الرياض-الوئام: زاد ضحايا التفحيط بشكل ملحوظ و ها نحن نتلقى أسبوعيا تقريبا خبرا مروعا يفجعنا بوفاة شاب أو أكثر في حوادث الجنون و الحماقة، يستوي في ذلك المفحطون مع من يتجمهرون للفرجة عليه و تشجيعه و استفزاز جنونه، لينتحر المغامر و يقتل جماهيره، عشاق لعبة الموت مغامرون طائشون يحاولون إثبات قدراتهم و تميزهم و تحقيق شهرتهم، و يعزز هذه المشاعر فئة الجمهور التي لا تتجاوز اهتماماتها هذا الأفق الذي لا يكاد يغادر سقف السيارة. الكاتبة لولو الحبيشي في صحيفة المدينة سردت وصفها لحل تلك المشكلة قائلاً: فالممارسون و المتفرجون شباب لهم على مجتمعهم حق الاحتواء و الرعاية و الرفق، و يجب أن يبادر الجميع أفرادا و مؤسسات بالقيام بدور ما تجاه الشباب، بدءا بأداء الرسالة التوعوية و النصح و الإرشاد و تجاوز القوالب النظرية المملة التي لا يستسيغها الشباب ولا يستجيبون لها باقتراح البدائل التي تحقق ذواتهم و تلبي متطلباتهم و تجعلهم يغيرون نظرتهم للتفحيط ليستهجنوها بدل أن يكونوا مأخوذين بها، و لعل المدرسة تقوم بدور فاعل و تستعرض أفلاما وثائقية لطلابها عن هذه الظاهرة القاتلة. لمطالعة المقال: ألم يعد الموت واعظاً يا معشر المفحطين ؟ عند البحث عن خبر وفاة مفحط فإن ( جوجل ) يفيد بأكثر من (270000) نتيجة تتناول تلك الأحداث المؤسفة و الصور المروعة لمقتل شبابنا و التحام أجسادهم بين أجزاء السيارات أو تناثر أشلائهم، لكن انتشار هذه الأخبار المصورة و تداولها في مجتمع الشباب و بالذات مجتمع ( التفحيط ) لا يبدو قادرا على صنع الخوف و الحذر من الوقوع بنفس المصير، و لهذا استمر مسلسل قطف هذه الهواية الحمقاء المختلة للشباب في مختلف مناطق المملكة، و قد ظننا أن الحادث المأساوي المرعب الذي وقع على الطريق الدائري الغربي في مدينة الرياض و أسفر عن مصرع شابين و تناثر أشلائهما أمام المتجمهرين و انتشار صور الحادث المروع في كثير من وسائل الإعلام و رغم بشاعته سيكون رادعا و مذكرا وواعظا، إلا أن هواة التفحيط لم يعتبروا و لم يتوقفوا، بل إن الأحداث تكررت و تسارعت على نحو عكسي فزاد ضحايا التفحيط بشكل ملحوظ و ها نحن نتلقى أسبوعيا تقريبا خبرا مروعا يفجعنا بوفاة شاب أو أكثر في حوادث الجنون و الحماقة، يستوي في ذلك المفحطون مع من يتجمهرون للفرجة عليه و تشجيعه و استفزاز جنونه، لينتحر المغامر و يقتل جماهيره، فيقتل متفرج دهسا خلال استعراض أحد المفحطين في المنطقة الشرقية، و يخطف التفحيط شاباً في محافظة المجاردة في العشرين، ويتبعه آخر في الخرمة ثم في القصيم ثم يعود الموت ليغيب شابا في ( الرياض ) ويتبعه بثلاثة آخرين في نفس الأسبوع . عشاق لعبة الموت مغامرون طائشون يحاولون إثبات قدراتهم و تميزهم و تحقيق شهرتهم، و يعزز هذه المشاعر فئة الجمهور التي لا تتجاوز اهتماماتها هذا الأفق الذي لا يكاد يغادر سقف السيارة، فالممارسون و المتفرجون شباب لهم على مجتمعهم حق الاحتواء و الرعاية و الرفق، و يجب أن يبادر الجميع أفرادا و مؤسسات بالقيام بدور ما تجاه الشباب، بدءا بأداء الرسالة التوعوية و النصح و الإرشاد و تجاوز القوالب النظرية المملة التي لا يستسيغها الشباب ولا يستجيبون لها باقتراح البدائل التي تحقق ذواتهم و تلبي متطلباتهم و تجعلهم يغيرون نظرتهم للتفحيط ليستهجنوها بدل أن يكونوا مأخوذين بها، و لعل المدرسة تقوم بدور فاعل و تستعرض أفلاما وثائقية لطلابها عن هذه الظاهرة القاتلة و توضح مساوئها و مخاطرها و تنظم رحلات للطلاب يطلعون خلالها على صور محاضر الحوادث و في ذات الوقت تطرح سباقات و منافسات في جو تربوي إيجابي، و لعل إدارات المرور تتشارك مع القنوات الفضائية لبث رسائلها المصورة و لعلها تدرج هذه الصور و الأفلام في لوحات إعلانية ضخمة على الشوارع الرئيسة لتذكر و تحذر، فلقد نال منا ( التفحيط ) كثيرا و آلمنا و قتلنا جميعا .