تظاهر عشرات الآلاف في سورية أمس في «جمعة الجيش الحر يحميني» وذلك وسط مواجهات واشتباكات عنيفة بين قوى الأمن ومنشقين عن الجيش ومحتجين في مدن عدة من بينها حمص وأدلب ودير الزور. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما لا يقل عن 25 قتلوا أمس في حي دوما في دمشق ومحافظات حمص ودرعا ودير الزور، فيما استمرت المواجهات بين الأمن ومنشقين في حمص والمدن المحيطة بها. في موازاة ذلك، نفت السلطات السورية وقوع قتلى في دير الزور وحمص وحدوث اشتباكات في برزة قرب دمشق خلال تظاهرات أمس. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ستة مدنيين بينهم ثلاثة في محافظة حمص وآخر في دير الزور وشاب في ريف درعا وفتى في ريف دمشق قتلوا صباح أمس. وخرجت التظاهرات الاحتجاجية تلبية لدعوة اطلقها ناشطون سوريون دعماً منهم للجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وانضموا إلى «الجيش السوري الحر» الذي تزايدت في الآونة الأخيرة هجماته على القوات الحكومية. ففي شمال غربي البلاد، ذكر المرصد أن «تظاهرة حاشدة خرجت من مساجد عدة في مدينة معرة النعمان وفي بلدات سرمين وحزانو والتح وتفتناز تطالب بإسقاط النظام»، مشيراً إلى «استمرار انقطاع الإنترنت والاتصالات الخليوية عن معرة النعمان لليوم العاشر على التوالي». كما شهدت حمص «انتشاراً أمنياً كثيفاً قبل صلاة الجمعة على الحواجز العسكرية في معظم شوارع المدينة كما شهدت بعض الأحياء تعزيزات عسكرية كبيرة»، وفق المرصد. وأضاف المرصد أن «التظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة من أحياء عدة شارك فيها الآلاف هاتفين للشهيد وإسقاط النظام كما اطلق الأمن الرصاص في أحياء عدة حيث أصيب ثلاثة أشخاص احدهم في حالة خطرة في شارع القاهرة». وأشار المرصد إلى أن «قوات الأمن نفذت حملة مداهمات واعتقالات في قرية الفرقلس (ريف حمص) أسفرت عن اعتقال 37 مواطناً». وقال ناشطون إن قوات الأمن واصلت امس الاشتباك مع عدد من المنشقين في مناطق في محافظة حمص من دون أن توضح ما إذا كان سقط قتلى جراء هذه المواجهات. وفي ريف دمشق، أوردت لجان التنسيق المحلية «خروج تظاهرة حاشدة في كناكر وفي داريا تهتف للجيش الحر وبإسقاط النظام كما خرجت تظاهرة تهتف بإسقاط النظام». وغرباً «خرجت تظاهرة حاشدة من جامع الإيمان في جبلة فقامت قوات الأمن والشبيحة بملاحقة المتظاهرين» وفق اللجان. وبث التلفزيون السوري لقطات لتظاهرات خرجت في عدد من المناطق السورية «تأييداً للرئيس السوري بشار الأسد وتعبيراً عن رفض الشعب قرار جامعة الدول العربية تجاه سورية وتمسكها باستقلالية القرار الوطني وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سورية». إلى ذلك، أشارت الوكالة الرسمية امس إلى سقوط اثنين من عناصر وحدة الهندسة في محافظة حماة «أثناء قيامهما بتفكيك عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة في حي الملعب البلدي»، مضيفة أن ثلاث عبوات «انفجرت في أحياء جنوب الملعب البلدي والقصور وشارع العلمين من دون وقوع إصابات، وأن عدداً من عناصر قوات حفظ النظام أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في حي الأربعين في مدينة حماة». وفي إدلب، تحدثت «سانا» عن سقوط الطفل ثائر عدنان عز (13 سنة) من أبناء بلدة تفتناز إثر تعرضه لانفجار عبوة ناسفة زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة على طريق معارة النعسان شمال تفتناز بينما كان يقوم برعي الأغنام». ونفت الوكالة الرسمية حدوث «اشتباكات في حي برزة» قرب دمشق، قائلة إن هذا الخبر «عار من الصحة تماماً وإن الحي يشهد هدوءاً وحياة طبيعية». وزادت الوكالة :»أن المواطنين من أبناء المنطقة يلمسون بأنفسهم كذب وافتراء هذه الأخبار والتي ترمي لإثارة الفوضى ضمن سياق حملة التحريض والمؤامرة التي تستهدف سورية». وكانت تظاهرات ليلية خرجت ليلة أول من أمس في عدد من المحافظات، تضامناً مع حمص. وبث ناشطون على مواقع الثورة السورية صوراً لتظاهرات مسائية في أحياء في حمص بينها البياضة وبابا عمرو والخالدية والغوطة. وبثت صور أخرى لتظاهرة في حي دير بعلبة تضامناً مع مدينة الرستن التابعة لحمص التي وقعت في محيطها اشتباكات عنيفة بين جنود نظاميين ومنشقين. وخرجت تظاهرة مسائية أخرى في حي جوبر بدمشق هتف المشاركون فيها لحمص. كما نظمت تظاهرات أخرى في درعا وفي بلدات نصيب وعتمان والحراك التابعة لها، وخرجت تظاهرات في القورية والميادين بدير الزور. ونظمت احتجاجات مماثلة في إدلب وفي جبل الزاوية وحزانو التابعين لها قرب الحدود مع تركيا، وتحدث ناشطون عن تجمعات مسائية أخرى في البوكمال عند الحدود مع العراق، وفي عندان بحلب وحرستا وزملكا بريف دمشق. وكان المرصد السوري قد أفاد عن مقتل اكثر من 50 شخصاً بينهم 13 مدنياً بالإضافة إلى 23 من قوات الأمن و15 عسكرياً منشقاً أول من أمس. وقال المرصد إن 12 مدنياً قتلوا في حمص بينهم أربعة في حي البياضة. وتحدث المرصد السوري أيضاً عن مقتل 15 عسكرياً منشقاً على الأقل في الرستن قرب حمص. وكان المرصد أشار في وقت سابق إلى حصول غارات «بالمدفعية الثقيلة» بعد مواجهات بين الجيش ومنشقين في المدينة. كما قتل شاب يبلغ من العمر 15 عاماً برصاصة طائشة خلال عملية تفتيش في محافظة درعا. وفي مدينة الحولة قرب حمص، قتل 11 عنصراًَ من قوات الأمن السورية في «مواجهات عنيفة» مع منشقين وفق المرصد، في حين ازدادت الاشتباكات خلال الأسابيع الماضية بين المنشقين والجنود النظاميين.