سجلت 200 سيدة سعودية نجاحا في إنتاج وتصنيع السجاد من منازلهن، واستطاعت المنتسبات إلى برامج باب رزق جميل، التابع لمبادرات عبداللطيف جميل الاجتماعية، إنتاج 100 ألف سجادة منذ تاريخ تأسيس برنامج عمل المرأة من المنزل عام 2008. وتزود العاملات السوق بمنتجات سعودية متقنة الصنع قادرة على المنافسة، وذلك ضمن منظومة متكاملة تتولى فيها أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف، التابعة للبرامج، وفير الدعم التدريبي والتمويلي والإشرافي والتسويقي للبرنامج والنساء العاملات. وأوضحت مدير عام الأكاديمية جواهر الزهراني أن برنامج الأكاديمية يعمل من خلال استراتيجية تكاملية بين الأنشطة التدريبية والإنتاجية والتسويقية، التي تبدأ عادة بالتدريب لضمان إكساب الفتيات المهارة اللازمة لإجادة الحرفة قبل التحاقهن بالخط الإنتاجي وتسليمهن المواد الخام، والتي تتحمل الأكاديمية تكلفتها، ليقتصر دور العاملة على حياكة السجاد من المنزل وتسليمه للأكاديمية التي تتولى تسويقه من خلال عقود دائمة لضمان استمرارية الإنتاج وثبات الدخل الشهري للعاملات بالبرنامج، والذي لايقل عن 3000 ريال للعاملة بحده الأدنى. وأضافت أنه تم التعاقد مع العديد من الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص لشراء منتجات البرنامج وتقديمها كهدايا لعملائها، موضحة أن شركة عبداللطيف جميل تعد العميل الأول لمنتجات السجاد، إذ تقوم بتقديمها كهدايا لعملاء سيارات لكزس وبعض سيارات تويوتا. وحول تطور الإنتاج، قالت الزهراني إن الأكاديمية تمكنت من تطوير النشاط منذ تاريخ تأسيسه حتى وصلت الطاقة الإنتاجية لخط إنتاج السجاد إلى 10 آلاف سجادة شهريا تنتجها 200 امرأة عاملة من المنزل، فيما توسع الإنتاج إلى شراشف الصلاة وتغليف المصاحف وإنتاج السبح. وحول طريقة تنظيم استلام المنتجات، قالت مديرة الإنتاج منى عليمي إن كل سيدة تتسلم المواد الخام من الأكاديمية وتحال للمنزل لإتمام الحياكة، فيما يوجد نصاب لكل عاملة وجداول زمنية لاستلام المنتجات في صورتها النهائية ليمر المنتج على فنيات متخصصات في الفرز داخل الأكاديمية للتأكد من مطابقة المنتجات لمعايير الجودة قبل تغليفها وتسليمها للعميل. وبالنسبة للتغلب على المعوقات التي تواجه التسويق، قالت مديرة التسويق بالأكاديمية غادة بفلح إن قسم التسويق والمبيعات يركز على معرفة ما يرغبه العملاء، ولذلك يبدأ العمل من خلال العقود التسويقية ليتم إنتاج ما يمكن بيعه وليس العكس بما يضمن دخلا دائما للسيدات المنتجات، فهن بدورهن لا يتحملن مخاطر التسويق والبيع، وإنما يعد ذلك من اختصاص الأكاديمية. حنان الحربي تعمل في إنتاج السجاد منذ عام 2008، وهي حاصلة على بكالوريوس تاريخ وتنقلت في العمل بين العديد من المدارس الخاصة، وتقول إنها وجدت نفسها في مجال إنتاج السجاد بعد مراقبتها لأختها، التي كانت تعمل في الخط الإنتاجي مما شجعها أن تلتحق بدورة تدريبية في إنتاج السجاد، تمكنت بعدها من العمل كمنتجة ضمن برنامج عمل المرأة من المنزل. وتضيف أن إيجابيات العمل في خط إنتاج السجاد تكمن في أنه أتاح لها الفرصة لتكون سيدة عاملة ومنتجة دون قيود بيئة العمل المعتادة، بالإضافة إلى تخطي مشكلة المواصلات.