تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في جمعة الجيش السوري الحر، فيما صعدت روسيا لهجتها حيال الغربيين مؤكدة رفضها لأي تحرك واسع ضد نظام دمشق. وقبل التظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة تحت شعار مختلف، انتشرت قوات الأمن بكثافة في عدة مدن، خاصة في درعا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "متظاهرا استشهد في بلدة كفرنبل في محافظة إدلب إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية"، مشيرا إلى أن نحو 20 ألف متظاهر هتفوا بإسقاط النظام في هذه المنطقة. وفي حماة، استشهد فتى يبلغ من العمر 17 عاما إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن المتمركزة في القلعة باتجاه حي الجسر. وفي بانياس قال المرصد إن "ثلاثة عناصر من الجيش السوري انشقوا واشتبكوا مع دورية أمنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الأحياء الجنوبية مما أدى إلى إصابة عناصر الدورية بجراح وفرار العناصر المنشقة خارج المدينة". وتحدث المرصد عن تظاهرة ضمت نحو 15 ألف شخص في دوما قرب دمشق حيث "جرت اشتباكات بين قوات الأمن ومنشقين" عن الجيش. وتظاهر آلاف آخرون في تدمر في محافظة حمص حيث جرح مدنيان بقذيفة أطلقت من سيارة تابعة للأشغال العامة. وفي دير الزور ودرعا جرح خمسة متظاهرين. وقال المرصد إن "قوات الأمن السورية نفذت حملة مداهمات واعتقالات في مدينة جاسم أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص على الأقل". وفي مواجهة تصميم النظام على سحق المحتجين، أعلن المجلس الوطني السوري في بيان أمس أنه اتفق مع الجيش السوري الحر على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما "بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية". ومن هذه الإجراءات التنسيقية التي أوردها البيان إنشاء "مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف "التواصل المباشر" وإقامة "حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين" الذين يؤيدون الثورة، و"التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية". وقال البيان إن "وفدا من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر أول من أمس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين". وأضاف أن وفدي الهيئتين "ناقشا بشكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع قائده العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته". ومن جانبه قال أرفع ضابط سوري ينشق وينضم إلى صفوف المعارضة إن انشقاق الجنود ينهك الجيش، لكن المتمردين قد يحتاجون إلى عام لإسقاط بشار الأسد. وذكر اللواء مصطفى أحمد الشيخ أن ما يقرب من 20 ألف جندي أغلبهم من السنة انشقوا على الجيش على الرغم من الإجراءات الصارمة، لكن أكثرهم يحاول الإفلات من الوقوع في أيدي الشرطة السرية بدلا من قتال قوات الأمن. وقرر المحتجون تنظيم تجمعات عدة تكريما للصحفي الفرنسي جيل جاكييه الذي قتل الأربعاء الماضي في حمص بينما كان يقوم بتحقيق مع مجموعة من الصحفيين. وفي باريس حيث وصلت جثة الصحفي أعلن القضاء الفرنسي أنه فتح تحقيقا في مقتل الصحفي الفرنسي في سورية بتهمة القتل العمد. وكانت صحيفة "لوفيجارو" قالت أمس إن الرئاسة الفرنسية تشتبه في "عملية تضليل" قد تكون السلطات السورية متورطة فيها أدت إلى مقتل الصحفي الفرنسي. وأكدت الصحيفة أن "مصدرا قريبا من الرئيس الفرنسي" نيكولا ساركوزي صرح لها "إننا نرجح التضليل"، مشددا على أن ليس هناك "أدلة" في هذه المرحلة. وفي سياق متصل قال مصدر في شركة روسية مقرها سان بطرسبرج أمس إن سفينة تشغلها الشركة وتحمل "شحنة خطيرة" وصلت إلى سورية وذلك بعدما تم احتجازها قليلا خلال توقفها في قبرص للتزود بالوقود. وأحجم المصدر عن التعليق على تقارير لوسائل إعلام روسية وقبرصية أفادت بأن السفينة تشاريوت التي أبحرت من سان بطرسبرج يوم 9 ديسمبر تحمل شحنة من شركة روس أوبورون اكسبورت الروسية لتصدير الأسلحة.