أكثر من 7 سنوات وأهالي الحرجة شرق منطقة عسير ينتظرون تشغيل مستشفاهم الوحيد الذي ما زال موصد الأبواب أمام المرضى والمراجعين، على الرغم من استلام وزارة الصحة منذ خمس سنوات مبنى مشروع المستشفى البالغة تكلفته 27 مليون ريال وبسعة 50 سريرا. "الوطن" تجولت داخل أروقة المستشفى الجديد، ومنذ الوهلة الأولى عكس مشهد اثنين من العمالة الآسيوية وهما يتبادلان المقاعد في قسم الاستقبال حال المستشفى المغيب والخالي من أي كوادر فنية أو إدارية أو حتى تجهيزات طبية وأثاث. وأكد عبدالله ثابت تردي الخدمات الصحية التي تقدمها المراكز الصحية ذات الإمكانات العلاجية والفنية الضعيفة والمحدودة، مبينا أنهم تقدموا خلال السنوات الماضية بعدة شكاوى للشؤون الصحية بمنطقة عسير ووزارة الصحة حول معاناتهم المستمرة من توقف تشغيل مستشفى الحرجة بسبب الإهمال، وعدم الجدية في رفع المعاناة عنهم دون أن يشعروا بأي تحرك جدي لتشغيل مستشفاهم الوحيد. وشدد ابن ثابت على ضرورة تشغيل مستشفى الحرجة الذي سلم مبناه منذ 5 أعوام، ولا توجد أسباب مقنعة تمنع افتتاحه وتشغيله، والذي يعد مشروعا صغيرا مقارنة بالمشاريع الصحية الأخرى، ولا يحتاج الانتهاء من تجهيزه إلى 8 سنوات، مضيفا أنهم في طور رفع شكوى للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في محاولة أخيرة للضغط على وزارة الصحة لتشغيل المستشفى وتأهيله بكل الكوادر الإدارية والفنية وتجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية التي يفتقدها. وأوضح ملفي القحطاني أن مستشفى الحرجة سيخفف الضغط عن مستشفى ظهران الجنوب العام، وسيخدم قاطني عدد من المراكز الإدارية في الحرجة والفيض وتهامة والحمرة، مبينا أن أهالي عدد من الهجر والقرى البعيدة ما زالوا يتعرضون للكثير من المتاعب والصعاب والحوادث جراء تنقلهم عبر طرق خطيرة ووعرة إلى مستشفيات ظهران الجنوب وسراة عبيدة. من جهته، أشار علي القحطاني من أهالي قرية راحة سنحان إلى أن خدمات مستشفى الحرجة لن تقتصر على قاطني الحرجة، وإنما سيستفيد منها المئات من عابري الطريق الدولي ظهران الجنوب خميس مشيط، ومن المسافرين والحجاج القادمين عبر منفذ علب الحدودي. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بمنطقة عسير سعيد النقير أن مستشفى الحرجة في طور التشغيل حاليا، وسيتم الافتتاح قريبا، حيث تم الانتهاء من تشغيل كثير من أنظمة المستشفى، ويجري العمل على استكمال بقية الأنظمة. وأرجع سبب التأخير في تشغيل المستشفى إلى عدم التزام المقاول بتشغيل الأنظمة في الوقت المحدد. وقال إنه تم الاجتماع مع المقاول وتعهد بتنفيذ كل الالتزامات المطلوبة.