نجت 21 طالبة بجامعة نجران مساءَ أول من أمس من الموت، بعد أن جرفت السيول الحافلة، التي كانت تقلهن خلال عودتهن إلى منازلهن على الطريق المؤدي إلى محافظة يدمة. ووفقا لرواية سائق الحافلة عايض مسفر آل فطيح، فقد لاحظ في تمام الساعة الخامسة عصراً بعد انتهاء اليوم الدراسي لطالبات جامعة نجران أن الأجواء ملبدة بالغيوم وممطرة، وتواصل هطول الأمطار أثناء العودة، فاحتجزتنا السيول في طريق السبيل، وفوجئنا بطرق مكسرة وانهيار طرق وعبارات، وخلال وجودنا في ممر وادي وسط، حاصرتنا السيول وأزاحت الحافلة، ولكن شجاعة مجموعة من الأهالي أنقذت الطالبات في الوقت الصعب بعد تعالي أصواتهن بالاستغاثة، حيث استطاع مجموعة من الشباب إخراج جميع الطالبات ونقلهن خارج مجرى السيل. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي المكلف بمديرية الدفاع المدني بنجران النقيب ماجد سعيد الزهراني، أن فرقة إنقاذ من الدفاع المدني باشرت موقع الحادثة الساعة السادسة والنصف مساءَ أول من أمس، وعملت على إخراج باص الطالبات من مجاري السيول، بعد أن أخرج عدد من الشباب المتطوعين الطالبات من داخله، وتم استكمال الإجراءات اللازمة. وناشد بعض أولياء أمور الطالبات، ومنهم تركي علي آل فطيح، إدارة الطرق بنجران بإنشاء كبارٍ على الأودية التي تحاصر يدمه وأهاليها خلال هطول الأمطار. من ناحيته، أكد مدير عام الطرق بنجران المهندس ناصر بجاش ل"الوطن" أمس، أنه سيرفع للوزارة دراسة لإنشاء كبارٍ بطريق نجران - يدمة، مشيراً إلى أنه تم الرفع بطريق السبيل للوزارة للاعتماد. كما شهدت أودية يدمة، ووسط، والصحن، وطلحام، وسويدان، والسبيل، احتجازأكثر من 10 أسر داخل سياراتهم، بسبب السيول، وتدخل عدد من المتطوعين لإخراجهم. وفي محافظة ظهران الجنوب، هطلت أمس أمطار غزيرة على المحافظة ومراكز الحرجة والفيض والحمرة وحصن الحماد والغايل والربوعة مصحوبة بثلوج كثيفة، سالت على أثرها الأودية والشعاب. وأدى استمرار هطول الأمطار لعدة ساعات إلى تجمع للمياه وتساقط الصخور والأتربة في مواقع مختلفة من طرق المحافظة والمراكز التابعة لها، وتوقف حركة السير في مركز الحرجة وراحة سنحان. وبادرت معدات البلدية بتنظيف الطريق الدولي من المياه، وإزالة الصخورالمتساقطة. بدوره، أكد نائب الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني بعسير المقدم أحمد عواض العسيري قيام فرق من إدارة الدفاع المدني بظهران الجنوب بجولات ميدانية في المواقع التي شهدت أمطارا غزيرة، ولم تسجل عمليات الدفاع المدني أية حوادث تذكر. وشدد العسيري على ضروة أخذ الحيطة والحذر من البقاء في بطون الأودية أو ارتياد البرك للسباحة. كما هطلت أمطار من متوسطة إلى غزيرة بعد ظهر أمس على أجزاء متفرقة من محافظة سراة عبيدة، وتساقطت بعض الصخور على الطريق الدولي خميس مشيط- نجران باتجاه اليمن، وتحديداً على مفرق وادي العمل وعنم. وأبلغ شيخ آل حيان جابر بن كردم "الوطن" بأن وادي "ذبح" لايزال يسيل منذ أربعة أيام متأثراً بالأمطار المحلية في تهامة قحطان والمنقولة من محافظة صعدة وباقم اليمنية، وأن المزلقان الرابط بين الفرشة ومركز الربوعة وأجزاء من تهامة قحطان يجبر عابريه على التوقف عدة ساعات يومياً. إلى ذلك، نجا أربعة مقيمين بعدما انزلقت سيارتهم في وادي عنم، فيما قدمت لهم فرقة الهلال الأحمر الإسعافات الأولية. ونتج عن الحادث تلفيات بالمركبة. من جهة أخرى أوضح نائب الناطق الإعلامي للدفاع المدني بعسير المقدم أحمد عواض، أن الدفاع المدني بمركز العرين تلقى بلاغاً أمس، عن احتجاز 5 عمال في سيارتهم بوادي السائب بمركز الأمواه، وعلى الفور انتقلت فرقة من مدني العرين بقيادة الرائد سعد علي مستور، وجرى إنقاذهم، ونتج عن عملية الإنقاذ إصابة الرائد سعد، والعريف عبدالله دغش، والجندي أول طلال علي، والمواطن فهد حمد مناع الذين حاولوا مساعدة رجال الدفاع المدني، وبين عواض، أنه جرى نقل رجلين من الدفاع المدني والمواطن إلى مستشفى خميس مشيط. وأشار عواض إلى أن طائرة شاركت في عملية الإنقاذ، إلا أن سوء الأحوال الجوية وكثرة الأمطار حالت دون إكمال مهمة عمل الطائرة. من جهة أخرى، قال محافظ تثليث محمد مشحن الغثيم، أن الأمطار احتجزت أشخاصا داخل مركبتهم في وادي الحنثرية.