استحق فريقا الأهلي والاتفاق الأفضلية لفرق دوري زين السعودي في جولته الثالثة إثر المستوى الفني اللافت، الذي رجح كفتهم بشكل كبير، ومنحهم ثلاث نقاط كاملة أمام منافسيهم فريقي نجران والاتحاد، وجاء فريق الشباب ثالثاً بحسب ما بذله لاعبوه ميدانياً أمام القادسية، وتمكنوا من خطف النتيجة بهدف وحيد، ويأتي الهلال رابعاً في التقويم الفني إثر تقديم لاعبوه لمباراة متوسطة، كسبوا فيها الأهم وهي الثلاث نقاط من أمام مستضيفهم التعاون، ولم تشهد بقية المباريات التي جمعت الفيصلي مع النصر، والفتح مع الرائد، إضافة إلى هجر مع الأنصار أية مستويات لافتة. الأهلي الأفضل الفريق الأكثر إقناعاً من الناحيتين الفنية والتهديفية، استحقها فريق الأهلي في هذه الجولة نظير السرعة الكبيرة في بناء الهجمات، وسرعة الارتداد، من الشق الدفاعي إلى الهجومي، معتمدين على المهارة وتقارب اللاعبين، خصوصاً في منطقة المناورة، إضافة للسرعة والتحرك في المساحات، للثنائي الخطير عماد الحوسني وفيكتور سيموس، فالروح العالية والتركيز المثالي، الذي كان عليه لاعبو الأهلي منحهم زيارة مرمى نادي نجران في أربع مناسبات، كانت قابلة للزيادة لولا التمركز الجيد من حارس مرمى نجران جابر العامري، فالرتم السريع للاعبي الأهلي «أربك» لاعبي نجران كثيراً، وأحرجهم في العديد من الدقائق، حتى أصبح وسط نجران ومدافعوه في موقف غير جيد، أوقعهم في هفوات كثيرة، استغل البعض منها، وكان العامري بالمرصاد للبعض، سرعة لاعبي الأهلي، وانتشارهم المثالي فوق البساط «الأخضر» قد يستمر لمباريات معينة، إلا أن هذا «الرتم» العالي له عواقب يجب على المدرب وضع الاحتياطات اللازمة لأي طارئ. جماعية الاتفاق واصل فريق الاتفاق تمسكه باللعب الجماعي للمرة الثالثة في دوري زين السعودي، ومع هذا التمسك نال الفريق ثلاث نقاط كاملة، ومن أمام منافس قوي كفريق الاتحاد، ووضح الانسجام ما بين خطوط الفريق خلال هذه المباراة، وهو ما منع الفريق الاتحاد الزاخر بلاعبي الخبرة على المستوى المحلي والأجنبي، من تسجيل أية خطورة فعليه تذكر، ومع هذه الجماعية في الأداء فإن الاتفاق مرشح بقوة بأن يكون قريباً من الصدارة، ويحتاج لاعبو الاتفاق مزيداً من المحاضرات النفسية من أجل تجاوز ضغوطات منافسة فرق الصدارة، خصوصاً وأن اللاعب الاتفاقي لم يتعامل في الماضي مع منعطفات التنافس على مركز البطولة، ومتى ما تجاوز هذه «المعضلة» فإن ظروف الفريق مهيأة للتنافس على صدارة الدوري لجولات عديدة. «تسرع» الشباب سقط لاعبو الشباب في «فخ» التسرع خلال مباراتهم أمام القادسية، وكاد أن يكلفهم نقاطاً مهمة في أولى درجات المنافسة، خصوصاً ووضع فريق القادسية «مغرياً» لتسجيل نتيجة كبيرة، إلا أن التسرع في بناء الهجمة، والتسرع في تسجيل الهدف «أوقع» اللاعبون في الكثير من الأمور السلبية، مثل التمرير الخاطئ والتمركز الغير مثالي، إضافة إلى التسديد العشوائي، وهذا ما منح لاعبو القادسية، ومع مرور دقائق الشوط الأول دفعه معنوية كبيرة، بأن الشباب غير قادر على الوصول للمرمى، ومع هذا الوضع بدأ الفريق القدساوي «شن» الكرات المرتدة، التي كادت أن تكلف الشباب الكثير من المصاعب، لو تم هز شباك وليد عبدالله من أحدها، وما يزال الفريق الشبابي يعاني كثيراً في عمق وسط الملعب على رغم وجود عمر الغامدي، والمحترف فرناندو. الهلال وضياع الفرص يواصل مهاجمو الهلال ضياع الفرص القريبة من مرمى منافسيهم، وهو ما قد يكلف الفريق مزيداً من المصاعب، بالذات أن سيطرة الفريق على منطقة المناورة، واقترابه الدائم من المساحات الخطرة لدى منافسيهم، يحتم استغلاله بالشكل المثالي، وليس كما هو حاصل بالتفريط كثيراً بالفرص القابلة للتسجيل، ويمتلك الفريق «الأزرق» حظوظاً قوية بالعودة في تقديم المستويات الفنية الكبير، متى ما ارتفعت نسبة الانسجام ما بين لاعبيه، خصوصاً في شقي الوسط والهجوم، وهذا ما سيلاحظ عليه خلال الجولات المقبلة، بالذات أن ثاني الاختبارات الباكرة للفريق سيكون مع مباراته المقبلة أمام أفضل فريق حالياً فريق الأهلي، وستكون هذه المباراة بمثابة «المنعطف» الهام في مسيرة الفريق التنافسية. مباريات من دون نكهة لم تشهد المباريات التي جمعت هجر والأنصار، والفتح مع الرائد، والفيصلي مع النصر أي تصاعد فني يستحق الإشادة، أو يستحق التوقف عنده كثيراً، «فالرتم» للمباريات كان من دون المتوسط، ورد الفعل لم تكن حاضرة بالصورة المطلوبة، التي تدفع اللاعبون لبذل قصارى جهدهم خلال شوطي المباراة، ومالت هذه المباريات للرتابة متأثرة بكثرة الكرات المقطوعة، إضافة لكثرة التوقفات بسبب صافرة الحكم، لذلك غاب الأداء الفني، وغابت الخطورة، ومعها تقلصت الأهداف إلى 3 أهداف فقط، كانت هي حصيلة تعادل الفيصلي مع النصر بهدف في مقابل هدف، وفوز هجر على الأنصار بهدف في مقابل لا شيء.