للأسف لا يكاد وقت يمر إلا ونشاهد أو نسمع عن حوادث راح ضحيتها عدد من الأبرياء وخسارات مادية جسيمة بسبب مخالفات متهورة من قبل بعض الشباب .. سرعة جنونية .. قطع إشارات .. تجاوزات .. إقفال الشوارع .. ولعل أفجعها هو التفحيط الذي صنع الموت واثاره .. المقطع الذي تم تداوله من يومين وتضمن مشهدا من التفحيط بالرياض مروعا راح ضحيته ثلاثة من الشباب .. هو مشهد يتكرر كثيرا خصوصا وقت الامتحانات ومعروف للأسر وللمجتمع ومعروف لمن يهمه الأمر وهم إدارات المرور وأخص التي بالمدن الكبيرة .. تتساقط الأسئلة من أفواه الجميع وتعتلي الدهشة رؤوس الأشهاد مثلما وضعوا أيديهم على رؤوسهم حين تطاير أولئك الشباب من السيارة المجنونة .. مشهد يجعل قلوبنا تقف وعقولنا تنكمش .. فلا وصف يناسب ولا كلمات تقبل .. أين السبب ؟ وأين المسبب؟ ما حدث أرى ان المرور يتحمل جزءا كبيرا فيه بسبب انه ترك تلك الشوارع المعلومة للتفحيط دون تعزيز أمني قوي وبسبب أن رصد الكاميرات لم يؤخذ به بعين الاعتبار .. وبسبب ان تكرار هذه الأمور هو أمر يخص إدارة المرور والأمن فيجب عليهم عمل بحوث ودراسات واستفتاءات جادة وفاعلة وعاجلة عن كيفية منع تلك الظاهرة ومن المسئول وكيف ولماذا حصل ؟ اسئلة فيها من الحيرة مايغطي الوطن كله وفيها من الحزن عليهم وعلى أبنائنا ما يكفي الناس كلهم .. هل نظام ساهر أعطى الرخصة لرجال المرور لعدم الخروج إلى الشارع والبقاء في المكاتب ومراقبة الزحام والحوادث والتفحيط بالكاميرات فقط؟ أكثر ما يؤلم هو أن لدى إدارات المرور معرفة تامة ووافية بمواسم التفحيط وأماكنه وأوقاته وحيثياته .. كما أن كاميرات المراقبة على الشوارع تستطيع ان تنقل حالات التجمهر قبل أن تبدأ أي مغامرة تفحيط فلماذا تترك العملية ولا يكون استباق لفض التجمهرات ومنع التفحيط قبل حدوثه مادامت المعطيات والمعلومات معروفة ومرصودة ومتكررة .. ما حدث أرى ان المرور يتحمل جزءا كبيرا فيه بسبب انه ترك تلك الشوارع المعلومة للتفحيط دون تعزيز أمني قوي وبسبب أن رصد الكاميرات لم يؤخذ به بعين الاعتبار .. وبسبب ان تكرار هذه الأمور هو أمر يخص إدارة المرور والأمن فيجب عليهم عمل بحوث ودراسات واستفتاءات جادة وفاعلة وعاجلة عن كيفية منع تلك الظاهرة .. كما أن قوة السلطة وعصا السلطان (النظام) بأيديهم فلا يعطلوها بالهدوء ختام القول: التفحيط هو صناعة الموت والتعامل بحزم وحسم مطلب وطني واجتماعي وأسري كبير عبر قوانين صارمة جدا ويمكن الاستعانة بمؤسسات كما تم التعاقد مع شركة ( لساهر) للتعامل مع تلك المشكلة إن احتاج المرور.. كما أن التدخل الأمني لرجال و أعوان المرور والجهات الرسمية التي يمكن ان ترتبط بهم ، والوسائل الإعلامية، والمنهج التربوي المدرسي، الحوار العائلي، شركات تأجير السيارات جميعهم مشتركون و متدخلون في الوقاية.. فقد اعتبر الخبراء أن التحدي الأكبر اليوم يكمن في تعليم جيل المستقبل من السائقين قيم احترام القوانين المرورية و قواعد السير ليطبقها الأطفال غدا، كل هذا من أجل أن يتعود جيل الغد على هذه الثقافة. يا مرورنا الكريم مناظر انقلابات السيارات وصور التهور وتناثر الأشلاء وموت الأحباب وخسارة الأرواح لا يمكن ان تقبل في بلاد الأمن والقيادة الرشيدة فكونوا ساهرين.