتشدون عن تأييدهم لدعوة الرئيس لمواصلة الحوار للتهيئة للحوار الوطني الشامل، ورفضهم القاطع لأعمال الفوضى والعنف والتخريب. وأشار الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني إلى أن دعوة الرئيس صالح لاستئناف الحوار مع المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك "كانت صادقة ومخلصة وأمينة لا تشوبها شائبة، ولم تكن دعوته من باب الخوف وإنما استشعاراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه".