تحت ظلال “أثل” من أُثول بريدة ، ألقيت بجسدي المعجون بهروب الأحلام، عندها أدركتني سِنة من النَّوم، وحفيف الأثل، يعيد رعشة الماضي، وطفولة الصبي الذي لم يبق من طفولته الكسولة إلا أنامله العشرة، ويتم قديم جعله يكون قريبا من المعاناة! انطلقت مع صوت الأثل إلى حيث أراد، في هامش صغير من الذاكرة، حين لم يكن فراشي سوي حفنة من الرمال التي ابتلت بشيء من الدمع وشيء “ما” من مخلفات العابرين! كان الرمل مدهوناً بالأعشاب، التي تستعصي علي هذه اللحظة معرفة أسمائها – من أمثال العرفج والشيح والقيصوم والعوشج والرمث- وغيرها التي أذكر أنني قرأتها في كتاب (المطالعة) في إحدى مراحل التعليم!..وقتها تمازج العرفج بالعرفج بحضور بنات العوسج كان النوم سيد العيون ،والحاكم المستبد بها ، وعلى حين غفلة دخل منحنياً كأنه “الإطراق”، فاستقر العين على رصيف النوم ..وغمرني نعاس لذيذ وبدأت أتمتم .. ثم قلت والعهدة على شاعر الأمراء شوقي: رَوّعُوهُ..، فَتَولَى مُغْضَبا أعَلِمْتُمْ.. كَيْفَ تَرْتَاعُ الظِّبا خُلِقتْ. لاهيةً، نَاعِمةً رُبَّما رَوَّعَها مَرُّ الصّبا لِي حَبيبٌ كُلَّما قِيل لَهُ (صَدق القَول، وزكّي الرِّيَبا) كَذَبَ العُذَّالُ فيما زَعَمُوا أمَلِي فِي فَاتِني.. مَا كَذَبَا لَو رَأونا، والهَوى ثَالِثُنا والدُّجى.. يُرخي علينا الحُجُبا في جوارِ اللَّيل.. في ذمَّته نُذَكِّر الصُّبحَ.. بأنْ لا يَقربا مِلَء بُردَينا- عفافٌ، وهَوى حَفظَ الحُسْنَ.. وصنتُ الأدبَا! استجمعت قواي في لحظة مائية، وكانت هذه الصورة صورة للحب الذي يساير الفطرة، حيث (لا غزل، ولا جسد)، وبعدها تأتي بقية المستدركات التي هي (حفظ الحسن، وصنت الأدبا)..! يا قوم، تأملوا فالمرأة لها في “الداخل” منازل، تتلون بتلون الساكنين، وما صوره شوقي(إذا صدق فيما زعم) إلا منزلة من المنازل العالية، التي يسكنها “القمر العفيف”، وهل الحب إلا طهارة تسمو على الرذيلة!؟ كان صوت الأثل يؤذن بالرحيل، فالمساء هبط، والغيوم ظلام أبيض، وأنا خالي الكفين إلا من رجفة تنادي الجالسين في ظلال الأثل..، فقد حان وقت الرجوع. الرجوع إلى الوهم.. الرجوع إلى المنزل.. الرجوع إلى كتابة هذا الحبر! أحمد عبد الرحمن العرفج [email protected] حساب الكاتب في تويتر Arfaj1 مقالات سابقة : في دنياي ومسيرتي المَشايخُ قُدوَتِي! تَذكِير الأحبَاب بعبَارة أكل التُّراب المَزْمَزَةُ في عِلْمِ الرّزْرَزةِ! العَربَجيّة” في جُدَّة.. و”زراعة الدُّخان” في بريدة ..! خيوط العنكبوت في كلمتي السرسري والسربوت! كشف الحقائق لمن أكل بالملاعق! أشعل شموعي لكشف أكذوبة أسمها( النقد الموضوعي)! تكحيل العين بمفهوم الليموزين !