دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، ا ف ب ، رويترز- تظاهر امس عشرات الآلاف من السوريين في «جمعة الجيش السوري الحر»، في مختلف المحافظات، وفي العاصمة دمشق، للتعبير عن دعمهم للعسكريين المنشقين وعن معارضتهم للنظام على رغم القمع المستمر. وقالت هيئة تنسيق الثورة السورية ان 14 شخصاً على الاقل قتلوا في مواجهات بين الجيش والمتظاهرين، بينهم طفلان. واتسعت رقعة التظاهرات وامتدت الى عشر محافظات ومدناً رئيسية بينها حماة وحمص وادلب كما خرجت تظاهرات في احياء القابون وبرزة والقدم والميدان في دمشق. وحصلت اكبر التظاهرات في حمص وادلب. واحرق المتظاهرون في حمص صوراً لرئيس بعثة المراقبين العرب الفريق احمد الدابي. وبين اليافطات التي رفعت في حمص «نبيل العربي يتحدث الى انور مالك: لو كنت اعلم ان ضميرك ما زال حياً لما ارسلتك الى سورية». وانور مالك هو المراقب الذي استقال بعد اتهامه النظام بالتجسس على المراقبين وعدم تسهيل عملهم. ورد مالك امس على بيان الدابي الذي جاء فيه ان مالك لم يشارك فريق المراقبين بالنزول الى الميدان، فقال انه كان اول من رافق الدابي الى حي بابا عمرو خلال الزيارة الاولى التي قام بها الفريق الى هذه المدينة المحاصرة حيث التقى المحافظ. وظهرت صوره آنذاك على شاشات المحطات الاخبارية، ومنها التلفزيون السوري. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان شخصاً قتل في بلدة كفرنبل في محافظة ادلب. وفي حماة قتل فتى في السابعة عشرة اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن المتمركزة في القلعة باتجاه حي الجسر. وفي بانياس قال المرصد ان ثلاثة عناصر من الجيش السوري اشتبكوا مع دورية امنية قرب مدرسة عماد عرنوق في الاحياء الجنوبية وفي حمص استهدف منشقون عن الجيش ناقلة جند. في هذا الوقت اعلن «المجلس الوطني» انه اتفق مع «الجيش السوري الحر» على تعزيز التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية» وذلك خلال اجتماع موسع عقد بين الجانبين اول امس الخميس وترأس وفد المجلس رئيسه برهان غليون وشارك من «الجيش الحر» قائده العقيد رياض الاسعد ونائبه العقيد مالك الكردي. وذكر بيان اصدره المجلس انه تقرر انشاء مكتب ارتباط ل «المجلس الوطني» لدى «الجيش الحر» بهدف التواصل المباشر واقامة حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون الثورة والتعاون في مجال النشرات والبيانات الاعلامية. ومعروف ان مسألة دعم «الجيش السوري الحر» هي بين المسائل التي تشكل مصدر خلاف بين اطراف المعارضة وخصوصاً بين «المجلس الوطني» و»هيئة التنسيق». ونقلت وكالة «رويترز» عن العماد المنشق مصطفى احمد الشيخ ان اكثر من 20 الف جندي، معظمهم من السنّة، انشقوا حتى الآن عن الجيش السوري، على رغم «المراقبة الحديدية» المفروضة عليهم. ووصفت الوكالة الشيخ بأنه ارفع ضابط ينشق عن الجيش السوري حتى الآن. وقال في الحديث الذي اجري معه من مقر اقامته في جنوب تركيا انه قرر ترك موقعه في قيادة القوات البرية في حلب بعدما علم بحادثة اغتصاب جماعي ارتكبتها مجموعة موالية للنظام ضد فتاة في العشرين من العمر كانت مخطوبة لأحد الشباب الناشطين في المعارضة قرب حماة. واعترف بان الثورة السورية ستحتاج الى وقت اطول من ثورات تونس وليبيا ومصر كي تنجح، لأن النظام السوري لا يزال يحظى بولاء قوات مدربة بشكل جيد ومجهزة تجهيزاً متقدماً، ومعظم هؤلاء من الطائفة العلوية، كما قال. والعماد الشيخ من محافظة ادلب. وقال ان معظم الجنود الذين انشقوا لم يحملوا السلاح ضد الجيش النظامي وكان هاجسهم الاساسي هو تجنب الوقوع في الاسر من قبل الشرطة العسكرية المكلفة بمنع قيام حالات انشقاق. وقدّر عدد القوات الموالية للنظام التي يعتمد عليها لقمع الانتفاضة ب 280 الفا، بمن فيهم الذين يخضعون للخدمة العسكرية الاجبارية. وقال ان معظم الانشقاقات حصلت ضمن مجموعات محلية صغيرة، غير انه بمجرد شعور الجنود ان هناك قراراً دولياً باسقاط النظام فان الانشقاقات ستتزايد. واضاف ان المناطق الآمنة يمكن ان تساعد على ذلك لأن وحدات كاملة يمكن ان تنشق في هذه الحالة والنظام سيسقط بسرعة اكبر. من جهة اخرى اعلن القضاء الفرنسي انه فتح تحقيقا في مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في حمص واشارت هيئة التلفزيون الفرنسي الى «امور مريبة» في ملابسات مقتله ومنها ان العسكريين السوريين الذين كانوا يرافقون الفريق الصحافي انسحبوا فجأة قبل تعرض الفريق لاطلاق قذائف، كما ان السلطات السورية هي التي كانت تعرف وحدها بوصول الصحافيين الى حمص. وانتقدت موسكو امس التعديلات الغربية على مشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سورية معتبرة ان هدفها اجراء تغيير في النظام في دمشق. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «للأسف، الرؤية الغربية تتعارض مع رؤيتنا. بالنظر الى التعديلات التي عرضوها علينا هدفهم هو التوصل الى تغيير نظام الاسد.