طالب النحات فيصل صالح النعمان بتجسيد منحوتاته كمجسمات جمالية في الميدان والطرقات بمدن ومحافظات منطقة الجوف أو المناطق الأخرى إيماناً منه باستغلال الموارد الطبيعية للمنطقة وإبراز الفن الجمالي للنحت الصخري، وإعطاء الفرصة لأبناء المنطقة للمشاركة في التنمية البلدية. وأشار إلى أن الأمر يصل إلى الإحباط في كثير الأحيان لقيام بعض البلديات بتزيين الميادين والطرقات عن طريق العمالة الأجنبية بأثمان باهظة بمواد كالمنخل والأسمنت والألوان والزخارف الإندونيسية أو غيرها، متمنياً أن يلتفت رؤساء البلديات إلى النحاتين ويستثمروا منحوتاتهم كقطع فنية تعكس الموروث الثقافي والجمالي للمملكة. من جانبه، رحب رئيس بلدية دومة الجندل فهد المشعان بمشاركة النحات فيصل النعمان في التصاميم للمجسمات البلدية، مؤكدا عقد لقاء معه ودراسة أعماله الفنية وإشراكه بالعمل بعد الاتفاق على الفكرة والأدوات المطلوبة. ويصف النعمان مشاركته الخارجية في معرض "سمبوزيوم البحرين الدولي الخامس للنحت" باليتيمة وأنها جاءت متأخرة لاحتكار المشاركات المهمة الدولية السابقة بمن يمثل المملكة خارجياً على أسماء محددة من النحاتين، والذي يؤدي إلى قبر إبداعه وغيره من النحاتين الهواة. ويهوى ابن الجوف النحت والتصميم على حجر الجندل وجذوع الأشجار، ويحولها إلى تحف فنية رائعة في غاية الإتقان والإبداع وذلك باستخدام أدوات كهربائية وأدوات بسيطة نوعاً ما، كما يستخدم حجر الجندل الشهير وبقايا سيقان وجذوع الأشجار المتوفرة بمنطقة الجوف بكثرة باعتبارها منطقة زراعية. ويضيف أن هواية النحت ولدت لديه عندما كان عمره 17 عاما، وكان يستهويه النحت والتشكيل في الخشب وسيقان وجذوع الأشجار ولكن هوايته لم تستمر بسبب نظرة المجتمع لصاحب الهوايات -حسب تعبيره- وانشغاله بأعمال أخرى وهو ما أصابه بالإحباط خاصة أن هوايته يدوية. ووجه النعمان رسالة للمبتدئين عبر "الوطن" مبينا أن من المهم أن يطوع الأشكال المراد نحتها أولاً على خامات يسهل عليه تطويعها كالصلصال مثلاً، أو الفلين ليعرف إمكانات التشكيل عنده، وأن يعطي المجسم حقه من الصبر، فالصبر أهم أدوات النحات ولا بد أن يعرف أن أي كتلة يأخذها من المجسم لا تعود، ولا بد أن يكون محبا لكل متاعب النحت وأن يكون موهوبا.