صدر عن دار "هلا" للنشر والتوزيع بالقاهرة كتاب "برنارد رايس، الأب المجهول للجرافيك المصري"، لمؤلفه الباحث والناقد الدكتور ياسر منجي، بدعم من "المجلس الثقافي البريطاني"، الذي يكشف من خلال كتابه النقاب عن سيرة مجهولة لأحد أهم الأساتذة الأوائل في "مدرسة الفنون الجميلة العليا" "كلية الفنون الجميلة بالقاهرة حالياً"، ومؤسس "قسم الحفر" "قسم الجرافيك حالياً" بها، الفنان الإنجليزي "برنارد رايس"، الذي كان واحداً من فناني بريطانيا المؤثّرين في تطور الطباعة الفنية البارزة خلال النصف الأول من القرن العشرين، والذي كان له فضل ترميم أحد أهم آثار مصر القديمة وأشهرها، إضافة لنشاطه السياسي المهم داخل مصر خلال الحرب العالمية الثانية، ودوره التاريخي في استكمال معالم مدرسة الفنون الجميلة القاهرية، وتعليم أبرز رواد فن الجرافيك المصريين من الجيل الأول، وفي مقدمتهم: "نحميا سعد" و"عبد الله جوهر". والكتاب يردم هوة التناقض القائم بين أهمية هذا الفنان الرائد الذي برز في مجالات شتى، وبين التجاهل الكبير الذي لقيته سيرته في مصر – وبخاصة بين صفوف فناني الجرافيك والباحثين في شأنه – طوال فترة زمنية امتدت حوالي خمسة وستين عاماً!! ظل فيها "رايس" مجهولاً تماماً في مصر منذ رحيله عنها إلى إنجلترا عام 1948، إلى أن صدر هذا الكتاب ليعيد إليه بعضاً من التقدير الذي يستحقه. واستعان المؤلف في استكمال مادة الكتاب بعدد من المصادر الفنية والوثائقية الأصلية، من بينها وثائق محفوظة في أرشيف "جامعة جلاسجو"، وبيانات وصور أعمال من محفوظات "المجلس الثقافي البريطاني"، وبيانات من أرشيف "المتحف البريطاني"، وصور أعمال من مقتنيات الحفار الإنجليزي المعاصر "جوردون كلارك"، وصور من مجموعة "جوناثان بلوند" الجرافيكية، وبيانات وصور من سجلات صالة "كريستي" للمزادات بلندن، وقد تجمّع من حصيلة ذلك كثيرٌ من المواد العلمية القيّمة والصور النادرة، التي توثق بعض أهم أعمال "رايس" وأحداث حياته، يجدر عند ذكرها التنويه بدور قسم المطبوعات والرسوم، ب"المتحف البريطاني"، في إطلاعهم المؤلف على نسخة إلكترونية من قائمة أعمال "برنارد رايس" المقتناة ب"المتحف البريطاني" وبياناتها الأرشيفية، وكذلك أمانة المجموعة الفنية ب"مكتبة الفنون"، التابعة ل"المجلس الثقافي البريطاني" بلندن، لما بذلوه من جهد في سبيل إمداد المؤلف بالكثير من المعلومات الموثقة عن "برنارد رايس"، وصور أعماله وقوائم عروضه بقاعات العرض الإنجليزية، وبيان بعض أعماله المقتناة لدى "المجلس الثقافي البريطاني". كما يجدر التنويه ب"قسم المجموعات الخاصة" بمكتبة "جامعة جلاسجو"، لإحاطتهم المؤلف ببيان المواد الوثائقية الخاصة ب"برنارد رايس" ضمن أرشيف مكتبة الجامعة. الكتاب يقع في (304) صفحات من القطع المتوسط، متضمناً قسماً خاصاً يحتوي على مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة وصوراً لأعمال فنية، بلغ مجموعها ثمانية وثمانين صورة، من بينها خمس وأربعون صورة تُنشَر للمرة الأولى. يستعرض الكتاب بالتاريخ والتوثيق والتحليل النقدي كلاً من السيرتين الحياتية والفنية لواحد من أفذاذ الفنانين الذين أُلقِيَتْ عليهم أستار كثيفة من التجاهل في كافة مراجع تاريخ الحركة التشكيلية المصرية، وبخاصة مراجع تاريخ فن الجرافيك العربي، إلى الحد الذي لا نكاد نعثر معه في سيرته المبتسرة - التي ترد لماماً في بعض تلك المراجع - إلا على الاسم فقط، بل ودون أن يكون مشفوعاً حتى بإثبات تاريخ الميلاد أو الوفاة!! يذكر أن مؤلف الكتاب هو الدكتور "ياسر منجي"، مصري الجنسية، وُلد عام 1972. حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة في تخصص الجرافيك بشعبة التصميم المطبوع، من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1996 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وحصل على ماجستير التخصص عام 2003 عن رسالة بعنوان "المعالجة الفنية لفكرة الموت في أعمال الحفر والطباعة"، وعلى دكتوراة الفلسفة في التخصص عام 2006 عن رسالة بعنوان "المعالجة الجرافيكية لفكرة الشيطان ورموز قوى الشر الغيبية"، ويعمل مدرساً بقسم الجرافيك في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة. حصل على عدة جوائز فنية وبحثية، من أهمها: الجائزة الأولى على مستوى نقاد الوطن العربي (جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي) 2009، والجائزة الثالثة (جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي) 2008، والجائزة الكبرى في صالون الشباب العاشر 1998 عن مجموعة من ثلاثة أعمال جرافيكية (حفر غائر)، وجائزة الصالون في مجال التصوير في صالون الشباب الحادي عشر، والجائزة الثالثة في مجال الرسم في صالون الشباب الثالث عشر، والجائزة الأولى في النقد الفني في صالون الشباب الخامس عشر، والجائزة الأولى في النقد الفني في صالون الشباب السادس عشر. أقام ثلاثة معارض خاصة لأعماله الفنية، ويشارك في الحركة التشكيلية المصرية بانتظام من خلال العروض العامة والجماعية، وقام بتمثيل مصر في عدد كبير من الفعاليات الدولية والمهرجانات والعروض الفنية، كما شارك في عضوية لجان تحكيم عدد من المسابقات الفنية والنقدية العربية، وفي عضوية بعض اللجان المنظمة لعروض دولية مهمة، منها ترينالي مصر الدولي لفن الجرافيك عام 2006، وبينالي القاهرة الدولي عام 2010، صدر له العديد من المؤلفات وروايتان.