مع إعلان رؤية هلال شهر ذي الحجة و حلول فريضة التكبير المطلق ، أعلن البيان الملكي الكريم الذي انتظره و توقعه الشعب السعودي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله وليا للعهد ، ذلك القرار الذي جاء ونحن نردد :الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر كبيرا و الحمد لله كثيرا . فنايف الذي يعشقه كل عاشق لثرى المملكة و كل غيور على أمن الأنفس و الممتلكات والأخلاق ، هو صمام الأمان في المراحل الحرجة ، و الدرع المتين ضد المرجفين و الخونة ، و هو رجل الهيبة و القوة و الحزم ، و يجيء تعيينه في ظرف عصيب ووقت خاص ، يجيء و المملكة تتلقى التعازي في الفقيد العظيم سلطان بن عبد العزيز ، و يجيء و المملكة تستقبل أفواج حجاج البيت مع ما يتطلبه موسم الحج من تدابير إدارية و احتياطات أمنية ، يجيء تعيين نايف بن عبد العزيز معزيا في فقد أبي خالد فهو خير خلف لخير سلف ، و كما قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في حديث تلفزيوني عن فقيدنا الكبير أبي خالد رحمه الله : « إن غاب صقر فكلنا صقور « و هي الحقيقة التي أدركها و اطمأن لها الشعب السعودي منذ مبايعة المؤسس رحمه الله ، فقد وجدوا في أسرة آل سعود القيادة و الحنكة و الحكمة و الأخوة و المشاركة و الطموح و الصلابة ، فهم رجال دولة و صناع تاريخ و هم بالتفافهم حول بعضهم و حول شعبهم نموذج تاريخي فريد يشكلون حصنا من التلاحم و التكاتف ما تعجز عن اختراقه المؤامرات و تدابير المغرضين ، فالحمد لله كثيرا ، على مملكتنا الغالية و استقرارها المحكم ، الحمد لله على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله و أطال عمره – و على سداد رأيه و رباطة جأشه ، الحمد لله على إجماع هيئة البيعة في أول قراراتها ، و الحمد لله كثيرا أن قيض لمملكتنا الحبيبة أمر الرشد و عز أهل الطاعة و ثبات القرار و وضوح المسار ، ما جعل حساد المملكة و أعداءها يتخبطون في غيهم القاتم و أمانيهم المستحيلة و محاولاتهم اليائسة في نشر الشائعات و اختراع القلاقل فيتبعهم ولاة أمرنا شهابا رصدا ، بقرار حكيم يزيد لحمتنا تماسكا و استقرارنا ثباتا ، وفق الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين و أعانهم على إدارة شؤون الأمة ، و قيض لهم من إخوتهم و من أبناء شعبهم المخلصين المهتدين .