سرد لاعب فريق الرياض، الدولي المعتزل ناصر الدوسري الشهير ب(سدوس) تاريخه الكروي الممتد لربع قرن، وسرد بعض ذكرياته قبل تكريمه غدا من قبل عضو شرف النادي ماجد الحكير، وكشف في حواره مع "الوطن" أسباب تأخر تكريمه بعد سنوات من اعتزاله اللعبة، والعروض التي تلقاها محليا وخارجيا ولم تلق قبول إدارة ناديه التي رفضت رحيله رغم قوة تلك العروض، وتطرق إلى حضوره مع المنتخبات السعودية والعصر الذهبي الذي عاشه الرياض في منتصف التسعينات الميلادية. ودعت الكرة منذ مواسم، لماذا هذا التأخير في إقامة حفل التكريم؟ ظروف النادي ومشاكله الدائمة وتغير الرؤساء وتعددهم ساهم في تأخره حتى تكفل عضو الشرف ماجد الحكير به. ولكن الفارق سيكون كبيرا بينك وبين ماجد عبدالله الذي كرم أمام ريال مدريد؟ هناك فارق كبير بين جماهيريته وشعبية ناديه النصر وبين نادي الرياض، لكن مبادرة شرفيي الرياض بتكريمي فريدة من نوعها، والأهم أن مسؤولي النادي شعروا بي. هل تعد أسطورة ناديك؟ نعم، نظرا للسنوات التي لعبتها معه وشاركته في بطولاته وأفراحه وأحزانه. بقيت نجوميتك حبيسة نادي الرياض، ألم تصلك عروض لمغادرته إبان توهجك كأبرز لاعبي الكرة السعودية؟ جاءتني عروض عدة من الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وعندما عسكرنا في اليونان استمر ناد في مطاردتي هناك حتى في مواعيد النوم، وعندما رافقت الأمير الوليد بن بدر في رحلة إلى الولاياتالمتحدة شاركت ضمن فرق الجامعات هناك ضد أندية أميركية وقدمت لي عروض اشتملت على تأمين الرعاية الكاملة وتأمين مقعد دراسي مجاني في إحدى الجامعات الأميركية إلا أن إصرار عضو مجلس الإدارة الراحل محمد العلي على عودتي حالت دون قبول العرض، ومحليا كان أقوى عرض من الاتحاد الذي قدم لي شيكا مفتوحا رفضه الرياض. في عهد إدارة الأمير فيصل بن عبدالله بن ناصر حقق النادي كأس ولي العهد 1994 وحل وصيفا 1995 وحقق بنفس العام بطولة كأس الاتحاد، ما سر تلك الانتصارات الغائبة حاليا؟ الأمير فيصل قدم لنا كل شيء، منح سيارة لكل لاعب، وكانت مرتباتنا ومكافآتنا تصرف دون تأخير، وفي السنوات الأخيرة تعاقبت الإدارات على النادي، وكانت كل منها تفتش عن أخطاء سابقتها فكانت النتيجة سقوط الرياض المرير. رغم مهارتك الكبيرة، لم تعمر طويلا في المنتخبات؟ أبعدتني الإصابات كثيراً عن المشاركات الدولية منذ أن مثلت منتخب الناشئين في سنغافورة ومنتخب الشباب في المغرب وتصفيات كأس العالم 90، وكذلك معسكر تصفيات كأس العالم 94، وأتذكر في أحد المعسكرات أنني أصبت بتورم مفاجئ في القدم ونصحني أحد المشايخ بترك الكرة بعدما أخبرني أنني مصاب (بالعين). حضرت بشكل لافت في البطولة العربية للشرطة في بغداد 1985 مع يوسف الثنيان وحققتم البطولة، كيف تتذكر تلك البطولة؟ كانت الجماهير العراقية تترقب مشاركة المنتخب السعودي لمتابعة مهاراتنا كثنائي، وبالمناسبة علاقتي مع الثنيان تمتد لأكثر من 25 سنة وكان يحضر للحواري ويشاهد بعض مبارياتي مع فريق الرياض قبل أن يسجل في الهلال. ماهي المباراة التي تتذكرها جيدا؟ نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال 1995 وكسبه الهلال بهدف سامي الجابر، حيث استبعدت من التشكيلة الرئيسة قبل اللقاء بدقائق من قبل المدرب البرازيلي خوزيه زوماريو رغم جاهزيتي التامة، وفي لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع في دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1996 أمام الاتفاق شاركت وكسبنا برباعية نظيفة، وصنعت ثلاثة منها وسجلت هدفا، وقال لي زوماريو بعدها "ظلمتك بعدم إشراكك أمام الهلال"، كما لا أنسى تحقيقنا كأس ولي العهد 1994 أمام الشباب. كثيرون لا يعرفون لماذا تلقب ب"سدوس"؟ القصة تعود لجدي لوالدي رحمه الله إذ كان يقوم برحلات متتابعة من وادي الدواسر لبلدة سدوس الشهيرة بغرض التجارة، وأطلق عليه أهل الوادي اللقب، ومن ثم التصق بالعائلة.