بفرص متساوية، يدخل الشباب والأهلي مواجهتهما الحاسمة اليوم بثمن نهائي مسابقة كأس ولي العهد، وهما يدركان أنها التي لا تقبل القسمة على اثنين، وأنه لا بد من إعلان فائز وآخر مغادر. حساسية المباريات التي جمعتهما مؤخرا، حتما ستلقي بظلالها على أجواء مواجهة اليوم التي تضعف معها فرص التعويض، خصوصا وأن الحالة الفنية والمعنوية التي يتمتع بها الفريقان، تمنحهما دعما كبيرا من أجل الإطاحة بالآخر، ويصعب تكرار سيناريو مباراة دوري المحترفين التي انتهت بالتعادل الإيجابي، فالظروف المحيطة بالفريقين، اختلفت لدرجة كبيرة، ما يزيد من حجم التوقعات التي تحدثت عن السيطرة على منطقة المناورة كونها تزخر بالعديد من اللاعبين المميزين في الأداء الجماعي والفردي. التحضير النفسي يعول مدربا الفريقين (برودوم الشباب، وياروليم الأهلي) كثيرا على تحضير لاعبيهم ذهنيا ونفسيا بشكل مثالي من خلال تكثيف المحاضرات النفسية وأخرى تلفزيونية تكشف مكامن القوة والضعف في الفريق الآخر. وكلاهما أي المدربين يطمح إلى أن تحمل صافرة البداية ما يطمئنهما أكثر على الحالة المعنوية للاعبيهم في أرض الملعب، وكيف ستكون مجريات المباراة، فتطبيق الواجبات التكتيكية وكذا التعليمات الفردية، لا يمكن ضمان نجاحها إلا بعمل المبادرة أولا، ومحاولة هز الثقة لدى المنافس في وقت مبكر. التحدي الجديد لن يتجاهل لاعبو الفريقين، لغة "التحدي" التي ظهرت مؤخرا في لقاءاتهما، وكيف تسببت في اشتعال التنافس لدرجة كبيرة، وبدأ كل طرف يأخذ حسابا للآخر بصورة مختلفة عن الماضي، مهما تكن وضعيته الفنية داخل ملعب المباراة. وبمجرد وجود لاعبين من الأهلي والشباب في ملعب واحد، يؤكد أن الإثارة ستكون حاضرة وأن الندية ستصل لقمتها، وبالتالي ستكون المتعة هي عنوان لمباراتهما التي بقيت تصنف ضمن مواجهات الوزن الثقيل. "الانسجام" ورقة أهلاوية الانسجام "المثالي" بين لاعبي الأهلي طوال المباريات الماضية، أضاف للفريق قوة أخرى، ودفعه إلى أن "يتجرأ" كثيرا في التقدم هجوميا، ومزاحمة فرق صدارة دوري زين بكل جدارة.. تكامل الأدوار في خطوط الأهلي، يعتبر أهم مفاتيح الخطورة الفعلية وهو ما حقق الفريق على إثره انتصارات متتالية، جعلته متسيدا كرسي الصدارة مع آخر المباريات، كما منحته هذه الحالة (الانسجام) ترشيح الكثيرين بأن يكون الأهلي هو العنصر الثابت في المنافسة على جميع البطولات. الثقة سلاح شبابي امتلاك لاعبي الشباب لثقافة الفوز والمنافسة، أثمرت في نهاية الأمر أن يكون الفريق أحد أضلاع المنافسة على جميع البطولات، وأصبح مرشحا قويا لخطف الألقاب، وهذا ما يصعب مهمة الأهلي اليوم ويحد من خطورة لاعبيه، فالشباب زاخر بنجوم قادرة على التكيف سريعا مع أجواء المباراة بفضل "الثقة" في النفس وفي القدرات الجماعية. مفاتيح الخطورة الجماعية المثالية التي يمتلكها الفريقان، تحفز اللاعبين أصحاب المهارة والفكر على استغلال هذه الوضعية وتسخير مواهبهم في ترجمة الفرص المتاحة، وهو ما يتمتع به كماتشو وتيسير الجاسم في الأهلي، وفيرناندو وجيباروف في الشباب، فهذا الرباعي بارع في إحداث الخطورة سواء بتمريرة أو تسديدة أو توغل في العمق الدفاعي. مباراة الأطراف ستكون هناك مباريات خاصة في أطراف الملعب أبطالها ظهيرا الجنب في كل فريق، فالأسطا سيصطدم بالظهير الأيمن في الأهلي كامل المر، ومنصور الحربي في الأهلي سيكون في مواجهة مباشرة مع عبدالله شهيل.. هذه المواجهات المباشرة، ستكون الغلبة فيها لمن يحسن اختيار التوقيت المناسب لعمل المباغتة، والدخول في مناطق الخطر عبر التحرك دون كرة، أو استغلال المهارة والسرعة للتخلص من المواجهة المباشرة. وستكون المساندة المتوقعة لأطراف الملعب من لاعبي الوسط، ذات فاعلية مميزة وتعتبر من أهم الحلول التكتيكية، التي يفاجئ بها المنافس، ما يعني أن أهمية المساندة من أطراف الملعب من خلال التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، ستكون أحد الحلول في مهاجمة المنافس بكرات عرضية وبينية، لما لها من أهمية في فك أي تكتلات دفاعية. استغلال أنصاف الفرص بمجرد أن يكون هناك مهاجمون بحجم فيكتور والحوسني في الأهلي، والشمراني في الشباب، فهذا يعني أن هناك موعدا مع التهديف وهز الشباك بطرق متنوعة، نتيجة القدرات التهديفية المميزة لديهم، وكذلك نتيجة لسرعة البديهة في التفاعل مع الكرات القصيرة والطويلة، مستفيدين من عنصري السرعة والمهارة التي تحفزهم لاستغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف. "الثابتة" خط أحمر سيحرص مدربا الفريقين على تذكير لاعبيهم تجنب ارتكاب الأخطاء المباشرة على حدود المنطقة لمعرفتهما المسبقة، بأن مثل هذه الكرات الثابتة، ستتحول إلى خطورة بالغة وتهديدا كبيرا على المرمى، بفضل تواجد كماتشو صاحب التميز في الملاعب السعودية مع الكرات الثابتة، ويأتي من بعده ابن جلدته فيرناندو، لذلك يتوقع أن يكون جزء كبير من التوجيهات الخططية يخص خطورة ارتكاب الأخطاء القريبة على المرمى. تقوية العمق ارتفاع الانسجام بين مدافعي الأهلي زاد الخط الخلفي قوة وصلابة فتقلصت الهفوات الكثيرة التي عرف بها دفاع الفريق في السابق، ساعدهم في ذلك، تواجد محوري ارتكاز يمتلكون الحيوية والنشاط والقوة ممثلا في معتز الموسى وتيسير الجاسم. وفي الشباب يبدو تفاريس أقل اللاعبين تفاعلا، لذا تبدو مشاركته ضئيلة في ظل تواجد نايف القاضي ووليد عبدربه خصوصا وأن الأخيرين أكثر دراية بهجوم الأهلي كونهما لاعبين سابقين بصفوفه، كما أن لديهما الحافز الأكبر في المباراة وتحديدا في التصدي للخطورة الأهلاوية.