في الوقت الذي تشهد فيه المملكة محاولات من أطراف خارجية للنيل من وحدتها وتماسك شعبها، ومحاولة اللعب على ورقة الطائفية، واستغلال التنوع المذهبي الذي تنعم به البلاد، وشكل أولى لبنات توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ظهر العديد من الإثباتات والدلالات على ولاء الشعب لقيادته بكافة أطيافه وفئاته. ولم تكن تلك الشواهد إلا امتدادا لتاريخ طويل، ضربت خلاله المملكة قيادة وشعباً أروع الأمثلة على التلاحم الوطني، وحرية الممارسات المذهبية ضمن نطاق الشريعة الإسلامية منذ تأسيسها قبل أكثر من قرن مضى، وحتى اليوم، الذي تشهد فيه المنطقة توترات سياسية واجتماعية، قامت في معظمها على الفتن وإشعال الحروب الطائفية والعنصرية، وكان آخر تلك المحاولات، ما تعرض له رجال الأمن في مدينة القطيف "شرق السعودية"، من أحداث أُريد لها أن تكون إسفيناً يوقع بين الشعب والقيادة، لكن سرعان ما باءت تلك المحاولات بالفشل الذريع، فالعلاقة الممتدة بين أهل القطيف، والولاء لوطنهم وقيادتهم لم يكن وليد يومٍ وليلة، بل كان مبنياً على أساس راسخ، أسسته سياسة وحكمة الملك المؤسس، وأثبتتها شواهد تاريخية حول العلاقة المتينة بين مواطني القطيف وأعيانها، وملوك المملكة، الذين بايعوهم على الولاء والطاعة.