يتعرض الإنسان لكثير من المواقف والأحداث، كل حدث يترك أثرا في روحه، ويجعلها محملة بالتعب. في نهاية المطاف ينفضها وينهض، كما يحدث مع الطائر الأسطوري العنقاء "الفينيق" الذي امتاز بالجمال والقوة، وعندما يموت يحترق ومن بين رماد احتراقه يولد طائر جديد في كامل هيئته وجماله، طبقا للأسطورة، التي تمثلتها الفنانة التشكيلية امتثال العوامي، وأطلقتها "بين الرماد" عنوانا لمعرضها الذي يفتتح اليوم في مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف، بحضور نسائي، وخصصت بقية أيامه العشرة للعائلات. المعرض يتكون من 42 عملا متنوعة الأحجام، استخدمت فيها ألوان الاكرليك، وبعضها المكس ميديا، بتقنيات مختلفة ومعالجات متنوعة. الفنانة إمتثال العوامي تحدثت ل"الوطن" قبيل الافتتاح عن رؤيتها، ذاهبة إلى أن معرضها الشخصي الأول، يمثل انطلاقتها ومدى استيعاب المتذوق للاتجاه والأسلوب الذي تطرحه، وقالت: الفنان لم يعد مجرد آلة تصوير، بل يصب جزءا من إحساسه في العمل الفني ويطرحه بطرق متعددة ومنوعة وحديثة من لون وخامة ووسائط، معتبرة نفسها ذات اتجاه ورؤية مختلفة عن الكثيرين، لم تتأثر بأي فنان أو فنانة، فكانت ولا تزال – على حد تعبيرها- تعمل على تطوير تجربتها الفنية، ولن تتوقف عن التعلم والتجربة. العوامي شددت على أن الفنانة كامرأة استطاعت في مجتمع ذكوري أن تفرض مكانتها، بل وأصبحت منافسا قويا. لافتة إلى أن عدم وجود أي معاهد متخصصة للفن في المملكة دفع الكثيرين إلى الدورات الخاصة لاكتساب الخبرات. من جانبه وصف الفنان علي الصفار تجربة إمتثال العوامي بأنها تأخذ منحنى التجريد التلقائي المنظم الغارق في التأمل والخيال الذي ينتهي إلى واقع الحياة بما يحتوي من آلام و أفراح، وهي التي ترعرعت في الأجواء الزاخرة بإرث الخليج العربي وارتوت عيناها بفضاءات وزرقة سمائه, وحرارة مياهه, في ألوانها تتداخل الفراغات..شفافية وتبسيطا, ثائرة الإبداع وهادئة".