هجر طائر حمام الحرم الفنادق الفخمة المجاورة للمسجد النبوي إلى مناطق متعددة بالمدينةالمنورة، بعدما قل إطعامه من قبل المحسنين ووضع ملاك المباني السكنية المجاورة المسامير الحادة لتجنب وقوفها على شرفات تلك المباني. وبحسب مختصين وبائعي أكل الحمام لم يعد هناك اهتمام بحمام الحرم سوى موسم قدوم الحجاج والمعتمرين. وتقول بائعة حب الحمام خديجة آدم في تصريح إلى "الوطن" إنها منذ أكثر من 20عاما تبيع حبوب الحمام حول الحرم وتحقق مكاسب طيبة لكن في السنوات الأخيره لم يعد المتصدقون مثل الأعوام السابقة حيث تنتظر يوم وأكثر حتى تبيع كيس بمبلغ بسيط لزائر للمسجد النبوي يتصدق به على طائر الحمام. وأضافت خديجة أن الحمام يضل يصدر أصواتا ربما تكون من الجوع واضطر أن أضع لها بعض الحبوب كصدقة وجلب للخير في المستقبل. وبينت خديجة أن حاجا من جنسية باكستانية اشترى بمبلغ 500 ريال حبا وقدمه أكلا لطائر الحمام كوصية من قبل أسرته للتصدق على حمام الحرم. واتفق عدد من بائعي الحب حول المسجد النبوي أن الدخل لا يوازي التعب والجهد الذي يعملون من أجله ساعات طويلة في اليوم الواحد لقلة الطلب من قبل زائري المسجد النبوي حيث يقول عدنان بابكير المختص بتربية الحمام لنحو30 عاما إن طائر حمام الحرم طائر في الأساس بري ولكنة سكن المناطق المجاورة حول الحرم وعاش على الصدقات التي توضع له من أكل وشرب منذ القدم وأطلق المجتمع والزائرون عليه مسمى "حمام الحرم" وأشار بابكير أن إطعام الحمام توارثه أهل المدينة جيل وراء جيل مشيرا إلى أن والدته تضع له الماء والحب على سطح البناية منذ أكثر من 60 عاما حتى اليوم. وبين عدنان بابكير أن سلالة حمام الحرم قوية ويخشاها جميع أصناف طائر الحمام حتى عند الإمساك بها يجدون أن عظامها ولحمها قوي بخلاف الأنواع الأخرى من الحمام . وقال إن هجرة حمام الحرم وتواجده في أمكان متفرقة في المدينة تعود إلى قلة الأكل والشرب الذي يجده حاليا حول المسجد النبوي وكذلك التوسع العمراني للمنطقة المجاورة ووضع بعض أصحاب الفنادق مسامير حادة الرؤوس حتى لا يتمكن طائر الحمام من الوقوع عليها . وأضاف بابكير أن حمام الحرم يقاوم الأمراض بشكل كبير خلاف الحمام البلدي ولا يمكن تربيته مثل الحمام الآخر لطبيعته البرية الخشنة، مشيرا أنه حاول تربية حمام الحرم مع الحمام الموجود لديه لنحو ثلاثة أشهر إلا أنه فشل في ذلك رغم أن أسرته اشتهرت بتربية الحمام منذ 60عام. ويكشف المقيم إياد محمد ل"الوطن" معاناته منذ أربع سنوات مع الحمام أو ما يطلق عليه" حمام الحرم "الذي بني عشه–حسب قوله-على نافذة دورات المياه من الخارج وقال إنه ضل يراقب الحمام مع زوجته لمدة 20 يوم تقريبا حتى تنتهي فترة حضانة البيض. وأضاف خلال تلك الفترة تنطلق حشرات مخيفة نحو المنزل من عش الحمام بالإضافة إلى الرائحة الكريهة داخل ردهات المنزل. وبعد أن يتمكن فرخ الحمام من الطيران أقوم بهدم العش ورشة بأنواع عديدة من المبيدات وكذلك وضع لاصق حول النافذة دون جدوى وبعض المسامير الحادة. مشيرا إلى أن الحمام يعيد الكرة مرة ثانية ومستمر على هذا الحال منذ أربع سنوات خاصة أني أسمع من يؤذي طائر حمام الحرم لن يبارك الله له في الدنيا.