تناولت الكاتبة السعودية هيلدا إسماعيل ظاهرة يعاني منها المجتمع حيث يضيع الأبناء ويشعرون بعدم الثقة في العلاقة المستقبلية بين البشر ، ويسيطر عليهم أن أية علاقة سوف تبوء بالفشل في القريب العاجل.ووفق استقراء ومعايشة لكثير من حالات الابتعاث والذي ولّد هذه السلبية إلّا أنه عامرٌ بالايجابيات الكثيرة على مستوى البحث العلمي والثقافي. وتساءلت الكاتبة كيف نحمي المبتعث السعودي العازب الممتليء حيوية، والذي في نفس الوقت قام بالتوقيع على تعهد بعدم الزواج من أجنبية، لأن ذلك سيعرّضه إلى العقوبة وإلى إلغاء الابتعاث؟!. وقدمت الكاتبة قصصا واقعية فذكرت أن أمّا أمريكية تبلغ من العمر (25) عاما تبحث عن والد ابنها المبتعث السعودي الذي هرب وترك وراءه قلباً محطّماً وطفلاً من صلبه.وأشارت إلي أن الأم بدأت قصتها قبل 6 سنوات حين تعرفت من خلال عملها في متجر للهواتف المحمولة على مجموعة من المبتعثين، وانغمست معهم في ثقافتهم العربية حتى استهوتها فكرة الدخول للإسلام، خاصة عندما وقعت في غرام (سلطان) والذي جاء علي طريقة ” موسم الهجرة إلي الشمال” للطيب صالح .وأوضحت الكاتبة أن هذه السيدة اصطدمت بالعديد من قصص نساء أمريكيات يعانين من نفس تلك الظروف تماماً، ولهذا قررت إنشاء مدونة بعنوان “Saudi children left behind" ليجتمعن سويا تحت سقف واحد.وأشارت الكاتبة إلي أن هؤلاء الأمهات عزفن علي وتر أن المجتمع الشرقي يخشي من العمل الحساس فقمن بنشر معلومات وأدلّةً يناشدن فيها عائلات الشباب السعوديين.وأكدت الكاتبة أنها أصيبت بصدمة حينما دخلت إلى المدونة فوجدت صوراً وبيانات شخصية لطلاب من عائلات معروفة كانوا مبتعثين تم التشهير بهم بعد أن عادوا إلى الوطن ظناً منهم بأن ما ارتكبوه في الخارج سيظل في الخارج كما كانوا.وأضافت أن أكثر ما أدهشها في المدونة قصة امرأة كانت ضحية لمبتعث من جيل الثمانينات أنجبت منه ابناً بلغ الآن 26 عاماً، لم يعرف خلالها والده، حيث وجدت المرأة فرصة لتكتب في المدونة نصيحة للأمريكيات بعدم مواعدة المبتعثين.وتساءلت الكاتبة ما جريرة طفل يعيش طوال هذه الأعوام بدون أبٍ لايزال على قيد الحياة، إنّما ذلك لا ينطبق بالطبع على الرجال السعوديين فقط، حيث إن مشكلة (الأم العزباء) في أمريكا قائمة قبل الابتعاث وبعده. واختتمت مقالها بأن السوء لا يقتصر على مكان أو فئة من البشر، لأن الشخص المخطيء وحده هو المسؤول والملام، وليس ديانته ولا جنسيته، باختصار الأخلاق والقيم تجتمع علي احترامها كل الملل والأديان.