فازت الفنانة التشكيلية الأردنية آلاء يونس بجائزة صالون الشباب في القاهرة مؤخراً، حيث اعتبر هذا الفوز امتداداً طبيعياً لنشاط الفنانة يونس التى قالت عن فوزها: «أنا سعيدة بهذه الجائزة خاصة بعد زيارتي لهذا المعرض في القاهرة واطلاعي على مستوى الأعمال المتنافسة». هنا نص حوار مع الفنانة يونس تتحدث فيه عن فوزها بالجائزة وموضوعات التشكيل المرتبطة بتجربتها: ٭ ماذا عن فوزك بجائزة صالون الشباب السابع عشر في القاهرة قبل شهر؟ - يعتبر صالون الشباب المصري والذي يفتتح سنويا في القاهرة تحديا مهما لإبداعات الشباب المصري وغير المصري، وقد وجد هذا الصالون ليكون «منفذاً ومنبراً ومختبراً للبحث والتنقيب وقلعة للإبداع المتدفق في عروق شابة ومعبرا للواثقين والمحلقين إلى ما وراء المألوف والمكرر والنمطي» حسب وصف رئيس الإدارة المركزية للمتحف والمعارض بوزارة الثقافة المصرية. وتتضح أهمية هذا الحدث من حجم الطلبات المقدمة للمشاركة فيه ومن حيث عدد الفنانين المؤهلين للمشاركة والمتنافسين على جوائز في تسعة مجالات فنية من تصوير ورسم وجرافيك وتجهيز في الفراغ وفوتوغراف وغيرها. حيث يتوجب على الأعمال الفنية أن تمر بعدة مراحل من الفرز والتحكيم الداخلي قبل أن تصل إلى المشاركة الفعلية في الصالون، ثم يلزم أغلبية في عدد الأصوات من أصل أحد عشر صوتا في لجنة التحكيم النهائي لينال العمل جائزة في مجاله وقد جاءت. مشاركتي بعملين هما بانوراما لمدينة عمان بألوان الأكريليك والباستبل على ورق يدوي الصنع، حضرته خصيصا للمسابقة خلال ورشة التفكير بالورق والتي شاركت فيها قبل شهرين من تاريخ المعرض.وقد حصلت على جائزة ضمن ثلاث جوائز خصصت لغير المصريين، إلى جانب كل من العمانية بدور بنت عبدالله والكويتي يوسف المليفي اللذين فازا بجائزة عن عمل مركب لكل منهما. أنا سعيدة بهذه الجائزة خاصة بعد زيارتي لهذا المعرض في القاهرة واطلاعي على مستوى الأعمال المتنافسة. والمشاركة في مثل هذا النوع من المعارض مهم جدا لنقل صورة عن الحركة التشكيلية في الأردن اضافة إلى انها فرصة للتعرف على فنانين من بلاد مختلفة وكذلك الفنانين الشباب المصريين بشكل خاص. ٭ هل طورت تجربتك الدورات التي حصلت عليها مع نخبة من أهل الاختصاص في مجال الجرافيك؟ - بالتأكيد. فالبداية كانت مع ورشة طباعة الخشب الملونة في الجامعة الأردنية، ومن ثم ورشة الليثوغراف في محترف المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، وأخيراً تقنية الحفر على المعدن في الأكاديمية الصيفية في دارة الفنون تحت إشراف الفنان زياد دلول، هذه الورشات أغنت التجربة وفتحت آفاقاً واسعة أمام عملي الفني، خاصة وأني حرصت على توظيف هذه التقنيات المختلفة لدراسة فضاء المدينة وتراكيب البيوت والتعبير عن التفاصيل المختلفة في اللوحات، الممتع أن الجرافيك يحمل نوعا من الترقب والإثارة قبل أن يصل إلى النتيجة النهائية للعمل الفني، كما أنه عملية بنائية بحتة من طبقات مختلفة من الخطوط أو الألوان أو الطبعات في اللوحة الواحدة. ٭ ما هو الفضاء الجديد للوحتك، خاصة وأن معرضك التشكيلي الأول في العام الماضي اتخذ من المدينة فضاءً له؟ - البيت هو فضائي الجديد، بعد المشهد الجماعي لمجموعة من البيوت المتراصة في أفق عمان أو في اي مدينة عربية، عملت مؤخراً على عزل واحد من البيوت ودراسة شكله ضمن فضاء اللوحة، وبأنواع مختلفة من التقنيات (فحم أو زيت أو حفر على معدن)، في التجربة الأخيرة والتي عرضت ضمن المعرض الجماعي لأعمال الأكاديمية الصيفية الذي افتتح في دارة الفنون في (2/10/2005)، اقتصرت اللوحة على شكل واحد وعلى اللونين الأبيض والأسود، هذا الشكل قد يكون مربعاً ملتصقاً بطرف اللوحة أو مشهدا قريبا جدا من بيت أو جدار يغطي معظم اللوحة، وعلاقة هذا الشكل بشكل اللوحة ونسبة حجمه إلى حجمها وتقنية تنفيذ العمل بما يتناسب والاختزال المطروح هو موضوع الدراسة. ٭ سبق لك العمل في مجال التصميم، كما أدرت ورش عمل فنية للأطفال استقطبت عدداً من المهتمين، فهل استطعت ايصال مهمتك؟ - عملي في مجال التصميم مهم جدا لصقل قدراتي الفنية، في التصميم عليك أن تجمع بين أمور عدة منها الإبداع والجمال والعملية، لن ينجح تصميم تتفوق الجمالية فيه على الفاعلية والأهداف التي صمم لأجلها، لذلك يرتبط التصميم بكثير من الواقعية ومهمتي هي تقديم هذه المتطلبات ضمن رسالة بصرية مفهومة وواضحة وممتعة لشريحة واسعة من الجمهور. في ورشات الأطفال تعرفت بشكل خاص على عالم الطفل، كيف يفكر وما يغريه من مواد ومواضيع وألوان، وما يدفعه للعمل بانسجام مع اللوحة، وما يستوقفه من تفاصيل في المشهد الذي يعبر عنه، بالإضافة إلى العنصر الاجتماعي من تأثيرات المدرسة أو العائلة أو الأصدقاء على عمله الفني، لكن في العمل مع الأطفال حرية كبيرة في استخدام الألوان وعفوية التعبير وتجاهل الخطوط العامة وانتخاب التفاصيل وتدمير اللوحة في محاولة لبنائها أو العكس. مهمتي كانت تشجيع عفوية الأطفال بعيدا عن قولبة الأعمال ضمن مفاهيم عامة، مع التركيز على تشجيع مزج الألوان وتوسيع نطاق البحث عن موضوع للرسم بالإضافة إلى كسر حاجز الخوف من نقل الموضوع إلى اللوحة والعمل على اغنائها بالألوان والخطوط إذا كان الموضوع يتطلب ذلك. ٭ أعمالك تبدو للوهلة الأولى نسخة مكررة ولكن على تنويعات مختلفة فما مدى صحة ذلك؟ - الموضوع الذي عملت عليه في الفترة السابقة وهو موضوع أو فضاء المدينة وكما وصفت، المدينة فانها تراكيب من بيوت وعمارات وأزقة وأدراج وفتحات نوافذ وأبواب وشرفات، ففي المدينة مشهد يتكرر من هذه العناصر لكنه يختلف من مدينة إلى أخرى فجبال عمان تختلف في المجمل واحدا عن الآخر لكن لعمان سمة عامة ومتشابهة إلى حد ما وهذا ما يميزها عن غيرها من المدن، لوحاتي فيها هذه السمة أيضاً والناتجة عن اختيار عناصر الموضوع المتشابهة والمختلفة في آن واحد.