شكلت أنظمة الابتعاث وقوانين بلد الدراسة المحور الرئيس لموضوعات اليوم الأول لملتقى المبتعثين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين في مرحلته الخامسة الذي تنظمه وزارة التعليم العالي حاليا في فندق مداريم كراون بالرياض. وأتاح اللقاء الفرصة لعدد من المسؤولين والمختصين الذين عاشوا تجربة الابتعاث أن يجيبوا على الكثير من تساؤلات المبتعثين . وحث وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات الدكتور عبدالله الموسى المبتعثين على أهمية الالتزام بالوازع الديني مؤكدا أن المملكة تنتظر أبنائها المبتعثين من أجل دعم مسيرة التنمية فيها , مشيراً إلى أن المبتعث مطالب بالحصول على المهارة العلمية والعملية والخبرة ومهارة الاتصال خلال فترة تواجده في بلد الابتعاث ، منبها في الوقت نفسه إلى ضرورة التقيد بالنظام حيث إن أي تهاون سيؤثر على المبتعث في حياته ودراسته. وساق الدكتور الموسى عددا من الأمثلة لمشكلات تعرض لها المبتعثون في السابق التي لابد وأن يعيها الطلبة قبيل ذهابهم لبعثتهم ، مؤكداً على أهمية احتفاظ المبتعث بأوراقه الثبوتية خاصة صورة الجواز، كذلك عدم التأخر ليلاً خارج المنازل مع الابتعاد عن الأماكن السيئة والتواصل مع والديهم وذويهم وعدم الانقطاع عنهم. من جانبه نبه مدير عام الإدارة العامة للبعثات الدكتور ناصر الفوزان إلى أن هناك صعوبات في حال رغبة المبتعثين في تعديل جامعاتهم ويظهر ذلك جلياً وبصورة واضحة بعد الحصول على موافقة الجامعة المبتعث لها الطالب وصدور القرار الذي يحتوي على اسم الجامعة والتخصص والفترة الزمنية الخاصة بالدراسة ، مشيراً إلى أن متابعة الطالب في معهد اللغة تكون عن طريق الملحقية الثقافية وفي حال الرغبة في تمديد المدة الخاصة بدراسة اللغة أو تغيير المعهد فإن على المبتعث أن يلجأ للملحقة الثقافية في المقاطعة التي يدرس فيها. من جانبه أكد مدير برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الدكتور ماجد الحربي على ضرورة التقيد بالبلد الذي اختاره الطالب المبتعث للدراسة ، مشدداً على أن تغيير الدولة التي تم اختيارها من قبل الطالب يسبب إشكاليات فنيه كبيرة لبرنامج الابتعاث وللطالب في نفس الوقت، كما شرح للطلاب العديد من المشاكل التي يقع فيها الطلاب قبل صدور قرار الابتعاث من أبرزها عدم استطاعة الطالب المرشح تغيير الجامعة المبتعث إليها , مؤكداً أن هذا لا يمكن حدوثه إلا في حالات استثنائية نظراً لكون برنامج الابتعاث التزم مع الملحقية بأعداد الطلاب والطالبات المبتعثين للدولة وبناء على هذا العدد تم توزيعهم. ولفت الدكتور الحربي النظر إلى أن هناك العديد من الاستفسارات والتساؤلات التي تصل للبرنامج عن مرافق الطلاب مبينا أنه بإمكان الطالب أو الطالبة اصطحاب مرافق شريطة أن يتواجد المرافق مع المبتعث في نفس البلد وأن يتواجد بصورة دائمة مع المبتعث لكي يضمن صرف المكافأة الخاصة به، مضيفاً أن هناك لجنة خاصة متواجدة للنظر في الظروف الاستثنائية للطلاب والطالبات من أجل تأجيل الابتعاث، كما أن إدارة البرنامج والملحقيات تنظر إلى مشاكل الطلاب والطالبات المبتعثين بنظرة أكاديمية دون أي تعسف منبهاً في الوقت نفسه إلى أهمية استمرار التواصل مع إدارة برنامج الابتعاث عن طريق الإنترنت حيث خصص البرنامج موظفين للرد بشكل يومي على استفسارات الطلاب والطالبات مع أهمية أن يذكر المبتعث رقم الترشيح والجوال حتى تصل الإجابات بشكل سريع له. من جانب آخر أكد مساعد الملحق الثقافي السعودي بكندا الدكتور خالد بن فهد الحذيفي ضرورة التزام الطلاب والطالبات المبتعثين بالقوانين الكندية خاصة فيما يتعلق بالنظام العام والمرور والتأمين الصحي إضافة إلى الاهتمام بمراعاة القوانين الخاصة بالخادمات واصطحابهم منذ دخولهم لكندا. وأشار الحذيفي إلى أن أهم نقطة نظامية وقانونية للراغبين في اصطحاب الخادمة معهم هو الالتزام بنظام الرواتب والاجازات الخاصة بخدم المنازل وفقاً للقانون الكندي وعدم التعامل معهم بصورة مخالفة للنظام حتى لا يتعرض المسافر إلى عقوبات هو في غنى عنها، كما أكد على أن المكافأة الممنوحة للمبتعث تكفيه للعيش في مستوى جيد. وأوضح الحذيفي أن نادي الشباب السعودي بكندا يبذل جهودا كبيرة للوصول بالطلاب الجدد إلى مرحلة الأمان النفسي والمكاني والنادي سيكون في استقبال الطلاب الجدد بالمطار وفقاً للظروف الخاصة بهم كما أن الملحقية الثقافية في كندا ستكون في خدمة الطلاب وهدفها التيسير بصورة عامة وفق الأنظمة المتاحة . ونبه الحذيفي إلى ضرورة أن يكون حاضراً في ذهن الطلاب والطالبات الراغبين في اصطحاب أبنائهم معهم خلال دراسة اللغة الإنجليزية في السنة الأولى حيث سيكون عليهم إلحاق أبنائهم في مدارس حكومية إذا اختاروا معاهد لغة إنجليزية حكومية فيما سيكون عليهم إلحاق أبنائهم بمدارس خاصة وعلى نفقتهم إذا كانوا يدرسون في معاهد لغة إنجليزية خاصة. وتساءل المبتعثون عن التأمين الصحي حيث أشار الحذيفي إلى أن على الطالب التأكد من أن مصاريف الدراسة بمعهد اللغة الإنجليزية تشمل التأمين الصحي فيما سيكون التأمين منذ بداية الدراسة لطلاب العلوم الطبية، وبمجرد بدء الدراسة في الجامعة سيكون هناك تأمين طبي للدارسين، كما أن أي علاج وأدوية يقوم الطالب بشرائها عليه إرسال الفواتير إلى الملحقية فوراً وستتكفل بصرفها , مشيراً إلى أنه لا توجد أي إشكالية في تسجيل المواليد الجدد للمبتعثين في السفارة وأن هذه الأمور تسير بصورة طبيعية جداً. من جهة أخرى أكد مدير عام شؤون السعوديين بالخارج بوزارة الخارجية تميم بن ماجد الدوسري ضرورة اصطحاب البرامج الأصلية لأجهزة الحاسب الآلي الخاص بالمبتعث مع عدم حمل أي صور أو مقاطع فيديو في الأجهزة الخاصة إضافة إلى ضرورة إبلاغ الجامعة التي يدرس بها المبتعث بحالات الغياب حتى وإن كانت مرضية. وأشار إلى أن الطلاب المبتعثين سيجدون بلاداً مختلفة في أنظمتها وقوانينها وعاداتها وتقاليدها وأن عليه احترام هذه الأنظمة كجزء من ثقافة البلد وأن معارضة المبتعث لهذه الأنظمة والنقاش بشأنها لا يجدي ولابد من تجنب ذلك وعدم الخوض فيه حتى لا يقع الطالب أو الطالبة في أمور هو في غنى عنها، منهياً حديثه مع الطلاب بضرورة الاهتمام بالدراسة والمعدل التراكمي خاصة وأن المملكة في انتظار أبنائها العائدين بأفضل ما لديهم من خبرات علمية حتى يفيدوا بلدهم وأنفسهم متمنياً لهم التوفيق في دراستهم.